٢٣‏/٠١‏/٢٠٠٩

جرح في يدي





بالأمس جرحت يدي بالسكين وأنا أطهو، جرحًا لا يكاد يُذكر؛ جرحًا سطحيًا ضئيلاً. غسلت الجرح وضمدته، ونسيت الأمر برمته، لكن في منتصف اليوم كنت أتناول ثمرةً من البرتقال؛ فأحسست بألم شديد بسبب عصير البرتقال.

هل لاحظت الأمر؟ لقد عبرت عن ألمي بأنه "شديد".

هل أعرف أنا الآمنة المطمئنة، أنا التي أنام بعمق في دفء وشعور بالأمان معنى الألم؟! أو فلنقل معنى الألم الشديد!

إن من يعرف معنى الألم هم هؤلاء البؤساء، هؤلاء الذين لم يكونوا يعرفون غير زراعة البرتقال والزيتون، أولئك البسطاء الذين لهم حق الحياة مثلنا.

عندما عاد الفريق النرويجي إلى أوسلو، عرض أحدهم صورة ربما لا أنساها حتى يومي الأخير؛ صورة لطفل أو طفلة – لم يمكنني معرفة ذلك من كثرة الدماء - ما بين السادسة والعاشرة، في ظهره حفرة عميقة لا يقل قطرها عن 10 سنتيمترات..... نعم حفرة عميقة.

إن غالبية الشهداء من الأطفال – ليس فقط لأنهم يستهدفون المدنيين في قصفهم - ولكن لأن أجساد الصغر لا تتحمل الألم ولا حجم الشظايا التي تتلقاه أجسادهم البضة ولا الفوسفور الأبيض.

اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وانصرهم نصر عزيز مقتدر...
اللهم اكتب لهم أجر الصديقيين والشهداء والصالحين وارزقهم صحبة النبيين والأبرار وكفى بذلك رفيقًا...
اللهم أبدلهم بدنياهم الظالمة جنة الفردوس الأعلى؛ جنةً عرضها عرض السموات والأرض بعدلك وكرمك وعفوك يا أرحم الراحمين...
اللهم انتقم من اليهود ومن والهم ومن أيدهم على أبناء جلدته
اللهم اأحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا يا منتقم يا جبار يا الله ....

شر البلية ما يضحك: "قال الأستاذ للتلميذ: قف وأعرب يا ولدي الجملة التالية: "عشق العربي أرض فلسطين". وقف الطالب وقال: عشق: فعل صادق مبني على أمل يحدوه إيمان واثق بالعودة الحتمية، والعربي: فاعل عاجز عن أن يخطو أي خطوة قي طريق تحقيق الأمل وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها، وأرض: مفعول به مغصوب وعلامة غصبه أنهار الدم وأشلاء الضحايا وأجساد القتلى، وستون عاما من المعاناة. فلسطين: مضافة إلى أرض مجرورة بما ذكرت من إعراب أرض سابقًا".

١٥‏/٠١‏/٢٠٠٩

المقاطعة خيار استراتيجي


قرأت على موقع msn Arabia أن بعض الشركات التي ننادي بمقاطعتها نفت أنها تمول اسرائيل مثل شركة ماكدونالدز، وستاربكس وأكدت أن كون الرئيس التنفيذي للشركة الثانية يهوديًا لا يعني أن هذا توجه الشركة كإدارة، وبغض النظر عن كون هذا الكلام صحيحًا أم لا، فإن المقاطعة خيار استراتيجيي اقتصادي وطني يستطيع أن يؤكده لك أبرز الاقتصاديين. فإن فروع هذه الشركات في الدول العربية هي جزء من مكاسب الشركة الأم التي تدفع الضرائب للحكومة الأمريكية والتي بدورها تساعد اسرائيل علنًا وعلى رؤوس الأشهاد. ولأن أمريكا هي دولة رأسمالية فإن الخسائر المتتابعة لهذه الشركة أو تلك ستجعلها تمارس ضغطًا قويًا على الحكومة الأمريكية وعلى الكونجرس الأمريكي وبالتالي تؤثر على قرار مساعدتها لاسرائيل.... وهذا بفرض أن ما قالته هذه الشركات أمر صحيح.

١٤‏/٠١‏/٢٠٠٩

لو لم أكن مصرية


أحب مصر


أحبها بكل ما فيها من مساوئ وعيوب


أحبها بكل ما فيها من فساد ذمم وضمائر


أحبها وأؤمن أشد الإيمان بأن العيب فينا وليس فيها


أحبها وأعلم أن في شعبها الخير إلى يوم الدين


أحبها وأحب شعبها وأعلم أنه سيتغير سريعًا لأن في أصله الخلق الحسن والطيبة والعزة والكرامة


أحبها وأتمنى أن أراها وأرى جميع البلاد الإسلامية التي أرى كلاً منها وطنًا ثانيًا لي أجمل بقاع الأرض وأفضل بلاد الدنيا
أحبها على الرغم من عدم نشأتي فيها
أحبها ولا أرى لنفسي مكانًا غيرها


ومع كل هذا الحب، الآن أفكر ماذا لو لم أكن مصرية


لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون فلسطينيًا أموت من أجل عقيدتي وديني ووطني وأبعث مع الشهداء ويكتبني التاريخ بسطور من ذهب كرمز للشرف والعزة والكرامة


لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون فنزويليًا أفخر بمن يرأس دولتي وأتباهى به وبقرارات بلادي





مشهد يتكرر عبر التاريخ:


في مسلسل أم كلثوم دار حوار بين أتباع سعد زغلول وبين معارضيه.... قال معارضوه أنه أهوج ويقف في وجه بريطانيا الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس، وأننا لا يجب أن نتهور بل يجب أن نتمسك بالسلام


وقال مؤيدوه هل علينا أن نصبر بعد أربعين سنة من الاحتلال، وبعد أن أصبح الملك دمية في أيديهم؟


الآن هل يذكر أحدكم أحد معارضيه؟ أما ذلك الشاب الأهوج في ذلك الوقت، فقد سُطر اسمه بحروف من ذهب..... وكانت حركته من بدايات وبذور التحرير



والآن تقف حماس وكل شعب فلسطين الحبيب في وجه أمريكا القوة العظمى وطفلها المدلل، وبكل قوة يحركون دمى كثيرة، فهل لي أن أتساءل يا ترى من الذي سيتذكره التاريخ؟ ومن الذي سيستطيع أن يقف في وجه ربه؟

فقط حاول أن تشاهد


أهل فلسطين أهل الرباط 3 من 3



قاطع


هذه بعض أسماء الشركات التي علينا مقاطعتها وأسماء بدائلها ولأنني لم أستطع طباعة الجدول هنا كاملاً، أدرجت الأسماء فقط..... ومن أراد جدول المقاطعة كاملاً عليه فقط أن يطلبه وسأرسله فورًا


إيميلي




تذكر أن المقاطعة أمر فعال فلا تكونن يد اليهود على إخوانك



ملحوظة: لقد أعددت هذه الأسماء بنفسي وتأكدت من كل الشركات من مواقعها الرسمية ولم أكتف بجداول المقاطعة القديمة




المقاطعة

شركة كوكا كولا ومنتجاتها فانتا وسبرايت
وشركة بيبسي ومنتجاتها ميرندا وسفن أب

وبقية منتجاتها من المياه دساني وأكوا

منتجات البشرة من كريم وصابون وشامبو

صابون لوكس وبالموليف وشامبو برت بلاس وصانسيلك وبانتين

صابون ملابس آريال وتايد

معجون أسنان كولجيت وكلوس أب وسيجنال

بامبرز وأولويز وشركة فاين

مطاعم بيتزا هت وماكدونالدز وكنتاكي

باسكن روبنز


كافيه ستار بكس وكوستا كوفى


زبدة لورباك

شركة نستله ومنتجاتها من نسكافيه وكيت كات ونيدو

شركة مارس ومتنتجاتها من إم آند إمز وتويكس وباونتي وسنكرز

وكذلك شركة هوستس ومنتجاتها من هوهوز وغيره

شركة كوداك

فاجور وجنرال إليكتريك

شركات الكمبيوتر إتش بي وإنتل

شركة فورد وشيفروليه وكابريس وكاديلاك

موبايلات ألكتل وموتورولا



البدائل
هذه بعض البدائل وهناك بدائل أكثر في كل محلات السوبر ماركت، فقط حاول حتى تلقى الله وقد فعلت شيئًا ما


راني والعصائر الطبيعية وفيمتو وإذا اضطررتم للمشروبات الغازية على الرغم من مضارها المتعددة كهشاشة العظام فهناك سبورت كولا وهي شركة كندية أو منتجات شركة الرجيح وهي شركة سعودية من بي كولا وليندا وفيزي وفيروز (وبالمناسبة شراب الشعير مفيد) أو شركة سناكل وهي شركة ألمانية ومياه بركة أو صافي وكل هذه المشروبات متوفرة في السوبر ماركت كالمحمل وأولاد رجب وخير زمان ومترو


شامبو وصابون دوف وصابون فا وكريم دوف ونيفيا

صابون برسيل وأومو وأوكسي

معجون أسنان سنسوداين


زينة وفلورا وبابي جوي وبرايفت وسندريلا

كل المطاعم المصرية مثل كوك دوور ومؤمن وبيتزا كنج وأبو شقرة وتيبستي

أي محل مصري مثل سلطانة أو أي كافيه

وسيلنترو وبونا بيتي وبينوس

أي زبد أو سمن من شركات مصرية

نسكافيه بونجرنو ومصر كافيه وهما شركتان مصريتان وهنتز وهي شركة ألمانية

بالنسبة للحلويات هناك العديد من الشركات المصرية والسعودية والعربية والتركية المتاحة

شركة فوجي فيلم

شركة مولينكس

شركات الكمبيتر وآلات التصوير كانون وإبسون وتوشيبا

شركة فولكس فاجن ومرسيدس وهوندا وهيونداي وكيا موتورز ودايوو وتويتا

موبايلات سوني إريكسون وسيمنز وسامسونج ونوكيا





أهل فلسطين أهل الرباط 2 من 3


إن كنت قد اقتنعت بما ورد في مقالي الأول فإليك بعض الوسائل لنصرة آل غزة ونصرة أهل فلسطين كلهم، وينطبق على أي بلد مسلم



واجبات الفرد:

1. نصر الله في أنفسنا ونصر الأمة بالتزامنا بمنهج الله وإقامة الفرائض والشرائع وتقواه.
2. الإيمان الشديد بالقضية ومتابعة الأخبار لكيلا تموت وتضعف في قلبك.
3. تنمية روح الأخوة بيننا وبين إخواننا المجاهدين "إنما المؤمنون إخوة".
4. تحري أوقات الإجابة والدعاء لهم بأن ينصرهم على عدوهم وعدونا.
5. قيام الليل بركعتين على الأقل والدعاء لهم ولنا بنصر الأمة الإسلامية.
6. الجهاد بالمال والإنفاق في سبيل هذه القضية بكل الوسائل عن طريق نقابة الأطباء أو لجنة الإغاثة الإسلامية أو منظمة الأنرو أو عن طري أي منظمة ذات ثقة، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا"، وهذا ليس بغزو لفتح بلاد جديدة وإنما هو دفاع عن بلد مسلم مغتصب، فهل تعلم أن الجهاد الآن فرض عين على كل مسلم ومسلمة وليس بفرض كفاية، بمعنى أننا سنحاسب عليه وبما أن الطرق مغلقة في وجهنا فليس أمامنا إلا هذه الحلول.
7. المقاطعة الإقتصادية الفعالة للتضييق على عدونا أمريكا وإسرائي أولاً ولرفع اقتصاد بلادنا من جهة أخرى ولا يقولن أحدكم أن هناك مصريين يعملون بهذه الشركات فهؤلاء إذا ما ارتفع اقتصاد البلاد سيعملون في شركات أخرى يكون عطاؤها لنا وليس لهم، والمقاطعة سلاح فعال منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام عندما قوطع من قريش أول الدعوة وعندما فعلها المسلمون مع قريش وتجارتها بعد ذلك.
8. التعريف بالقضية شفهيًا لكل من حولك من أصدقاء وزملاء وأقارب وجيران.
9. تفعيل أي طريقة في سبيل القضية من إرسال إيميلات أو كتابة في مدونات أو رسائل للسفارات والمثقفين أو الخروج في مظاهرات سلمية وفعاليات وأنشطة مؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه.
10. إعلاء روح الجهاد في النفس بقراءة آيات الشهادة وقصص الشهداء وفضلهم.
11. قراءة سورة الفتح يوميًا بنية النصر لإخواننا في غزة.

واجبات الأسرة:

1. المقاطعة الإقتصادية الفعالة على كل طلبات المنزل والأسرة وملابس وأدوات.
2. قراءة سورة الفتح يوميًا بنية النصر لإخواننا في غزة.
3. تعريف الأجيال الناشئة من أبنائنا وبناتنا بأصل القضية.
4. وضع حصالة في البيت باسم حصالة فلسطين يضع فيها كل ابن وابنة وطفل وطفلة ما تيسر من يومه فيها ونخرجها نهاية الأسبوع لنصرة إخواننا.
5. الاجتماع يوميًا للدعاء لهم ولو لعشر دقائق.
6. التوصية بالقراءة في التاريخ ومعرفة حقيقة القضية وعدم اتباع كل ما يقوله الإعلام دونما تفكير، مثل كتاب تاريخ فلسطين المصور لد. طارق السويدان.





١٣‏/٠١‏/٢٠٠٩

أهل فلسطين أهل الرباط 1 من 3


عذرًا لكم، أعلم أن الموضوع طويل للغاية لكنني أرجو منكم بل أستحلفكم بالله أن تكلفوا نفسكم فقط عناء قراءته. لا أريد أي تعليق لمن لا يريد أو لا يجد وقتًا لذلك، فقط أريدكم أن تقرؤوه ثم لكم أن تختاروا تصديقه أو تكذيبه.


منذ يوم السبت الذي بدأت فيه حرب غزة وأنا أشعر بكآبة، بل بتعاسة وحزن شديدين. ألوم نفسي إن ضحكت أو رفهت عن نفسي أو تنزهت مع أصدقائي. أتذكر يوميًا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " من بات آمنًا في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا". نحن آمنون مطمئنون وهم خائفون مذعورون، نحن معافون وهم جرحى ومصابون، نحن شبعى وهم جوعى، نشعر بالدفء والأمان وهم يبيتون في المدارس والأبنية المهدمة والعراء، نحن سعداء وهم ثكالى حزاني ومكلومون. ماذا لديهم من أصل السعادة كما وصفها نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام؟! لا هم آمنون في سربهم، ولا هم معافون في أبدانهم، ولا عندهم قوت يومهم ولا ماء ولا دفء وكهرباء!

ربما تراودنا الكثير من الأسئلة والشبهات حول حقيقة الأمر، لكن هل يحاول الكثير منا معرفة حقيقة الأمر؟ لقد أمسكت بنفسي وأنا أحاول إعداد جدول للبضائع التي علينا مقاطعتها، وأنا أحاول معرفة جنسية بعض البضائع للمرة الأولى مع أنني أجيد البحث على شبكة الإنترنت وأقضي الكثير من وقتي في الجلوس إلى الشاشة الصغيرة، فلم لم أكلف نفسي سابقًا عناء البحث؟!!

منا من يحاول الإجابة عن تساؤلاته بالبحث والمعرفة والقراءة، ومنا من يكتفي بسماع الأخبار من قنوات محدودة أو متنوعة، أو بسماع آراء الناس، ومنا من لا يكلف نفسه معرفة حقيقة الأمر ولا حتى مناقشته، لأن الأمر لا يعنيه بل يكفيه ما هو فيه من البحث عن لقمة العيش وتجهيز مدخرات الزواج - وهو بيت القصيد بالمناسبة - فهو غرض جميع الأنظمة العربية العزيزة الكريمة. غرضها أن تلهينا بأنفسنا عن أي شيء سوانا فلا نستطيع وسط لهاثنا خلف تحقيق أدنى المتطلبات أن نرى أو نعقل ما يحاك لنا من أعداء أمتنا بالتواطؤ مع بعض من أبناء جلدتنا وديننا كأنظمة شديدة العدل، أو مؤسسات إعلامية ذات مصداقية عالية، والعجيب في الأمر أن المؤامرة ليست أمرًا دبر بليل، بل هو تدبير علني على رؤوس الأشهاد!!!!!!!!!

تتنوع التساؤلات والشبهات التي تراودنا لكنها في المجمل تعمل على برمجة عقليتنا برمجة معينة تصل إلى نقطة محددة هي: "وإحنا مالنا" أو "لا نستطيع مجابهة اسرائيل ومن خلفها أمريكا وأوروبا" وما إلى ذلك، وتلك التساؤلات هي ما يريد الإعلام منا أن نصدقه ومن ورائه – خاصة إذا كان إعلامًا حكوميا - الحكومات العربية المجيدة.

هل تتذكرون ذلك الفيلم القديم الذي كان فيه الفنان عبد المنعم مدبولي طبيبًا نفسيًا وكان يعالج أحد مرضاه بجملة يجعل المريض يكررها على نفسه: "أنا مش قصير قزعة أنا طويل وأهبل". هذه التقنية هي بالضبط التقنية التي تستخدمها الحكومات مع شعوبها، فكومة الولايات المتحدة تفعل ذلك، فيصدق السواد الأعظم أن المسلمين إرهابيون وأشرار، وكذلك الحكومات الأوروبية، أما الحكومات العربية فهي تقمع الشعوب من جهة، وتلهيها يالتفاهات والموضة والأغاني والفساد والبحث عن لقمة العيش من جهة، ثم في النهاية تدعي المذلة والمسكنة وقصر ذات اليد من جهة ثالثة عبر وسائل الإعلام فماذا يمكن أن نفعل أمام اسرائيل وأمريكا سوى أن نمنحهم غازنا وخيراتنا ونستورد منهم لننمي اقتصادهم ما حيلتنا؟

هل شاهد أحدكم مسرحية "ماما أمريكا"؟! مجرد سؤال.

هل نعود للأسئلة والشبهات؟ الأسئلة هي:

هل باع الفلسطينيون أرضهم؟
هل علينا أن نحمل حماس المسؤولية عن أحداث غزة؟
هل قناة الجزيرة هي عدوة مصر اللدودة، لذا فهي لا يجب أن تمتع بالمصداقية من وجهة نظرنا؟
هل نحن بقدر اسرائيل وهل نستطيع الوقوف بوجهها؟
هل عدم فتح معبر رفح من أجل أمن مصر أولاً، ولعدم إراحة اسرائيل من مشاكل غزة؟
لم لا يقدر العالم الإسلامي والعربي كل ما فعلته مصر من أجل قضية فلسطين؟
ما هو الهدف السلام أم المقاومة؟
هل قتل الفلسطينيون ياسر ذلك الضابط المصري على الحدود؟


سأستميحكم عذرًا على تأجيل الأجوبة للنهاية.

في كتابه الرائع "فلسطين التاريخ المصور"، تحدث د. طارق السويدان – بمعاونة فريق ضخم للبحث – عن تاريخ فلسطين منذ الكنعانيين وحقيقة بني اسرائيل مرورًا بالفترات التي مرت على الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا.

وإذا ما تأملنا تاريخ بل تاريخ الأمم الأخرى كبني اسرائيل سنجد أنه يعيد نفسه، ليس مرةً أو اثنتين، بل مرارًا وتكرارًا علّنا نتعلم، ولأننا لسنا شطارًا والتكرار لا يعلم إلا الشطار، فإننا وفي كل مرة نكرر ذات الخطأ ونقع في ما وقع فيه أسلافنا.

ففي نهاية الدولة العباسية، تمزقت الأمة جراء الفساد والبعد عن الدين القويم، والتفات السلاطين والخلفاء إلى اللهو وانغماسهم في الظلم والجور، وباتت الأمة كغثاء السيل لا علم ولا أدب ولا مكانة، وظهرت دويلات صغيرة عديدة كالدولة الخوارزمية في الشرق، والإخشيدية ثم الطولونية ثم... الأيوبية في مصر، وظلت الخلافة العباسية مجردة صورة هزيلة ضعيفة قضى عليها المغول بمقتل آخر الخلفاء المستعصم وتدمير عاصمة وحاضرة الخلافة بغداد. وبذلك تكالبت المصائب على الأمة من حملات صليبية جديدة من الغرب على بيت المقدس وعلى مصر "الحملة الفرنسية الأولى أو ما سميت بالحملة الصليبية الخامسة عام 1221م، ثم الحملة الصليبية السابعة عام 1250م والتي كانت بقيادة لويس التاسع حيث منيتا بهزيمة منكرة، وسجب لويس بسجن المنصورة في عهد الدولة الأيوبية وتحديدًا في عهد آخر سلاطنها الملك الصالح – حقًا – نجم الدين أيوب بقيادة مماليكه أيبك وقطز وأقطاي وبيبرس" ومن زحف تتري مفزع من الشرق، زحف أكل ودمر الأخضر واليابس.

وبعد الكثير من المآسي والدماء والتواطؤ والخسة والخداع، قيض الله للأمة فارسين هامين أزاحا الغمة: سيف الدين قطز الذي أوقف زحف الجحافل التترية في عين جالوت، ومن بعده الظاهر بيبرس الذي طارد الصليبين حتى النهاية.



ثم رويدًا رويدًا، ارتفع شأن الأمة وعلت هامتها وقامت الخلافة العثمانية - وهو ما قالوا لنا بأنه احتلال عثماني - فارتفع بها شأن المسلمين ومنها محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية "استانبول" وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" الراوي: بشير الخثعمي المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/221خلاصة الدرجة: رجاله ثقات

وظلت الدولة شامخة قوية حتى ضعفت بعد قرون وسرى الفساد والظلم والجور من ولاتها على الرعية، وأصبحت رجل أوروبا المريض، وهكذا وبتواطؤ من أشقائه وبعض من قرابته وحاشيته، استطاعت أوروبا خلع آخر سلطان فعلي وهو السلطان عبد الحميد المؤمن التقي الشريف لرفضه بيع فلسطين إلى اليهود.

ثم بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ألغيت الخلافة واستقلت تركيا بقيادة أتاتورك الذي نكل بالإسلام فألغى الحجاب وغير حروف اللغة من الحروف العربية إلى اللاتينية، وقسمت الكعكة الكبيرة على دول أوروبا فتولت فرنسا الشام والمغرب الأقصى- بعد أن حاولت سابقًا في مصر بقيادة بونابرت لكنها منيت بالفشل في معركة أبي قير الشهيرة – واستولت بريطانيا على مصر والسودان، وظفرت إيطاليا بليبيا، أما فلسطين فكانت هي القطعة الأحلى في الكعكة وكانت أرض الميعاد ووعد بلفور لأخس الشعوب، حيث أن اليهود – بعد ظهور الصهيونية - كانوا يلحون في إنشاء دولة لهم ويعقدون المؤتمرات ويصدرون البيانات، ولأنهم كانوا وما زالوا صنفًا عجيبًا من البشر، فقد كانت أوروبا تتمنى الخلاص منهم، وكانوا قد بدأوا يملؤون الدنيا عويلاً على ما فعله هتلر بهم في محارق الهولوكست التي كذبتها بعض الآراء من الأساس.

وهكذا استطاعت أوروبا من تمزيق الأمة، لكن ولأن الأمة كانت حديثة العهد بالأمر، ظلت الشعوب على قلب رجل واحد، وبعد سنوات كان وعد بلفور – وعد من لا يملك لمن لا يستحق – بإنشاء دولة لليهود، فبدأت الهجرة في غفلة من الجميع وساهم الاستعمار الذي كان الجميع يرزأ تحت وطأته في الأمر، فلم يستفق المسلمون إلا عام 48 عندما أعلن إنشاء الدولة بالفعل فهب الجميع لإنقاذ إخوتهم في الإسلام والعروبة، ولم يقل أحد "وإحنا مالنا" أو "مالناش دعوة"، وكان الأبرز هو جيش مصر حيث أنها كانت تتمتع بسيادة وطنية وحكم ملكي من أحد أبناء البلد نوعًا ما.

ولكن مع كل الفساد ظهر ما عرف فيما بعد بقضية الأسلحة الفاسدة، وعلى الرغم من الانتصارات التي كانت قد أحرزت، أجبر الجميع على التراجع، وترك الفلسطينيون وحدهم، وأُضيع دم الشهداء، وذهبت حرب فلسطين أدراج الرياح.

ثم بعد عدة سنوات، اكتفى المستعمرون من الخيرات، وأخذت الدول تقاوم الوجود الاستعماري فانسحب الاستعمار دولة دولة، واستقلت دول المنطقة واحدة تلو الأخرى في وقت متزامن تقريبًا، لكن الأمر لم ينته، بل بدأ فصل آخر.

استقلت الدول، وبدأ أبناؤها في حكمها وبدا أن الحلم في سبيله للتحقق، لكن الدول العظمى كانت تريد الاستفادة من بلادنا ولو على البعد. ولأن العرب ظلوا على ولائهم، وظلت فلسطين هي همهم الوحيد، وفي ظل حلم عبد الناصر بالوحدة العربية، بدأ القلق يساور الغرب خاصة في ظل ظهور عبد الناصر كبطل قومي عربي تحبه العديد من الشعوب. ولأنه كان يتشدق بقوته وبعدم مخافة أحد، كان العدوان الثلاثي ضروريًا خاصة بعد تأميمه لقناة السويس واتفاق مصر مع السوفيت على الأسلحة المتطورة. وفي لحظة تعاونت فرنسا وبريطانيا مع اسرائيل، لكنه فشل بفضل الله ثم التحام الجيش والشعب ووقوف السوفيت بجوار عبد الناصر. ثم كانت حرب 67 التي كان من أسبابها الرئيسية وقوف مصر بجانب سوريا ضد اسرائيل، وكان من جرائها احتلال اسرائيل لكامل دولة فلسطين والجولان وسيناء.........

ومن بعده تولى السادات الحكم فدخل الحرب ضد اسرائيل وانتصر، لكنه أُجبر على التوقف وتوقيع معاهدة السلام التي برغم عدم موافقتي عليها، أتفهم موقفه. فقد وجد الرجل فيها نفسه وحيدًا.

ومن بعدها وإلى اليوم كانت الأنظمة العربية تقبع في كراسي الحكم لا لبناء البلاد والشعوب وإنما لمصالحها الذاتية فدول الخليج والأردن دول ملكية يتوارثها الأبناء كما لو كانت من ضياع أجدادهم، والدول الجمهورية في سبيلها إلى ذلك حيث ورث بشار أبيه، وسار جمال على دربه.

الأنظمة العربية اليوم ما هي إلا دمى ماريونت تحركها أمريكا واسرائيل ومن خلفهما أوروبا لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، والأنظمة نفسها مستفيدة من القوة والنفوذ والمال.

وإذا رغبتم في مناقشة التساؤلات التي أوردتها في البداية أقول:

أولاً: علينا أن نعلم جيدًا أن الفلسطينيين لم يبيعوا أرضهم، وأنها أكذوبة روجها الخونة والأنظمة العميلة للحد من التفاعل والتعاطف الشعبي، وأنه إن كان الأمر صادقًا فإن من باعها قد قبض ثمنها وتركها أما هؤلاء فهم من لم يرتضوا التفريط في حقهم ولا وطنهم. وإذا أكملنا التفكير بأن الافتراض صحيح، فإن نصف من باعوها سيكونون إما جاهلين بأن المشترون يهود أو أنهم محتاجون أو مجبرون. والدلالة الأولى على ذلك ما أثير من قبل فب البرامج الإخبارية كالعاشرة مساءً والطبعة الأولى عن بيع الدولة بعض الأراضي ليهود اسرائيلين، وعن بيع الشباب لأراضيهم في شرم الشيخ ليهود عوزًا وحاجة، أو إحباطًا وضعف انتماء. لا يمكننا أن نحاسب الشعوب على تفريط حكامها وخطأ قلة منها. أما الثانية فهي حديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي لا يقوله النبي أبدًا عن خائن أو عميل: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"

الراوي: أبو أمامة المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/823خلاصة الدرجة: إسناده صحيح

ثانيًا: هل علينا أن نحمل حماس المسؤولية عن أحداث غزة؟

حماس جاءت إلى السلطة بعد انتخابات نزيهة، لكن الدول الغربية ومن قبلها العربية حاربتها بكل ما أوتيت من قوة لم؟ لأن مرجعية حماي هي مرجعية إسلامية وهم ما يخيف اسرائيل وأمريكا فتخيف الأنظمة العربية وتجبرها على التواطؤ معها، وليست حماس هي الوحيدة صاحبة التاريخ المشرف في المقاومة وإنما كان هناك الجهاد والحركة الشعبية لتحرير فلسطين وبعض أعضاء حركة فتح - عدا أبو مازن الذي لا يستحق حتى أن نضيع وقتنا بالحديث عنه –

ومن قبل وجود حماس في الأساس هل كانت اسرائيل تعمل الفلسطينيين برقة ولطف؟ نعم والدليل مذبحة صبرا وشاتيلا.

وبعد وجود حماس لكن قبل وصولها للسلطة هل كانت اسرائيل هادئة؟
لا أدري كيف نصدق ما يقوله لنا الإعلام؟

ثالثًا: هل قناة الجزيرة هي عدوة مصر اللدودة، لذا فهي لا يجب أن تمتع بالمصداقية من وجهة نظرنا؟

لن أدافع عنها بكلمة لكنني أريد لكم أن تتابعوا إعلامًا ذي مصداقية كالعاشرة مساءً أو الطبعة الأولى أو قلم رصاص. إن هذه البرامج الثلاث هي برامج مصرية لكنها ذات مصداقية جيدة، لكن أن تتابعوا إعلامًا حكوميا يردد ما تردده الحكومة كبرنامج البيت بيتك فهو ضعف بين وسوء اختيار لن يوصلك أبدًا للحقيقة.

رابعًا: هل نحن بمأمن من اسرائيل؟
لسنا بمأمن أبدًا لأن التاريخ الحديث يتكلم، فعندما حورب الأفغان من أمريكا بغرض حرب القاعدة لم يحرك أحد ساكنًا، وعندما دخلت أمريكا العراق، لم يتفوه أحد وعندما يأتي الدور على مصر لن يحرك أحد سبابته قيد أنملة، وسيأتي الدور على الجميع، ونكون كما قال الثور الأسود في قصة كليلة ودمنة "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"

خامسًا: هل نحن بقدر اسرائيل وهل نستطيع الوقوف بوجهها؟

لا أعلم حقًا وضع الجيش، لكنني أعلم أن جند مصر هم خير أجناد الأرض، وأن الله قال وقوله الحق: "انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" وأنه "كم من فئةٍ قليلة غلبت فئةً كثيرة" كما انتصر الأفغان على روسيا وحزب الله على اسرائيل.

ولمن يخاف من استخدام اسرائيل القنابل النووية أقول لن يمكنها ذلك بل إنها لا تجرؤ على فعل ذلك لأن مساحة تأثير القنبلة النووية ستطولها لأننا في دول متجاورة ومتقاربة للغاية، وهو أمر علمي تستطيع التأكد منه.

أخيرًا: هل قتل الفلسطينيون ياسر ذلك الضابط المصري على الحدود؟

لا أريد أيضًا الجدال في الأمر على الرغم من أن القصة عن لسان المسؤولين المصريين تؤكد أن الفلسطينيون كانوا يريدون الاحتماء بالحاجز المصري، فبدأهم الجانب المصري بإطلاق النار.

لكنني فقط أتساءل لم لم نثر عندما قتل أحد الجنود ومن قبلها آخر برصاص اسرائيلي، وكان بيان حكومتنا البهية أن الرصاص كان عن طريق الخطأ؟ أنا أتساءل فقط!




المواقع التي استعنت بها:

ويكيبديا
كتاب فلسطين التاريخ المصور
موقع dorar.net موسوعة الأحاديث النبوية
بدون تعليق


"الناس اللي بتنادي إننا لازم نطرد السفير الاسرائيلي، طيب إحنا لما نطرد السفير ونكون عايزين نقول لاسرائيل لو سمحت خفي عن إخواتنا في فلسطين شوية نقول لمين؟"
تامر بسيوني البيت بيتك

"لما نفتح معبر رفح والفلسطينيين يدخلوا يروحوا فين ونودي المصريين فين"
خيري رمضان البيت بيتك

"المقاومة ليست هدفًا بذاتها وإنما السلام هو الهدف الأساسي الآن" محمود عباس

"إن الدم الفلسطيني ليس رخيصًا ولا مستباحًا" مبارك

"لا نستطيع التحكم الكامل في معبر رفح وإنما تتحكم فيه الدولة المحتلة ولها السيادة عليه" مبارك

"لم نسمح بدخول الأطباء العرب أو الأجانب خوفًا عليهم لأن الطريق غير آمن"
حاتم الجبلي وزير الصحة المصري

"ليس ذنبنا أن المصريين يجبوننا أكثر من الفلسطينيين" شيمون بيريز

"نحن نحترم حياة أي إنسان" أولمرت

"نحن نحارب الإرهاب ولا نطالب المدنيين بمغادرة غزة وإنما باللجوء للمناطق الآمنة" ليفي

"ليس هناك مكان آمن في غزة" مسؤول مؤسسة الأونرو في غزة