٢٧‏/٠٢‏/٢٠١١

جبران



وعظتني نفسي فعلمتني..

ألا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمة،

وقبل أن تعظني نفسي..

كنت أظل مرتابًا أعمالي وقدرها حتى تبعث غليها الأيام بمن يقرظها أو يهجوها.

أما الآن فقد عرفت أن الأشجار تزهر في الربيع وتثمر في الصيف ولا مطمع لها بالثناء،

وتنثر أوراقها في الخريف وتتعرى في الشتاء ولا تخشى الملامة.

٢٤‏/٠٢‏/٢٠١١

كل الطرق تؤدي إلى ...مصر


الالتزام بالحيادية والموضوعية أمر شديد الصعوبة إلا إذا كان نهج من يود التمتع بهما محاسبة النفس كل فترة، مع صحبة صالحة تقومه إن حاد عن الطريق القويم.

وتبدو دومًا الحيرة في أن الطريق القويم ليس له نهج محدد لأنه يمكن أن يكون إلى اليمين بينما تراه أنت إلى اليسار أو للخلف أو للأمام، وهو ما يشكل الاختلاف الطبيعي بين الناس في آرائهم ومبادئهم، بينما لا يظهر الخلاف إلا عندما يصر كل طرف على إقناع الآخر بما يراه.

يمكننا جميعًا أن نرى هدفًا واحدًا لكننا نرى طرق عديدة تمكننا من الوصول إليه، ولا تكمن المشكلة في أن تحاول أن تنشر ما تعتقد أو تؤمن بصحته أو صدقه، لكنها تكمن أن فهم أن نشر رؤيتك أو هدفك يختلف تمامًا عن القتال من أجل إقناع الناس به. إن الكفاح الحقيقي هو أن تنشره بصبر وتؤدة، وأن تُصدق أفعالك أقوالك؛ فيقتنع الناس بالأمر بهدوء وثقة. وعليك في النهاية أن تعلم أن البعض سيظل على اختلافه معك مهما كان صبرك على هذا الكفاح. إن الاختلاف أمر طبيعي وسنة كونية، بل إنه يثري أي مجموعة أو فريق أو شركة أو دولة....


الاختلاف وليس الخلاف.


من الجمل المثيرة للإعجاب الشديد في رواية "أجنحة الفراشة" جملة على لسان بطل الرواية أشرف الزيني

"ليس من الضروري أن نتفق، إن ما ينقصنا في هذا البلد هو ثقافة الاختلاف"

ليس ضروريًا الوصول لحلول وسطى أو اتفاق وسط وإنما مجرد الاحترام قد يكفي كثيرًا،

حرية كاملة وليست مطلقة، حرية تسمح لك بالحياة دون تعدى على حرية الآخرين.

لماذا أكتب عن ذلك؟ لأسباب عدة:

  • أولها النقاش الحالي - أو قل أنه صراع - بين كل من رأى صحة الثورة أو عدم صحتها؛ بين من يتعاطف مع مبارك أو يكرهه؛ بين من يرى التراجع هو الحل أو لا؛ حتى بين من يحبون مصر كلٌ على طريقته... كما لو كنا نشاهد مباراة كرة قدم هل أنت مع أم ضد؟
  • ثانيها أنني ضبطت نفسي متلبسة بممارسة الخلاف والحدة والانفعال والعصبية وكنت أظنني لست كذلك؛ مرتين: مرة مع زميلة كانت – بكل صدق – تعرض موقفها بمنتهى الهدوء وانفعلت في ردي عليها. نعم لم أخطأ في حقها، لكنني احتدت في ردي عليها. والثانية كانت منفعلة واستطاعت أن تجعلني أنفعل أمامها دون أن أهدأها كما ينبغي.
  • ثالثها فيلم هندي كنا نشترك – العديد منا - في نشر مقطع فيديو منه دال على عقلية المسلم وكيف استطاع أن يفحم فتاة غربية ويثبت لها أننا المسلمون لسنا إرهابيين، بينما كانت الحقيقة مختلفة تمامًا. تستند قصته على عكس تلك الصورة ليظهر المسلمين إرهابيين ومتطرفين ووحشيين. العديد من الأفلام الهندية مثل "Korbaan" و"zara" و"Fana" يعمل على الفكرة نفسها والمصيبة أن يشترك فيها ممثلون مسلمون مثل شاروخان وعامر خان وسيف علي خان.بينما كان فيلم "My name is khan" أكثر موضوعيةن فعلى الرغم من إظهاره بطل الفيلم في صورة البطل الطيب لكنه أيضًا أظهر أخاه المتعصب وزوجة أخيه الطيبة كمسلمين. وأظهر زوجته الهندوسية الطيبة وأظهر الأمريكيين متنوعين بين التعصب والشر والطيبة والخير.

هكذا نقع جميعنا في الفخ أفرادًا ودولاً إعلامًا ومؤسسات سينمائية

لا تصدق إعلامًا ما أو رأيًا ما دون أن تعمل عقلك

لماذا؟ لأن الفكر واحد


وقعت السينما الهندية في الفخ أو ربما كان فخًا متعمدًا حسب القائمين على صناعتها وهكذا تفعل السينما الأمريكية والمصرية وغيرها

أنا لا أدافع هنا عن الثورة أو أقف ضدها؛ ولا أدافع عن مبارك أو أكرهه؛ ولا أدافع عن الإخوان أو أقف في مواجهتهم؛ ولا أدافع عن المسلمين أو أنتقدهم

أنا أدافع عن فكرتين الأولى التعايش والسلام والثانية عدم التعميم.

هل هناك سلوكيات متطرفة فكريًا أو تطبيقيًا؟

نعم، لكن أوليس هناك العديد منهم في كل ديانة أو جنسية. أنا أحارب التصنيف والتعميم وإلصاق التهم وتصديق الآخرين في نفسي قبل الآخرين. إن كل فئة ودين وبلاد فيها الحيادي والمتطرف والنزيه والشريف والسارق والمخادع والقاتل والمجرم في اليهود وفي المسيحيين وفي المسلمين وفي الهندوس وفي البوذيين؛ في الأمريكيين وفي المصريين وفي الجزائريين وفي الهنود.

لكننا وبكل سذاجة نقع في الفخ ذاته كل مرة دون أن نتعلم

أرجوك – وأحدث نفسي معك - لا تُصنف ولا تعمم ولا تضع فكرة دائمةعن شخص ما فربما لا تعرفه كما ينبغي، أو ربما تغير هو. حارب الفكرة والموقف ولا تحارب الأشخاص

أعترف أنني على الرغم من دراستي لكتاب "دعوة للتعايش" التي استمرت شهورًا وقعت في الخطأ ذاته، لكنني استفدت منه ولو بنسبة ضئيلة لأنني لاحظت خطأ ما فعلته وتراجعت عنه وعاتبت نفسي عليه. أعتقد أنني لو استعنت بالله أكثر لاستطعت أن أتجنب هذا الداء البغيض إلى الأبد.

سأذكّر نفسي دائمًا أن الحلم بالتحلم والصبر بالتصبر والعلم بالتعلم وأن كل الطرق ستؤدي إلى مصر لكننا سنجملها أكثر إذا ما تنوعت سبلنا وصبرنا على وعثاء الطريق

الصبر هو مفتاح كل الأشياء الجميلة

مفتاح تغيير مصر أو تغيير أي بلد

مفتاح الوحدة

مفتاح التقدم والنهضة

مفتاح الفرج

فلنتعلم الصبر

http://southasian.maktoobblog.com/category/%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%88%D8%AF/

http://www.aawsat.com/details.asp?section=54&article=548549&issueno=11340

١٥‏/٠٢‏/٢٠١١

مرآة النفاق


كما تُظهر أي محنة تمر على الإنسان الصديق الوفي من غيره، فإن ثورة الكرامة المصرية أظهرت لمصر ابنها الطيب المحب من العاق الناكر للجميل.

أظهر الأبناء الطيبين لمصر ثلاثة أوجه وجه شكل الثورة وشارك فيها بنفسه وأبنائه ودمائه وأفكاره وجهده وماله، ونوع ظل خائفًا على مصر وأبناءها الذين يموتون من أجلها وعلى أن تدخل مصر في فتنة طائفية أو في حرب أهلية ظل يتخبط لا يدري من يصدق بسبب التخبط الإعلامي الشديد بين القنوات المصرية وغيرها لكن لسانهم كان عفًا لم يتهم أحدًا أو يشكك في نزاهة آخر.

أما ابنها العاق الخبيث فكان له وجهان وجه كشرت عنه الحكومة وأعوانها والمستفيدين منها من جهة ووجه أظهره لنا المتلونون الذين شكلوا الأبواق الإعلامية من جهة أخرى

رفض البعض لما حدث أو الحماس له لا خلاف عليه لأنه لا يوجد أمر واحد في الحياة يتفق عليه الجميع.أما المتحولون فهم يمثلون المشكلة الأساسية ومقياسهم الأساسي هو المصلحة الشخصية كفئران السفينة التي تقفز من السفينة قبل غرقها وكما السحالي تتلون حسب الأرض التي تسير عليها. المشكلة أنهم دائمًا ما يظنون أنهم أذكى من غيرهم وأن من حولهم أغبياء، لكن الشطط في ردود الأفعال أو ما يمكن أن يوصف بالغباء الاجتماعي يكشفهم فورًا ويقلل من احترام الجمهور لهم. من أمثلة هؤلاء عادل إمام وهناء السمري وسيد علي وتامر حسني وعمرو مصطفى وعمرو أديب وزينة وغادة عبد الرازق
وطلعت زكريا الذي يجب أن يحاكم بتهمة القذف وغيرهم.

قمة الغباء كان في محاولة التمثيل والبكاء المصطنع الذي أتحفنا به تامر حسني أثناء زيارته للتحرير التي انتهت بضربه، وكررها لنا عمرو أديب في محاولة تمثيلية فاشلة لن ترشحه أبدًا لاجتياز امتحان القبول في أي معهد من معاهد التمثيل في جميع دول العالم.

أتعجب كثيرًا من قدرة هؤلاء على ارتداء القناع الذي يرغبونه وقتما يريدونه، كما أتساءل كيف ينظرون إلى أنفسهم في المرآة؟

إن النصر الحقيقي للثورة لا يكمن في رحيل مبارك أو تغيير الدستور أو حل مجلس الشعب والشورى فما هي إلا ممهدات، إن النصر الحقيقي للثورة يكمن في داخلنا، في نقوسنا، في حبنا للوطن الذي ظهر في توحدنا وثورتنا وفي اللجان الشعبية، في حلمنا وأملنا على التغيير، في العمل على ذلك والكفاح من أجل التغيير. لا زلنا في حاجة لتعلم أمرين أعتبرهما الأهم خلال الفترة القادمة حيث أن لهما أبلغ الأثر على بناء مصر التي نتمناها:

الأول: كيفية احترام الرأي الآخر وهو يعني أن من حق الجميع التعبير عن رأيه ويمكننا النقاش لكن لا ينبغي أن تقنعني أو أقنعك. نحن نحاول لكن إذا ظل كل طرف مقتنعًا بما يرى فليتوقف النقاش. في هذا الوقت تحديدًا، تحتاج بلادنا منا للعمل والكفاح والإنتاج والبناء لا للنقاش.

الثاني: الثقة بالنفس والأمل في التغيير ثم العمل ثم الصبر فالصبر ثم الصبر يروي د. فاروق الباز أن مهاتير محمد لما تولى حكم ماليزيا كان يضع تحقيق هدفه في تطوير ماليزيا بعد عشرين عامًا، ودعا أهم العقول الذكية حول العالم ومن كل الجنسيات إلى مساعدته وكان من ضمنهم د. فاروق. يروي أن الحياة كانت هناك تحت خط الفقر ولم تكن هناك بنية تحتية أو تعليم وفي ظرف 10 سنوات كان خط التطور قد ظهر وتطور عالميًا وبشدة. نحن أفضل بكثير من حالة ماليزيا لذا أتوقع إن صدقت النوايا بإذن الله أن نبدأ الظهور بعد 5 سنوات.




١٢‏/٠٢‏/٢٠١١

فرحتنا المخبوءة



أثبت أصحاب الثورة المباركة أنهم على وعي شديد

Bold
فبعد أن عبر الشارع كله على فرحته بنصر الله ومنه وكرمه، فرحته التي خبأها طيلة ثمانية عشر يومًا كان البكاء والدموع والصبر والدعاء والإصرار والعزم هم الرفاق،
لم يسمح الثوار الكرام لأحد أن يقسم الكعكة كما يقول البعض، فأصدروا بيانهم الأول أكدوا فيه على الالتزام ببقية المطالب المهمة كي تُكمل الثورة أغراضها النبيلة ولا تكون نصف ثورة.

صلى المتظاهرون الفجر في الميدان شكروا فيه ربهم على نعمه ودعوا الله أن يتم نعمته على مصر وأن يول أمرها خيار أهلها، بل لم ينسوا الوعد بتنظيف الميدان قبل إخلائه كما اعتادوا خلال مكوثهم فيه

لم يستعد المصريون بثورتهم كرامتهم المفقودة فحسب، وإنما استعادوا مكانتهم الرائدة على الخريطة العربية والإسلامية

تركت الميدان قبيل إعلان النبأ المنتظر، فلم أتمكن من إطلاق فرحتي العارمة والتعبير عنها وسط إخوتي الذين أحببتهم وافتخرت بهم، لكنني تابعت فرحة الشارع المصري كله، بل تابعت فرحة الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج وابتهاجها معنا وهي فرحة غير موجهة للنظام المصري تحديدًا لأنهم لم يعانوا منه ولم يعرفوه وإنما هي إكبار للشعب المصري على فعل العجائب وانحناء أمام ريادة مصر المنتظرة

نعم كنت أحب مصر حبًا يملك الفؤاد، لكني لا أعترف أنني أحبها اليوم أضعاف ما أحببتها لأن حبي اليوم ممزوج بالفخر والإكبار والحرية والكرامة

لقد عبر أوباما عن الحدث بأن المصريين علموا العالم كيف يحصل الشعب على حريته وكرامته بمنتهى السلمية

ونصت الجارديان على أن انتفاضة الغضب المصرية تعتبر في مقدمة الثورات السلمية العالمية، فتفوقت بسلميتها ووعي أبنائها وثقافتهم ورقيهم على الثورة الفرنسية التي بنت دولة العدل والحرية والحق والجمال لأنها اتسمت ببعض العنف، بل على ثورة تونس الحديثة لأنها أيضًا اتسمت ببعض العنف كما أنها كانت عفوية إلى حد كبير لم يطالب فيها المتظظاهرون بمطالب واضحة وإنما برحيل بن علي فقط، والسبب الأخير لأنها ظلت سلمية على الرغم من تعرضها لعنف شديد على الرغم من مواجهتها لعزل مسالمين وسقوط أكثر من 300 شهيد وأكثر من 2000 جريح ومصاب على أقل تقدير، لكن الثوار والمشاركون لم يردوا بعنف مثله

لقد ولدنا من جديد بعد تضحية الشهداء والمصابين والمفقودين

حتى طعم الأغاني أصبح مختلفًا، فعندما تسمع منير وهو يروي حدوتة مصرية ينتفض قلبك، وعندما تقول شادية "ولا شاف إصرار في عيون البشر بيقول أحرار ولا زم ننتصر... يبقى ما عداش على مصر"، أو أغنية والله وعملوها الرجالة.

كل أغنية لها طعم مختلف طعم حر طعم جميل

اللهم أتم فرحتنا وارزقهم الفرحة مثلنا وثبتهم وارزقهم الصبر، اللهم تقبل الشهداء، واشف المصابين وارزقهم الثبات، وأعد المفقودين سالمين غانمين.


آمين

١١‏/٠٢‏/٢٠١١

جمعة الحسم – النور – الخلاص – الفرح



ها قد تحقق حلمنا وحلمكم

ها قد تحققت آمالنا وآمالكم

تحققت الحرية بدمائكم

شكرًا لكم

شكرًا لكم


نحمدك ربنا ونشكر لك فضلك ومنك علينا. نظرت إلينا حين دعوناك وبكينا على بابك في صلاة الجمعة.

كانت الخطبة رائعة إلى أقصى حد. خطبتان من أجمل ما يكون

http://www.youtube.com/watch?v=xJtAltYrlRQ&feature=player_embedded#at=247

أذن فينا الشيخ محمد جبريل وصلى بنا ودعا بنا فأمنا خلفه. بكينا على بابك يا الله واستجبت لنا. نظرت إلى عبادك ورفعت عنا الظلم والكرب.

اختار لنا الشيخ محمد جبريل آيات أبكتنا قبل أن نبدأ في القنوت أو في الدعاء.
صلينا في الركعة الأولى بقوله تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"، وفي الركعة الثانية: "يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار"

ودعونا في الركعة الثانية، قنتنا بقنوت جميل. وقفنا باب مالك الملك وبكينا واستعنا به على من ظلمنا
اللهم إنهم استعانوا بكل شيء إلا بك ونحن قد تركنا كل شيء وقد استعنا بك

لقد أعنتنا يا الله بقوتك وحولك الذين ليس لنا سواهما، وأتممت علينا فضلك فأنهيت نفوذ مبارك وسليمان وأتممت نعمتك على شعب مصر الذي يستحق بالتأكيد حياة أفضل لأنه شعب كريم شجاع متدين.

لقد وحدتنا تلك الأزمة مسلمين ومسيحين، كبار وصغار، أغنياء وفقراء، متعلمين وأميين، يساريين وناصريين وإخوان ومستقلين. أصبح الآن عنواننا هو مصر.

أصبح العالم كله يتحدث عنا وعن كرامتنا. مننت علينا فكانت ثورة حق وكرامة. لم ننهزم ولم نحبط ولم تردعنا فلول المهاجمين ولا أصوات المثبطين.

الأبطال الحقيقيون هم أصحاب الثورة الأبطال الشهداء والمصابين وأمهاتهم وأسرهم ومن صبروا في كل هذه الظروف لثمانية عشر يومًا فلم يضعفوا أو يستكينوا، ولكل من شاركهم بالذهاب في بعض الأيام أو ساعدهم في وقت محنتهم أو مصاب يوم الأربعاء الدامي أو ساعدهم بالبطاطين والخيام ودورات المياه، أو إعلاميًا أو بالدعاء.

إن كان 25 سيكون يوم الثورة فإن يوم الأربعاء 2 فبراير يجب أن يكون يوم الشهداء والجرحى.

لا تنسوا الجرحى في دعائكم واسمع أن باب التبرعات لهم سيفتح لمن يود ذلك، فإن الشهيد وإن كان قد منح روحه لله أولاً ولوطنه وحريته وكرامته ثانيًا وإن كان ترك خلفه أمًا تبكي أو طفلاً يتساءل أو زوجة أو أختًا تحزن، فإن الجريح أو المصاب سيظل يعاني بقية حياته.

اللهم تقبل شهدائنا وصبر ذويهم، واشف جرحانا وارزقهم وأهلهم الصبر.

لقد أثبت جيل التكنولوجيا والإنترنت، جيل الفيس بوك، أنه جيل الثورة والنصر. جيل الرجولة من إناث وذكور، كبار وصغار. لقد تحرر المصري واستعاد هيبته وكرامته.

أعلم إن ما هدموه في ثلاثين عامًا لن نغيره في لحظة، لكن مصر كانت تعاني من غرغرينا الفساد وقد قطعنا هذا العضو وحان الآن وقت تضميد الجراح.

حان الآن وقت الفرح والاحتفال حتى بمن كان يشكك ولا يثق

لكن يجب بعدها أن نلتفت لعلاج بلادنا لتعود مصرعروسًا بهية

علينا الآن أن ننتظر تحقيق وعد الجيش – الصادق – بيقظة لتعديل الدستور وإلغاء قانون الطوارئ وحل مجلسي الشعب والشورى والتحضير لانتخابات نزيهة تحت إشراف قضائي لتبدأ مصر مرحلة جديدة تثبت فيها للعالم أنها بحق أم الدنيا.

وإلى ذلك الحين، دعونا نبدأ بأنفسنا ونغير عادات سيئة استشرت فينا كالرشوة والمحسوبية وعدم إتقان العمل وعدم الالتزام بالنظام والقوانين بدءًا من المرور إلى إلقاء القمامة في الشوارع.

دعونا نقدم لأنفسنا مصرًا جديدة نفخر بها وتفخر بنا – إنني اليوم أدرك للمرة الأولى معنى دموع الفرح

اللهم اتمم علينا عزك ونصرك

مصر اللي عايزنها

http://www.facebook.com/pages/msr-ally-ayznha/108034342607925?ref=ts&v=wall

صفحة نتكلم فيها ونتناقش عن رؤيتنا لمصر جديدة نحبها ونفخر بها وسنطبق بالفعل لترى أحلامنا النور


الخطاب الثالث


الغباء الحقيقي هو أن تظن أن الآخرين أغبياء أو ضعفاء

هكذا رأونا منذ ثلاثين عامًا وهكذا لا يزالون يروننا

يروننا صغارًا لا نعلم ولا نفهم ولا نستطيع

لقد آن الأوان أن نكبر ونتعدى سن الفطام

يجب أن يدركوا أننا لسنا أطفالاً ولا هم آباؤنا

إنهم في الحقيقة خدامنا والقائمين علينا "خادم القوم سيدهم"

في التحقيق الذي أجروه مع وائل غنيم كان يقينهم يسبقهم بأن وراء أولئك الشباب أيادٍ خفية

اتهامات رخيصة يصدقها الكثيرون

إن أولئك الشباب ومن شاركهم وصدقهم وثبتهم أو ساندهم أو دعا لهم أو وثق من صدقهم أثبتوا للعالم كله أن المصري

عظيم جميل متحضر وقادر

قادر على العطاء لوطنه

قادر على التضحية من أجل كرامته وكرامة وطنه

وعلى الرغم من كل ما فعلوه طيلة الثلاثين عامًا من فساد وتغييب للوعي وتدهور في الأخلاق والتعليم والإعلام والثقافة والكرامة والاقتصاد وفي وضع مصر السياسي، فقد أثبت الشباب أن الشعب لا يزال ينبض وإن كان فيه أعضاء مريضة.

لا يغضبني أبدًا من لا يتفق مع وجهة نظر الشباب – فالاختلاف لا عجب فيه – وإنما يغضبني التخوين والاتهامات والتي انتهت ليتلوها السخرية والاستهزاء. وقد قال الفريق أحمد شفيق "خليهم قاعدين كأنه هايد بارك ونجيب لهم شاي وبون بوني"، وهو ما حدا بالمتظاهرين يوم الثلاثاء أن يحاصروا مجلس الوزراء مطالبين بالبون بون الذي وعدهم به.

وفي خطاب مبارك الثالث، اتضح غروره وعناده وصلفه أكثر وأكثر. مدح نفسه وتضحياته من أجل الوطن وكأنه حرر سيناء وحده، هذا عدا أنه فعل ما فعل خدمة لنفسه وأسرته وأمواله. لم يحاول تعزية أمهات الشهداء. ما هذا الرجل؟!

سنكرر ما قاله وائل غنيم وهو يبكي – يبكي الأبطال العزل المسالمين الذين خرجوا ليقولوا قولة حق عند سلطان جائر فكان منهم شهداء قضوا وجرحى لا يزالون يتعذبون ويعانون ويتعالجون – "دي مش غلطتنا دي غلطة كل واحد كان ماسك في السلطة ومتبت فيها".

لقد تنبأ العديد ومنهم أحمد خالد توفيق من ثورة جياع لكن المصري أثبت أنه أعظم فكانت ثورة كرامة ووطنية وتضحية.

ثورة شباب أطباء ومهندسين ومعلمين وفنانين تشكيليين

ثورة مثقفين

ثورة علماء ومفكرين وأدباء

ثورة تاريخية ستفهم العالم كله أن السلطة ليست شرفًا وإنما عبئًا يسألك عنه شعبك في الدنيا وربك في الآخرة.

اثبتوا لأن تاريخ الثورات يقول لنا أن الثبات والصبر هو سر نجاح الثورات.


٠٩‏/٠٢‏/٢٠١١

ثورة كرامة


تنبأ العديد بثورة

مفكرين وأدباء

وخافوا من أن تكون ثورة جياع

لكن أثبت المصري أنه عظيم

فكانت ثورة كرامة وحرية

أم الشهيد خالد سعيد مع وائل غنيم أدمن صفحة كلنا خالد سعيد التي كانت سببًا في إطلاق الثورة

٠٧‏/٠٢‏/٢٠١١

أحبها يهتــز قلـبي عـندمـا يـُقــال مصــــر


أحيانًا أتساءل لم أحب مصر إلى هذه الدرجة؟

لم أنشأ فيها وبالتالي كان يمكن كالعديد ممن حولي أن أحب بلاد نشأتي وأشعر أنها موطني خاصة أنني بصدق كنت أكثر راحة هناك في كل شيء بلا استثناء

كنت أصغر لا أحمل سوى هم الدراسة

كنت وسط أسرتي

كنت أكثر راحة في التنقل مثلاً

كنت في بلاد ثرية أجد حولي كل ما أطلبه وبأسعار معقولة

كنت أدخر من مصروفي الشخصي ما لم أستطع أن أفعله من مرتبي مثلاً

لكني كنت وما زلت وسأظل أحب مصر حبًا عجيبًا

أحبها ربما أكثر من العديد الذين نشأوا ويودون أن يتركونها

أحبها إلى درجة تجعلني لا أريد أن أتركها مهما حدث فيها حتى أنني رفضت مرارًا الزواج ممن يعيش خارجها

ويتعجب أفراد أسرتي وصديقاتي مني لأنني الوحيدة بينهم المتعلقة بها بشدة

هم يتوقون للعودة إلى بلاد النشأة ليرتاحوا كما اعتادوا

لكن الحب الفطري الذي أجمعه لها في قلبي والذي كنت على وعي به ظهر على الجميع الآن حتى من كانوا لا يقدرونه

الجميع من حولي أصبح يحب مصر وبصدق بغض النظر عن صورة ذلك الحب

أصبحت أرى دموعًا تطفر من عيون كانت تود الهجرة منها والرحيل عنها للأبد

اللهم احمها لأنها سيدة بلاد الدنيا

وصدق حافظ ابراهيم عندما وصفها

أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي

اللهم ارفع رأسها ورأسنا ورأس كل بلاد أمتك

آمين

سيذكر التاريخ


يختار كل منا دوره في هذه الحياة بملء إرادته. قد تساعده الأقدار أو تعاند رغباته لكن الاختيار يظل دائمًا بيد الإنسان.

قد يختار البعض أن يكون عظيمًا ويختار الآخر أن يكون دعم العظماء ومشاركهم، وقد يختار البعض أن يكون على هامش الحياة، وقد يختار الآخرون أن يكونوا عملاء أو خونة أو ظالمين.

في بلادنا يحدث ما يحدث في كل الدنيا

اختار كلٌ منا دوره بعناية واستحق بذلك مكانته التي سيذكرها التاريخ

استخدم الكل أدواته في دعم أو رفض ما يحدث بجسده وعقله، أو بقلمه وفكره، أو بماله ونفوذه واتصالاته

كان هناك أصحاب ثورة وكان لها مشاركون وداعمون ومؤيدون وكان لها مثبطون ومخونون وكان لها مشاهدون

وسيذكر التاريخ الجميع لكن لكل دوره ولكل مكانته

سيذكر التاريخ شبابًا ناموا في البرد والعراء وتلحفوا بالسماء

سيذكر التاريخ خيانة البعض لهم ودعم البعض لهم ودعاء البعض لهم

سيذكر التاريخ ما قاله العلماء والشيوخ كالقرضاوي وصفوت حجازي ومحمد الطهطاوي وغيرهم

وما فعله العلماء والمفكرين والإعلاميين كحمدي قنديل وفهمي هويدي وهيكل وغيرهم

وما فعله فنانون كعلي الحجار وخالد الصاوي وخالد يوسف وعمار الشريعي وغيرهم

سيذكر التاريخ مبارك كأسوأ رئيس مرَّ على مصر بل ربما كأسوأ رئيس على الإطلاق

سيذكر التاريخ أنه قاد بلاده نحو الفساد والأمية والتعذيب والدمار والفوضى

سيذكر التاريخ أنه قتل أبناءه بيديه أو تركهم يموتون بيديه وإذا كان لا يعرف فلم لم يخرج علينا بخطاب يعتذر فيه ويبكي لنا الشهداء

لقد خرج علينا عبد الناصر – بكل ما فيه من مساوئ – بعد النكسة ليقول أتحمل المسؤولية كاملة

سيذكر التاريخ حبيب العدلي كأسوأ وزير داخلية وكنا نظن أنه لن يأتي مثل زكي بدر

سيذكر التاريخ أنه حوّل رجال الشرطة من حماة الوطن والشعب إلى قتلة ودهماء وسارقين

سيذكر التاريخ كل ذلك بل سيذكر أنه وبكل صفاقة قتل أبرياء في كنيسة القديسيين وعذب آخر لينال اعترافات موهومة

سيذكر التاريخ تلك الدهشة والاستهزاء التي قابلنا بها جهودهم الميمونة للتوصل إلى الفاعل بسرعة تفوق المفتش كرومبو وشيرلوك هولمز لتمر الأيام ونكتشف أن حماتنا هم سبب الإرهاب والدمار


سيذكر التاريخ كل هذا وأكثر وسأذكره أنا وأنتم لنحكيه لأبنائنا الذين سيعيشون أفضل منا بإذ الله


سيذكر التاريخ كم ضحى شباب طاهر من جيلنا لأجلهم ولأجلنا


وقبل ذلك سيذكره الله وتذكره ملائكته عندما نحتكم جميعًا عند عزيز مقتدر


http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=286986&IssueID=2037

أشد ما يؤلمني


يستشهد البعض على أن هذه فتنة وليست ثورة بما فعله سبط النبي الحسن بن علي رضي الله عنه عندما اجتنب الخروج على يزيد الحاكم الطاغية الفاسق الفاجر


وأرد بموقف سبط النبي عليه الصلاة والسلام الآخر سيدنا الحسين رضي الله عنه عندما خرج عليه


وإن لم يمنعه ذلك من تسميم الأول وقتل الثاني فحتى من تجنب الفتنة لم يسلم من يديه لكن الله كان يعد له الجزاء الأوفى على مقتل العديد من آل النبي عليهم رضوان الله

ويستشهدون بموقف التابعي الجليل سيدنا الحسن البصري رضي الله عنه من ثورة ابن الأشعث الذي قام بها ضد الحجاج واجتنابه الفتنة

وينسون انضمام سيدنا سعيد بن المسيب رضي الله عنه لها وقتل الحجاج لكثير من المسلمين ومنهم سعيد بن المسيب بحوار مهيب سجله التاريخ

وكان نهاية الحجاج بعدها


لا ينكر أحد أن الآراء قد تختلف فيرى البعض منا أنها فتنة ويرى الآخر إنها ثورة


لكن المؤلم بشدة إن يتهمهم البعض بالخيانة أو العمالة


هذا هو أشد ما يؤلمني

لا يؤلمني الاختلاف لأنه سنة كونية

ولأننا يجب أن نتعلم التعايش والحوار وأن نحاول إقناع بعضنا البعض أو نحترم بعضنا البعض

لكن أن نسفه من أرائنا ونقذف بعضنا بتهم أقل ما توصف بأنها عار وأسمع البعض يستهزئ بأن نصف من ماتوا بأنهم شهداء فهو ما يكسر قلبي بحق

هذا هو ما يصيبني بالانهيار والبكاء والبؤس

لا الصراع

لأن التاريخ يؤكد أن الصراع دائم بين الحق والباطل

بين الخير والشر

وبأن الله ينصر الحق والخير ولو بعد حين

ولو بعد انتصار الشر في جولات فإن الجولة الأخيرة ستكون في صالح الحق

أخيرًا حتى إن لم تنجح هذه الثورة المباركة فإن عين الله ستظل تحرسها وترعاها هي وأصحابها وستنتقم لهم كما فعلت مع الحجاج

ويزيد

وربما تقرأ الأجيال القادمة ذلك التاريخ لتعرف حقيقة ذلك الصراع

ولذلك فإن اللوم لا يمكن أن يوجه أبدًا إلى من يشترك في الثورة أو يوافقها الرأي

أو إلى من ينأى بنفسه عنها إن رأى أنها فتنة

لكن تخوين الشرفاء الشجعان واتهامهم بعار الخيانة أو بقصور الفهم والتضليل هو ما يستحق اللوم والغضب

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=282384&IssueID=1996

http://www.islammemo.cc/zakera/methl-haza-elyawm/2010/06/14/101966.html

http://www.mmagreb.com/vb/showthread.php?t=8807

http://www.islammemo.cc/zakera/methl-haza-elyawm/2010/07/28/104280.html