أثبت أصحاب الثورة المباركة أنهم على وعي شديد
فبعد أن عبر الشارع كله على فرحته بنصر الله ومنه وكرمه، فرحته التي خبأها طيلة ثمانية عشر يومًا كان البكاء والدموع والصبر والدعاء والإصرار والعزم هم الرفاق، لم يسمح الثوار الكرام لأحد أن يقسم الكعكة كما يقول البعض، فأصدروا بيانهم الأول أكدوا فيه على الالتزام ببقية المطالب المهمة كي تُكمل الثورة أغراضها النبيلة ولا تكون نصف ثورة.
صلى المتظاهرون الفجر في الميدان شكروا فيه ربهم على نعمه ودعوا الله أن يتم نعمته على مصر وأن يول أمرها خيار أهلها، بل لم ينسوا الوعد بتنظيف الميدان قبل إخلائه كما اعتادوا خلال مكوثهم فيه
لم يستعد المصريون بثورتهم كرامتهم المفقودة فحسب، وإنما استعادوا مكانتهم الرائدة على الخريطة العربية والإسلامية
تركت الميدان قبيل إعلان النبأ المنتظر، فلم أتمكن من إطلاق فرحتي العارمة والتعبير عنها وسط إخوتي الذين أحببتهم وافتخرت بهم، لكنني تابعت فرحة الشارع المصري كله، بل تابعت فرحة الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج وابتهاجها معنا وهي فرحة غير موجهة للنظام المصري تحديدًا لأنهم لم يعانوا منه ولم يعرفوه وإنما هي إكبار للشعب المصري على فعل العجائب وانحناء أمام ريادة مصر المنتظرة
نعم كنت أحب مصر حبًا يملك الفؤاد، لكني لا أعترف أنني أحبها اليوم أضعاف ما أحببتها لأن حبي اليوم ممزوج بالفخر والإكبار والحرية والكرامة
لقد عبر أوباما عن الحدث بأن المصريين علموا العالم كيف يحصل الشعب على حريته وكرامته بمنتهى السلمية
ونصت الجارديان على أن انتفاضة الغضب المصرية تعتبر في مقدمة الثورات السلمية العالمية، فتفوقت بسلميتها ووعي أبنائها وثقافتهم ورقيهم على الثورة الفرنسية التي بنت دولة العدل والحرية والحق والجمال لأنها اتسمت ببعض العنف، بل على ثورة تونس الحديثة لأنها أيضًا اتسمت ببعض العنف كما أنها كانت عفوية إلى حد كبير لم يطالب فيها المتظظاهرون بمطالب واضحة وإنما برحيل بن علي فقط، والسبب الأخير لأنها ظلت سلمية على الرغم من تعرضها لعنف شديد على الرغم من مواجهتها لعزل مسالمين وسقوط أكثر من 300 شهيد وأكثر من 2000 جريح ومصاب على أقل تقدير، لكن الثوار والمشاركون لم يردوا بعنف مثله
لقد ولدنا من جديد بعد تضحية الشهداء والمصابين والمفقودين
حتى طعم الأغاني أصبح مختلفًا، فعندما تسمع منير وهو يروي حدوتة مصرية ينتفض قلبك، وعندما تقول شادية "ولا شاف إصرار في عيون البشر بيقول أحرار ولا زم ننتصر... يبقى ما عداش على مصر"، أو أغنية والله وعملوها الرجالة.
كل أغنية لها طعم مختلف طعم حر طعم جميل
اللهم أتم فرحتنا وارزقهم الفرحة مثلنا وثبتهم وارزقهم الصبر، اللهم تقبل الشهداء، واشف المصابين وارزقهم الثبات، وأعد المفقودين سالمين غانمين.
آمين
هناك تعليقان (٢):
مصر عادت شمسك الذهب.. عارفه يا رحاب الواحد حاسس إن كل حاجه بقى لها طعم مختلف.. ربنا يرحم الشهداء ويصبر الأهل وينصر كل مظلوم ويفرح قلب كل واحد تعب عشان البلد دي.. لحد دلوقتي شايفه الراجل العجوز اللي بيعدي بمبخرته ع المحلات اللي في حتتنا.. قبل الانتفاضه بأسبوع كان على كلمة واحدة "فرجه قرييييييب".. وفعلاً ماتضيق إلا أما تفرج
الحمد لله حمدا كثير وحقا جاء اليوم الذى يجب علينا ان نعلم فيه اعالم كله
اننا ليس مثل احد وان صمتنا لايعنى جهلنا ولاكن عنى اننا نفكر ونخطط ونحكم متى نبداء لكى ننتهى من الذى يمنعنا منالكلام والتعبير واخد حقنا
تسلم على تغطيه الشامله
إرسال تعليق