١١‏/٠٢‏/٢٠١١

الخطاب الثالث


الغباء الحقيقي هو أن تظن أن الآخرين أغبياء أو ضعفاء

هكذا رأونا منذ ثلاثين عامًا وهكذا لا يزالون يروننا

يروننا صغارًا لا نعلم ولا نفهم ولا نستطيع

لقد آن الأوان أن نكبر ونتعدى سن الفطام

يجب أن يدركوا أننا لسنا أطفالاً ولا هم آباؤنا

إنهم في الحقيقة خدامنا والقائمين علينا "خادم القوم سيدهم"

في التحقيق الذي أجروه مع وائل غنيم كان يقينهم يسبقهم بأن وراء أولئك الشباب أيادٍ خفية

اتهامات رخيصة يصدقها الكثيرون

إن أولئك الشباب ومن شاركهم وصدقهم وثبتهم أو ساندهم أو دعا لهم أو وثق من صدقهم أثبتوا للعالم كله أن المصري

عظيم جميل متحضر وقادر

قادر على العطاء لوطنه

قادر على التضحية من أجل كرامته وكرامة وطنه

وعلى الرغم من كل ما فعلوه طيلة الثلاثين عامًا من فساد وتغييب للوعي وتدهور في الأخلاق والتعليم والإعلام والثقافة والكرامة والاقتصاد وفي وضع مصر السياسي، فقد أثبت الشباب أن الشعب لا يزال ينبض وإن كان فيه أعضاء مريضة.

لا يغضبني أبدًا من لا يتفق مع وجهة نظر الشباب – فالاختلاف لا عجب فيه – وإنما يغضبني التخوين والاتهامات والتي انتهت ليتلوها السخرية والاستهزاء. وقد قال الفريق أحمد شفيق "خليهم قاعدين كأنه هايد بارك ونجيب لهم شاي وبون بوني"، وهو ما حدا بالمتظاهرين يوم الثلاثاء أن يحاصروا مجلس الوزراء مطالبين بالبون بون الذي وعدهم به.

وفي خطاب مبارك الثالث، اتضح غروره وعناده وصلفه أكثر وأكثر. مدح نفسه وتضحياته من أجل الوطن وكأنه حرر سيناء وحده، هذا عدا أنه فعل ما فعل خدمة لنفسه وأسرته وأمواله. لم يحاول تعزية أمهات الشهداء. ما هذا الرجل؟!

سنكرر ما قاله وائل غنيم وهو يبكي – يبكي الأبطال العزل المسالمين الذين خرجوا ليقولوا قولة حق عند سلطان جائر فكان منهم شهداء قضوا وجرحى لا يزالون يتعذبون ويعانون ويتعالجون – "دي مش غلطتنا دي غلطة كل واحد كان ماسك في السلطة ومتبت فيها".

لقد تنبأ العديد ومنهم أحمد خالد توفيق من ثورة جياع لكن المصري أثبت أنه أعظم فكانت ثورة كرامة ووطنية وتضحية.

ثورة شباب أطباء ومهندسين ومعلمين وفنانين تشكيليين

ثورة مثقفين

ثورة علماء ومفكرين وأدباء

ثورة تاريخية ستفهم العالم كله أن السلطة ليست شرفًا وإنما عبئًا يسألك عنه شعبك في الدنيا وربك في الآخرة.

اثبتوا لأن تاريخ الثورات يقول لنا أن الثبات والصبر هو سر نجاح الثورات.


ليست هناك تعليقات: