٠٧‏/٠٢‏/٢٠١١

سيذكر التاريخ


يختار كل منا دوره في هذه الحياة بملء إرادته. قد تساعده الأقدار أو تعاند رغباته لكن الاختيار يظل دائمًا بيد الإنسان.

قد يختار البعض أن يكون عظيمًا ويختار الآخر أن يكون دعم العظماء ومشاركهم، وقد يختار البعض أن يكون على هامش الحياة، وقد يختار الآخرون أن يكونوا عملاء أو خونة أو ظالمين.

في بلادنا يحدث ما يحدث في كل الدنيا

اختار كلٌ منا دوره بعناية واستحق بذلك مكانته التي سيذكرها التاريخ

استخدم الكل أدواته في دعم أو رفض ما يحدث بجسده وعقله، أو بقلمه وفكره، أو بماله ونفوذه واتصالاته

كان هناك أصحاب ثورة وكان لها مشاركون وداعمون ومؤيدون وكان لها مثبطون ومخونون وكان لها مشاهدون

وسيذكر التاريخ الجميع لكن لكل دوره ولكل مكانته

سيذكر التاريخ شبابًا ناموا في البرد والعراء وتلحفوا بالسماء

سيذكر التاريخ خيانة البعض لهم ودعم البعض لهم ودعاء البعض لهم

سيذكر التاريخ ما قاله العلماء والشيوخ كالقرضاوي وصفوت حجازي ومحمد الطهطاوي وغيرهم

وما فعله العلماء والمفكرين والإعلاميين كحمدي قنديل وفهمي هويدي وهيكل وغيرهم

وما فعله فنانون كعلي الحجار وخالد الصاوي وخالد يوسف وعمار الشريعي وغيرهم

سيذكر التاريخ مبارك كأسوأ رئيس مرَّ على مصر بل ربما كأسوأ رئيس على الإطلاق

سيذكر التاريخ أنه قاد بلاده نحو الفساد والأمية والتعذيب والدمار والفوضى

سيذكر التاريخ أنه قتل أبناءه بيديه أو تركهم يموتون بيديه وإذا كان لا يعرف فلم لم يخرج علينا بخطاب يعتذر فيه ويبكي لنا الشهداء

لقد خرج علينا عبد الناصر – بكل ما فيه من مساوئ – بعد النكسة ليقول أتحمل المسؤولية كاملة

سيذكر التاريخ حبيب العدلي كأسوأ وزير داخلية وكنا نظن أنه لن يأتي مثل زكي بدر

سيذكر التاريخ أنه حوّل رجال الشرطة من حماة الوطن والشعب إلى قتلة ودهماء وسارقين

سيذكر التاريخ كل ذلك بل سيذكر أنه وبكل صفاقة قتل أبرياء في كنيسة القديسيين وعذب آخر لينال اعترافات موهومة

سيذكر التاريخ تلك الدهشة والاستهزاء التي قابلنا بها جهودهم الميمونة للتوصل إلى الفاعل بسرعة تفوق المفتش كرومبو وشيرلوك هولمز لتمر الأيام ونكتشف أن حماتنا هم سبب الإرهاب والدمار


سيذكر التاريخ كل هذا وأكثر وسأذكره أنا وأنتم لنحكيه لأبنائنا الذين سيعيشون أفضل منا بإذ الله


سيذكر التاريخ كم ضحى شباب طاهر من جيلنا لأجلهم ولأجلنا


وقبل ذلك سيذكره الله وتذكره ملائكته عندما نحتكم جميعًا عند عزيز مقتدر


http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=286986&IssueID=2037

ليست هناك تعليقات: