عصفور يود دومًا أن يطل على عوالم جديدة غريبة متنوعة يحاول اكتشافها وتحليلها والتعلم منها
٠٧/١٢/٢٠٠٩
لإضافة لازمة
بالأمس عبرت لي إحدى معارفي، وهي بالمناسبة شخصية جميلة للغاية وأحترمها للغاية، عن أنها رأتني قاسية بعض الشيء على خالد الخميسي
وعن أنها ترى أن هذا هو الواقعوهو ما أوافقها عليه وبشدة
لذا أحببت أن أضيف إضافة رأيتها لازمة
*كان أول من حببني في القراءة كان أبي، وأذكر أنه أهداني وإخوتي مجموعة المنفلوطي كاملةً وقرأتها وأنا لا أزال في الصف الأول الإعدادي
وعلى الرغم من أن روايات المنفلوطي تدور كلها عن الحب
لكنها كما تدور عن الرذيلة تتحدث عن الفضيلة
وكما تتحدث عن الخيانة تتحدث عن العفة
قد تحكي عن مشهد زوجة خائنة أو زوج خائن، لكنها لا تخدش حياء القارئ
تتحدث عن كل تلك الأمور بطريقة راقية، جعلت أبي يطمئن وهو يقدم هذه الروايات لي في سن لا تتعدى الثانية عشرة ولإخوتي الذكور في سن المراهقة السادسة والثامنة عشرة
ومع كل ذلك، كان ما وصفه الخميسي مثلاً في تاكسي مؤلمًا لكنني لم أجرؤ على الاعتراض عليه، ربما لأنها مواقف حقيقية لا يستطيع أن يجملها
أما الأدب فشيء آخر
وكمثال آخر أنا من المعجبين بأدب وآراء علاء الأسواني
آراؤه ومقالاته السياسية والاجتماعية أكثر من رائعة وأسلوبه سلس
رواياته عمارة يعقوبيان وتليها شيكاجو
أكثر من رائعة
والحبكة الدرامية جيدة للغاية
لكن الروايتين فيهما تفصيلات أخجلتني وأنا أقرأها وأخجلتني أن أوصي بقراءتها لأحد ولا حتى لأخوتي
وهي النقطة التي أريد بالفعل أن أؤكد عليها
٠٣/١٢/٢٠٠٩
مرة أخرى مع الأستاذ
الكوفية الفلسطينية tp://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/12/blog-post_03.html
ضربة للحريات الدينية
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/12/blog-post_02.html
٢٩/١١/٢٠٠٩
مصر والجزائر كليك آخر مرة
كل عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم
كل عام وجميع دول العالم الإسلامي والعربي بخير
كل عام ونحن جميعًا إخوة برغم كيد الكائدين
أعدكم أولاً أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي أكتب فيها عن الأمر، لكن ما أثار شهيتي للكتابة مرة أخرى ثلاثة أمور كانت على التوالي:
أولاً قرأت مقالين متميزين لكاتبي المفضل فهمي هويدي أنقله لكم
الأول بعنوان الشيطان الأصغر
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/11/blog-post_28.html
والثاني بعنوان
تغييب الحقيقة
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/11/blog-post_26.html
وقد كنت وما زلت أرى أن ما حدث بين المصريين والجزائريين هنا في القاهرة أو هناك في السودان كان جراء تعبئة إعلامية غير شريفة للعوام من الشعبين الذين لا يفهمون الكثير من قيم الحياة والذين يؤثر عليهم الإعلام بنسبة كبيرة جدًا
لذا أحببت فقط أن أنقل لكل مصري لا يزال يحمل الغضب بداخله، ولكل عربي يأسى على ما حدث بين شعبين شقيقين، ولكل جزائري يرى أن مصر والجزائر ستظلان على الرغم من هذه التفاهات شقيقتين بعض الصور التي ربما تضيف بعض الضوء وبعض الأمل.
لكل هؤلاء أقول وسأقول أنني أحب كل جزائري كما أحب أبناء وطني، وأنني آسي على من استطاع الغير تحفيزهم ضدنا وجعلهم يخطأون في حقنا، وأعترف أن هناك من أبناء وطني من فعل ذلك بأبناءهم وأعتذر نيابةً عنهم.
ثانيًا موقف عجيب لا أنساه ولن أنساه
حكى لي جيراننا أنهم تلقوا مكالمة في اليوم الأول من العيد
مكالمة من الجزائر
نعم دق جرس الهاتف فإذا بالمكالمة من الجزائر
أخ جزائري مسلم اتصل برقم عشوائي في مصر ليهنئ بالعيد ويؤكد أننا إخوة
لا يمكنكم أن تتخيلوا مشاعري وأنا استمع للقصة
ظللت ابتسم ابتسامة كبيرة طيلة رواية جاري للقصة
ظللت أسأله عن التفاصيل ماذا قال لك يا براء؟
وماذا قلت أنت له؟
هل أجبته بطريقة جيدة؟
هل شكرته كما ينبغي؟
وشكرت في سري عمر خالد الذي ابتدع هذه السنة الحسنة منذ غزو العراق
ثالثًا وأخيرًا
رسالة من أخت جزائرية تفيض أسىً رسالة تم نشرها على منتدى عمر خالد أنقلها لكم نصًا
"""""""""كلام من القلب لكل مصري: لم أستطع النوم من اول يوم بدأت فيه المباريات بين الجزائر ومصر ..لم يغمض لي جفن وانا أرى الإعلام المصري والجزائري يشعلان نار الفتنة بين الشعبين ...كنت اعيش في حالة من الخوف والقلق خوفًا من ما قد يحصل بعد انتهاء مباراة مصر والجزائر سواءً الأولى التي اقيمت في حبيبتي الجزائر أو الثانية التي اقيمت في قرة عيني مصر...
وما كنت اخافه حصل فعلا... فرقت بيننا حكومة جزائرية فاسدة ومجموعة من شباب ضائع أُطلقوا من السجون كالكلاب المسعورة وإعلام تافه مأجور ليس له غاية الا الكسب الوفير من الأكاذيب...
لم يكن المصري في يوم من الايام غير مرحب به في الجزائر سواء كان فنانا او رياضيا او عالما او رجل دين اوشخص من عامة الشعب..والله نحس بالفخر عندما نعلم ان عالما مصريا او رجل دين عندنا في الجزائر...وأحس بالغبطة عندما اسمع فنانا مصريا يقول لقد استقبلتنا الجزائر أحسن استقبال، لأني أعلم أن هذا أضاف حبا على حب في قلوبنا كجزائريين ومصريين ...
لم يكن هناك في قلوب الجزائريين حقدًا تجاه إخواننا في مصر...
كيف تتخيلون اننا نكرهكم ونحقد عليكم..لقد تربينا ونحن نشاهد الافلام والمسلسلات والبرامج المصريه الثقافيه والترفيهيه بل حتى التافهه منها ,كنا نشاهد ونضحك ونرفه عن انفسنا ونتثقف معكم , ونتعلم اللهجه المصريه التي نعشقها ...والله نحبكم في الله ..لم اكتب هذا الكلام الا بعد ان تحريت وسألت كل من قابلته هنا عن انطباعه وبعد ان سألت كل عائلتي واقاربي ...وكان الكل يقول "والله عيب ما فعله الجزائريون في السودان"
لم يكن احد يوافق على ما حصل ..بل أي عقل يقبل بهذا!!!!
قال القليل "لماذا نسي المصريون أنهم هم من بدأوا ضرب اللاعبين، ولماذا نسي الاعلام المصري هذا؟
لكن بالرغم من كل شيء فان العقل يقول "لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين"
لم يكن هناك من يخاف الله رب العالمين...ولذلك حصل ماحصل ...
لقد حضرت البارحة بعد الخطبة درس نسائي في المسجد كانت الداعية فيه تبكي وتقول لم يجلب لنا ابناءنا النصر بل جلبوا لنا الخزي والعار...
وقالت المصري أخي وسأتحول لكلب شرس عندما اسمع ولدًا من اولادي يسب واحدُا مصريًا، بل سأكون أول من يؤدبه، فما بالك بمن يجرح ويريق دم اخي المصري...وكانت كل الحاضرات متفقات معها والدموع تملأ اعينهن...والله اني انقل لكم مادار امامي ولا ازيد حرفا والله على مااقول شهيد...
قبل فترة فازت مصر على ايطاليا، ولو شاهدتم ما شاهدته، ستتأكدون من حب الجزائريين لكم...لقد خرج الشباب هنا في سياراتهم فرحين ومهللين ويحملون اعلام الجزائر ومصر جنباً إلى جنب ويهتفون باسم مصر عالياً...من يكره ويحقد لا يفعل هذا ابدًا!!
إنه الاعلام الذي شحن قلوب الشباب ..وكذب كذبة جعلهم يصدقونها مصر حبيبتي أحبها لاسباب كثيرة ربما لا أستطيع أن أحصيها ..وليس لي مصلحة في حبها ..
كل ما أعرفه أني عشت طفولتي أحلم أن أكون عالمة آثار فقط كي آتي لمصر ...لا اجد في داخلي غير حبها...لا أتخيل في يوم من الأيام أن أقابل مصريًا واحدًا لا يحبني ويكرهني أو يحتقرني فقط لأنني جزائرية ...
نعم ولدت وتربيت وكبرت في الجزائر وأعشق ترابها...وأفخر أني جزائرية، ويحز في داخلي ما أسمعه من شتم وسب للجزائر والجزائريين جراء فعلة قام بها حمقى ومرتزقون
أحس انني أُصفع من كل جانب بكل حرف يقال..وأن قلبي يُقتلع من مكانه مع كل نظرة حقد ..ومع كل كلمة كذب...
لكن لو أن السب يفرغ ما في داخلكم من غضب فانا مستعدة لسماعه إلى أن يهدأ غضبكم ... ولو خسارة الفريق الجزائري في أول مباراة قادمة ترضيكم فأسال الله من الآن ومن كل قلبي :" يارب يخسروا"
لن اكذب عليكم فقد شعرت بالفرح عند فوزنا لدقائق، سمعت بعدها مباشرة بالخبر المؤسف، فأدركت أن فجر هذه الامة بعيييييييييييييييييييييييييييد
إن من فازوا لم يُدخلوا علينا السرور بل أضافوا شرخًا وجرحًا جديدًا في جسد أمة الإسلام..وما اكثر جروحنا التي تعفنت لأنها لاتجد من يداويها...
أنا لست راضيه أبدًا عن ما جرى في السودان بل أنا أول من يتبرأ منهم، ومن كل من فعل هذه الفعلة وليس لي الشرف أن يقال عنهم إنهم جزائريون...بل إن هذا رأي الكثير منا...
لكن ماذا عساي أفعل؟؟ ليس لي ذنب كما ليس لأي جزائري شريف أي ذنب ...
لماذا تحاسبوننا بما فعل السفهاء منا؟؟؟
لا اطيق فقدان حبكم لنا... وأقسم أني أحس كأن شخصًا عزيزًا جدًا على قلبي قُتل أمام عيني..ولن اراه ثانية...
لقد نجحوا في تفريقك عنا يا مصر...وسأفتقد كل نظرة حب وكل كلمة من القلب ...سأفتقد حبك يامصر...
وأحتاج إلى من يعزيني فيك يا مصر..إن دموعي تسبقني وحزني عميييق ..إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنّا لفراقك يا مصر لمحزونون... لا ادري هل استطيع الاعتذار؟؟؟ ام لم يعد هناك مجال حتى لأن أعتذر؟؟؟ أعتذر باسمي وباسم كل جزائري حر عاقل محب لمصر وهم والله كثر...
فهلا تقبلون اعتذاري!!!
لن أطلب هذا بحق العروبة والإسلام، لكني أطلبه بحق الله الذي خلقنا من نفس واحدة ...
وأقول لكم أن من حقكم أن تغضبوا لكن لا تحكموا على الجزائر كلها بأنها تكرهكم...فحبكم في قلوبنا رغم أنف الكائدين.. ياليت مصر تقبل اعتذاري""""""""""
لكل مصري وجزائري
لكل مسلم عربي وغير عربي
ولكل عربي مسلم أو غير مسلم
أحبكم جميعًا
٢١/١١/٢٠٠٩
تساؤلات من واقع ما حدث في السودان
هل لاحظ أحدكم أن ما حدث بين شعبين مسلمين كان في أحد الأشهر الحرم؟
هل تذكّر أحدكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة وداعه "إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا؟
هل تصوّر أحدكم ماذا لو عاد النبي فرأى ما حل بأمته؟
هل فكر أحدكم هل قرُب يوم القيامة، وهل أصبح شرار الناس أكثر من خيرهم؟
أغنية بديعة معبرة عن واقع مرير
http://www.youtube.com/watch?v=LCTFvyCyR4I
١٥/١١/٢٠٠٩
مصر والجزائر_ الإعلام المشبوه
أتساءل أحيانًا عن هُوية الشعوب العربية والإسلامية
هل العربي مسلمًا أو مسيحيًا – أو المسلم عربيًا أو أعجميًا يعد شخصًا طيبًا أم ساذجًا؟
شهمًا صاحب أم هو نذل وجبان؟
هل هو شخص وطني يشعر بالانتماء أم هو كاره لوطنه ضعيف الانتماء؟
هل يحب وطنه ويعشقه أم يتعصب له تعصبًا قبليًا؟
ثار التساؤل بداخلي أثناء التعبئة الإعلامية للجزائريين ضد المصريين وللمصريين ضد الجزائرين
تعبئة تُشعرك أنك على وشك أن تشهد حربًا شرسة بين الدولتين لا مباراة بين فريقين
تعبئة تُنسيك في خضمها أن الكرة رياضة وأن الرياضة تستلزم منافسة شريفة وأن المثل يُضرب عادةً بأخلاق الرياضيين
ما حدث جعلني أفكر في الأمر من زاويتين
أولها أنني ذُهلت من الاهتمام منقطع النظير بأمر أعتبره من الكماليات، إن لم يكن من التفاهات، كما أن الاهتمام كان شعبيًا وإعلاميًا بشكل لا يُصدق، وفي الوقت نفسه لم يظهر مثل هذا الاهتمام في حالات تحتاج مثل هذه الوطنية، لم يظهر مثله في قضايا حوادث قطارات الصعيد والإهمال الصحي والتعليمي وقضايا الفساد، لم يظهر مثله في قضية مقتل الجنود المصريين على الحدود مع اسرائيل أو في قضية مقتل مروة الشربيني.
ثانيها ذُهلت أيضًا من كمية السباب والشتائم وسوء الأدب التي تبادلها الشعبين ولن أناقش من بدأها، لكني أريد أن أفهم وأحلل لم هذا العنف؟ لم على أي شعب أن يخسر علاقته مع شعب شقيق لمجرد مباراة كرة قدم.
١٦/١٠/٢٠٠٩
مين بيقرا إيه؟
منذ أن التحقت بعملي وجدت زملائي وزميلاتي كونوا مجموعة للقراءة أسموها "مين بيقرا إيه؟" واتفق الجميع فيها على اختيار كتاب محدد لكل شهر يقرأه أعضاء المجموعة ونناقشه معًا الأحد الأول من كل شهر.تنوعت في المجموعة الكتب المقروءة بين كتب التنمية البشرية والروايات، وفي شهر رمضان كان مقررًا لنا قراءة كتاب عمرو خالد "دعوة للتعايش" والتي أصدرته نهضة مصر استنادًا على حلقات البرنامج.والكتاب بحق كتاب أكثر من رائع، يستطيع الجميع مسلمون ومسيحيون قراءته للاستفادة لأنه لا يناقش حياة الأئمة من منظور فقهي قاصر على المسلمين وإنما من منظور إنساني يدعو لتلاحم الجميع دون عنصرية أو تطرف، وإلى احترام كلٍ منا للآخر دون النظر إلى دين أو لون أو مذهب أو فكر.وفي ظل مناقشتنا لهذا الكتاب صاحب الفكرة العظيمة، ظهرت مشكلة النقاب التي أثارها الشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهروبغض النظر عن رأيي الشخصي في ما فعله الشيخ أو في وجوب النقاب أو عدمه وهو ما لا أسعى حقًا لمناقشته هنا، أسعى فقط إلى أن يطبق كلٌ منا ما نردده جميعًا من شعاراتكثيرًا ما نقول أن "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".نؤكد على احترام الآخر واحترام معتقداتهلكنني دائمًأ ما أرى العكس تمامًا هو ما يحدث، وننسى قول الله "يا أيها الذين آمنوا لم تقولوا ما لا تفعلون* كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"ما أثارني ليس ما حدث من شيخ الأزهر لأن ما يحدث في هذا الزمن لم يعد يجدي معه دهشة أو ذهول، وإنما ردة فعل بعض الناس.لي صديقة ترى أن جميع المنتقبات متحجرات التفكير عديمات الذوق، وهو ما قررته لمجرد موقف واحد مع منتقبة واحدة، وبناءً عليه تظل ترى أن هذه الفئة من الناس متطرفة على الدوام.أظن وأنا جادة أن هذه الصديقة لو كانت في منصب ما ستتخذ قرارًا مشابهًا لما اتخذه د. سيد طنطاوي أو د. سعاد صالح.واعتقادي هذا أكده لي لقاء برنامج الحياة ونايل تي في مع د. سعاد صالح حيث قالت أن ما يغضبها هو أن ترى هذه الفئة نفسها على الطريق القويم وتى غير المنتقبة على غير ذلك.وفي نقاش آخر في العمل قالت لي أستاذة فاضلة أحترمها كثيرًا أنها لا ترى عيبًا في القرار وأن الحرية تقتضي أن نسمح للعاريات بالسير في الشارع إذا ما سمحنا للمنتقبة بارتداء نقابها، كما رأت أن قرار فرنسا أو بلجيكا أو غيره يحق لهم لأنها بلادهم وعلى من يعيش فيها أن يمتثل لها.ولي على هذا الرأي رد قد توافقونني عليه أو لا لكنني أحببت عرضه في عدة نقاط أولها أننا دولة مسلمة في أغلبها وشرقية عامةً فحتى المسيحين في بلادنا متدينين لا يرتدين ملابس خارجة، وأن من ترتدي ملابس مبتذلة أو خارجة عن أصول اللياقة تربت كذلك وليس لأنها مسلمة أو مسيحية.ثانيًا أن الحجاب أصل في كل الديانات السماوية سواء فرض كما في الإسلام أو احتشام وتدين كما تقعل الراهبات في الكنيسة أو المتدنيات اليهودياتثالثًا أن من تمشي عارية تؤذي من حولها وتثير الشباب وتنشر الفساد، ولا تؤذي نفسها فقط، أما المنتقبة فلا تؤذي غيرها، ومع ذلك فلا أرى أن علينا إجبار أي فتاة على ارتداء الحجاب أو على ارتداء شكل معين من أشكال الحجاب وإنما نمنع فقط الابتذال الشديد حتى نرقى بالشباب.رابعًا أن البلاد الأوروبية لها حق تقرير دستورها كما تريد لكنها هي التي تشدو دومًا بأنها بلاد الحرية والديمقراطية ومن الحرية أن أترك كل شخص ومعتقداته، والمسلمون هناك لا ينكرن على من تمشي سافرة أوبملابس عارية ذلك، لكنهم ينفذون تعاليم دينهم على أنفسهم لا يؤذون به غيرهم أو يفرضونه عليهم.لذا فإنني أود أن نطبق وبصدق كل ما نشدو به وأن تكون أفعالنا دلالة على أفكارنا وآرائنا ودعونا نببذ هذا الازدواج والفصام الذي امتلأت به حياتنا، كما أتمنى أن نترك نظريات التعميم التي تقتلني بأن جميع اليهود أشرار والفلسطينيين أندال والمنايفة لئام والدمياطة بخلاء والمنتقبات والملتحين متطرفيين وغير المحجبات مبتذلات.أرجوكم دعونا نحكم على الشخص من أخلاقه وسلوكه وتعامله مع الآخر، وإذا رأيت أن عليك أن تدعو شخصًا إلى مبدأك فتقرب منه أولاً واعرض عليه مبدأك في حوار راق دون جدال أو خلاف أو تطرف.تحياتي
٠٨/٠٧/٢٠٠٩
حُسن الخلق
علمونا أن الأدب قد فضلوه عن العلم، لكنني خرجت إلى هذه الدنيا ورأيت أن المال والسلطة وربما سوء الأدب قد فُضل عن الأدب والعلم معًا
لم أكن طيلة أعوامي السابقة - وربما سأظل هكذا - أحب كرة القدم أو أهوى متابعة أحداثها، ولم يستهوني إطلاقًا أحد أبطالها ولا متابعة أخبارهم، وفي المباريات الأخيرة لم يستهوني الأمر كالعادة، لكن لفت انتباهي وأنا أقرأ في جريدة المصري اليوم خبر اعتذار عمرو أديب للمنتخب المصري وقبولهم الاعتذار؛ فسألت إخوتي عن الأمر فحكى لي أخي الصغير عن حلقة القاهرة اليوم التي ..... لا أدري كيف أصف الأمر فقد شاهدت الحلقة على موقع اليوتيوب، وفوجئت، بل قولوا لقد صعقت.
لا أدري كيف أصف هذا الشخص؟
عمرو أديب شوكة في حلوق المصريين، بل هو وصمة عار عليهم وعلى الإعلام المصري بوجه عام. ولو كانت القناة التي يعمل بها قناة تحترم رسالتها وتحترم مشاعر وعقول من يشاهدها من أُسر وفتيات وفتيان وأطفال لكانت قد استغنت عن خدماته منذ زمن.
لم أر مذيعًا سيئ الخلق مثله، ولا أستطيع أن أصفه واعذروني في ذلك سوى بأنه "شوارعي".
لا أدري كيف يكون مثل هذا الرجل إعلاميًا جامعيًا، لا أدري كيف يكون ابنًا لأحد الكتاب، ولأخ لإعلامي مهذب*، وزوج لإعلامية وصحفية من خريجات الجامعة الأمريكية.
لا أدري كيف يستطيع أن يعود لمنزله، وينظر إلى أبناءه وزوجته.
مثله لا يمكن أن يوصف حتى بأنه قليل الأدب، لأنه قليله يعني أنه يملك منه القليل، لكنّ عمرو لا يملك منه شيئًا للأسف.
والأسوأ أن اللاعبين قبلوا اعتذاره، مع أنّ ما قاله وفعله يدخل شرعًا في حدود القذف، وليس فقط السبّ. كان يفترض بهم، تأديبًا له وحمايةً لآخرين من أن يضعوا تحت حد لسانه السليط ، أن يرفعوا دعوى قضائية ضده وضد القناة التي تسمح بمثل هذا المخلوق بأن يكون واجهةً لهم.
وقيل َحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ الْمَرْءَ، لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ بِاللَّيْلِ الظَّامِي بِالْهَوَاجِرِ .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن" . رواه الترمذي وقال: حديث حسن .
٢٥/٠٥/٢٠٠٩
السلوكيات المفقودة 2
يحكى أن إحدى إناث الغربان احتضنت بيضها حتى خرجت الطيور الصغيرة للدنيا، فجاءت كلها بلونها الرمادي المعتاد عدا واحدًا جاء بجسم الغراب وبلون الحمام. وعانى الصغير كثيرًا لأن إخوانه الغربان كانوا يرفضونه للونه الأبيض غير المعتاد، أما الطيور الأخرى كالحمام واليمام فكانوا يرفضونه لجسمه الكبير. وهكذا ظل الغراب الأبيض يشعر بأنه ليس كبقية الطيور وظل وحيدًا ومن هنا جاءت لفظتي "الغربة، الاغتراب".
يحاول معظم الأباء أن يغرسوا في نفوس الأبناء القيم القويمة، وغالبًا ما يصطدم الأبناء في هذا الزمان البديع بكل ما يتعارض مع ما حاول الآباء تنشئتهم عليه، فعندما كنا صغارًا عمل أبواي على تعليمنا استخدام لغة حوار مهذبة، ولغة أكثر احترامًا وتهذيبًا مع الأكبر سنًا، واستعمال عبارات مهذبة من نوعية "ممكن، لو سمحت، من فضلك، حضرتك" وما إلى ذلك. أذكر جيدًا أنني عندما انتقلت إلى مدرستي الثانوية الحكومية – فقد كنت طوال دراستي الابتدائية والإعدادية أو كما يسمونها في السعودية المتوسطة في مدارس خاصة حيث كانت أغلب المعلمات مصريات أو شاميات وكذلك معظم الطالبات – كانت زميلاتي السعوديات يعتبرن طريقتي في التعامل مع المعلمة نوعًا من النفاق، وأن استخدام ألفاظ التأدب نوعًا من التزلف إليها، وأن تفوقي سببه طريقتي في التعامل مع المعلمات، حتى أنني هربًا من هذه الفكرة توقفت عن استخدام هذه العبارات.
وفي إحدى الإجازات التي قضيناها في مصر، كنت أتحدث مع خالتي ذات مرة وخاطبتها بلفظة "أنت" فوجهتني إلى أنني لا يجب أن أتحدث إلى من هم أكبر مني سنًا دون استخدام كلمة "حضرتك". يومها أصبت بالحيرة، كنت في الخامسة عشر من عمري، وأذكر أنني رويت لخالتي لم فعلت هذا، فكان ردها أن كل شعب له تقاليده وأنني يجب أن أتعلم أن أحسن التعامل مع الجميع حتى وإن اعتبر هذا نفاقًا طالما أن نيتي فيه خالصة.
وعندما قرأت مقال الكاتب السعودي، عادت بي الذاكرة إلى هناك حيث ولدت ونشأت، وعاد معها العديد من المواقف التي أود أن أرويها لكم وإن كنت سأطيل قليلاً.
الأول: في مدرستي المتوسطة، وفي وقت انتهاء اليوم الدراسي، كان الطالبات ينتظرن أولياء أمورهن أو السائقين ليصطحبوهن إلى المنزل، وكانت الطالبات السعوديات ينتظرن الشغالة – التي غالبًا ما تكون فلبينية أو هندية أو ماليزية أو إندونيسية – لتحمل عنهن الحقيبة المدرسية. وأذكر موقفًا لا تمحوه الأيام من ذاكرتي بتاتًا، وأكاد أذكره كما لو كان قد حدث من لحظات، كانت الخادمة تحمل لفتاة سعودية حقيبتها وأشياءها - من عائلة الرشيد أكبر عائلة سعودية بعد آل سعود أنفسهم - وللحظة سقط منها أحد الأشياء فلم أجد إلا وكف الفتاة يرتفع ليهوى بصفعة لها دوي على خد الخادمة المسكينة التي بالتأكيد لا تكبر الفتاة في العمر بأقل من عشرة أعوام على الأقل.
الثاني: في الحرم المكي جو لا يمكنك نسيانه، المكان كله نظافة ونظام، العاملون يدأبون على الاهتمام بجميع التفاصيل بشكل يجعلك تريد أن تساعدهم تارة وأن تحافظ بكل كيانك على عملهم تارةً أخرى.
وسط كل هذا حدث موقفان، الأول أسرة مصرية معها تمر وعصير - حيث لا يسمحون إلا بدخول التمر والمشروبات إلى الحرم – تأكل وتشرب ثم تقوم لتترك من خلفها الأكياس والأوراق والزجاجات، والثاني أسرة أمريكية مسلمة يتقيأ طفلها الصغير على الأرض فينظف الأبوان بنفسهما ولا ينتظران العمال أو يتركا المكان بلا مبالاة.
الثالث: في عملي تمزح معي زميلاتي بأنني أهوى مساعدة عاملي النظافة في الشركة فأرتب الكراسي وأجمع الأوراق والأكياس بعد أن أتناول طعامي.
الرابع: السلوك العام للمصريين أثناء القيادة من غضب وشجار وسباب ناهيك عن سلوك سائقي الأوتوباصات والميكروباصات وعربات النقل، اليوم تحديدًا تشاجر معي رجل خلال الطريق وقال "سواقة حريم"، فلم أملك سوى أن أرد "كلك ذوق"
الذوق والإتيكيت وكل ما يعلمونه في الغرب لأبنائهم وكل ما نفتقده هذه الأيام من أخلاقيات إسلامنا الحبيب، فالمصطفى عليه السلام قال منذ ما يربو عن ألفٍ وأربعمائة عام لأبي ذرٍ رضي الله عنه:
قال أبو ذر رضي الله عنه: إني ساببت رجلا فعيرته بأمه، فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم- يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم
الخَوَل: الخدم، جمع خائلٍ، بمعنى: الراعي للشيء والمُصلحُ له
وكان هذا عن المماليك العبيد، فما بالنا بالخدم.
وتذكر أنه فضل الله يؤتيه من يشاء
ذكر نفسك دائمًا
هل لك فضل في أنك متعلمًا مثقفًا ولست جاهلاً؟
هل لك فضل في أنك من الطبقة المتوسطة ولست من الطبقة الفقيرة؟
هل لك فضل في نشأتك بين أبويك ولم تنشأ بين أبوين منفصلين؟
هل لك فضل في أي شيء؟
اشكر فضل الله عليك بما يليق به وبك، ولا تنس أن النبي صلى الله وسلم قال لأمنا عائشة: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" والشكر بالمعاملات قبل العبادات.
١١/٠٥/٢٠٠٩
السلوكيات المفقودة 1
إليكم المقال، اقرؤوه جيدًا ثم أعود لأعلق عليه.
نيشيكاوا و الكلب
عبدالله المغلوث*
قبل أربعة أعوام جمعني وشابين سعوديين وأمريكياً مصعد في جامعة ويبر الحكومية بمدينة أوجدن، في ولاية يوتاه الأمريكية. كاد المصعد ينهمر دموعا تعاطفا مع الأمريكي الذي انهال عليه أحد السعوديين المراهقين تهكما بلغة عربية. كان السعودي يهزأ من لحية الأشقر وبنطلونه. و من شعره وأنفه مستغلا عدم فهمه لما يقول. وخلال محاولتنا إيقاف قصف مواطننا فوجئنا بالأمريكي يلتفت نحونا مبتسماً، ووجهه يفيض سلاما، ويقول لنا بلغة عربية هادئة "ليس كل أشقر لا يجيد العربية. أنا من أصل سوري. أنا مصدوم مما قال رفيقكما، لكن ماذا عساي أن أقول؟".
وفي أمريكا أيضا، أذكر أنني ونحو 15 طالبا أجنبيا تكدسنا في شقة زميل ياباني، ودار بيننا حوار طويل حول العادات والتقاليد المختلفة في كل بلد، وسألنا مضيفنا (نيشيكاوا) قبل أن ننصرف من شقته أن نلقي قصيدة بلغتنا الأم. وقد تبرع أحد الزملاء السعوديين بإلقاء قصيدة نيابة عنا نحن معشر الطلاب العرب في تلك الشقة، حيث كان يبلغ عددنا وقتئذ 5 من السعودية، والإمارات، ومصر.
وقد ارتجل صاحبنا بتصرف البيت الأول لقصيدة ابن الرومي التي هجا فيه حاجب الوزير:وَجهُك يا نيشيكاوا، فيهِ طولُ... وفي وُجوهِ الكلابِ طُول
وحينما سأل نيشيكاوا صاحبنا عن معنى القصيدة أجابه بأنها تعني أن وجهك فيه ضوء لا يضاهيه سوى ضوء الشمس!
وقبل أن نفرغ من تقريع صاحبنا على اختياره وسلوكه اتصل به نيشيكاوا، الذي أدرك معنى البيت الحقيقي عن طريق أحد الزملاء، معبرا عن غضبه الهائل الذي طالنا أجمعين،
حيث عاهد نفسه ألا يصادق عربيا طوال حياته بسبب قصيدة ابن الرومي التي رماها صاحبنا في وجهه
.الموقفان السابقان يعكسان وجود خلل في سلوكياتنا. هذا السلوك الذي لم ندرسه ولم نتعلمه. هذا السلوك الذي جعلنا نرتكب حماقات لا تغتفر.
سألني صديق سنغافوري سمع بقصة ابن جلدتنا مع نيشيكاوا "ألم تدرسوا (قود مانرزـ good manners) في مدارسكم؟
ما قام به زميلكم حتى ولو كان على سبيل الدعابة سلوك غير مقبول خاصة أنه كذب في معنى القصيدة".
الإجابة المرة أننا لم ندرس هذه الأبجديات ولا نألفها.
لا أنسى الإحراجات التي تعرضت لها في بداية انتقالي للدراسة في أمريكا.
فكان النادل والسائق والمعلم والسباك يتعاملون معي كطفل، فكلما أسدوا لي خدمة أو طلبت منهم شيئا ونسيت أن ابتسم وأن أشكرهم كما ينبغي
رددوا على مسامعي العبارة الشهيرة: ماذا عن الكلمات السحرية (وات أباوت ذا ماجيك ووردز ـ what about magic words)؟ ويقصدون بها: شكرا، أنا ممتن، من فضلك، أرجوك وغيرها.
هذه الكلمات لم تدخل قاموسنا إلا مؤخراً، لم تدخل إلا بعد أن بلغنا من العمر عتيا، وأرسينا قواعد هشة لعلاقاتنا مع الآخرين.
يجزم لي الطبيب محمد السليماني الذي يعمل في مستشفى خاص أنه يستطيع أن يكتشف الطفل السعودي ولو من بين مئة طفل يلعبون في فناء كبير بسبب سلوكياتهم وليس بسبب هيئتهم"
ربما أطفالنا يشبهون الأطفال الهنود والسوريين والمصريين لكن يختلفون عنهم في سلوكياتهم.
يتعاملون مع الممرضات كالخدم.
يضربونهن ويرفعون أصواتهم عليهن".
سألت مهندس بترول هولندياً تعرفت عليه خلال زيارة قام بها للسعودية استغرقت شهرين عن أبرز ما استوقفه خلال فترة وجوده بيننا
فقال "تعاملكم مع السائقين. شاهدت فتى يافعا ربما يبلغ عمره عشر سنوات يركل السائق بإلحاح. لفتني كهل يصرخ في وجه سائقه. أعتقد أن لديكم مشكلة ".
في دول العالم شرقها وغربها ووسطها يتعلمون السلوكيات ابتداء من الصف الأول حتى التاسع وفي مرحلة الثانوية يدرسون قيم التعلم (فاليوز إديوكيشن ـ values education) وفي الجامعة الأخلاق (الإثيكس) بينما نتجاهلها نحن.
سيتفاقم الشعور السلبي تجاهنا إذا استمررنا في إهمال تقويم سلوكياتنا وعدم تدريس أدبياتها باكراً،
سينصرف نيشيكاوا ورفاقه عنا وسنبقى وحيدين، معزولين نردد قصائدنا الخوالي ونتهكم على بعضنا البعض!
*كاتب سعودي
٠٧/٠٥/٢٠٠٩
دارين الحبيبة
أفكر بها كثيرًا، بل هي لا تغيب عن بالي مطلقًا.
أراها بوجهها المشرق الصغير وعينيها البريئتين، جميلة ورقيقة وحنونة.
خطت بخطوات أولى عامها الثالث منذ شهور.
على الهاتف أقول لها دومًا: وحشتيني جدًا يا دودي، أنا وحشتك؟ فترد: أوي أوي، أنا عايزة آجي عندك يا عمتو.
من البداية وأنا شديدة التعلق بها وبأخيها بل ربما أنا شديدة التعلق بالصغار حتى سن الخامسة أو السادسة بدءًا منذ أن كنت طفلة تكبر أخيها وأختها الصغيرين، مرورًا بصغار أبناء أخوالي وخالاتي، وصولاً إلى أبناء أخي الأكبر.
ما أحزنني للغاية الحالة التي وصلت لها تلك الصغيرة بسبب أسبوعين فقط من فراقها لوالدها الذي سافر للسعودية عند أبي للعمرة. منذ ولادتها وهي شديدة التعلق بوالدها، لكنني وبحق لم أكن أتصور أنها مرتبطة به إلى هذا الحد. منذ أن ودعته في المطار، وهي تبكي. وظلت تبكي ليومين، ثم بدأت بعدها بالانطواء على نفسها، وأخيرًا بدأ نموها اللفظي ينتكس؛ فبعد أن كانت قد بدأت في تكوين جمل طويلة مفهومة وواضحة، بدأت تتلعثم وتتحدث بنوع من التهتهة.
في أول الأمر كانت تبكي بشدة عندما يحادثها والدها على الهاتف أو على الإنترنت، أما الآن فهي لا تريد محادثته وتعبر عن الأمر بأنها غاضبة منه وأن "بابا وحش".
وبعد أن كان أخي يريد المكوث هناك شهرًا كاملاً، أخذ يبحث عن حجز سريع ليعود إلى مصر في أول طائرة.
إذا ما تفكرت في الأمر لقلت "إيه التفاهة دي، ومهتمين ومزعلين نفسكوا" لكنني عندما تفكرت جيدًا في ما حدث، أفزعني أمران:
الأول: كم هي صعبة عملية التربية! وكم من الممكن أن نخطئ في حق أبنائنا على المستوى النفسي والعاطفي دون قصد ودون أن نعرف ما قد يحدث.
الثاني: فكرة اليتم - حفظ الله أخي وزوجته، وحفظ الجميع وأبناءهم – وما مدى صعوبتها. والدي يتيم – وإلى الآن وهو شيخ يخطو في عقده الثامن أطال الله لنا عمره – يروي عن يتمه بعين دامعة.
٠٤/٠٥/٢٠٠٩
يوميات أنثى في مجتمع ذكوري ج٦ (الميراث)
- ورثك تاخديه فلوس إنما الأرض ما تروحش للغريب
قد نسمع مثل هذه الجملة ونظن أنها لا تعدو أن تكون مشهدًا في أحد المسلسلات أو الأفلام، كليشيه قديم تكرر ويتكرر مرارًا وتكرارًا حتى بتنا ندرك جيدًا أن هناك نوعًا من البشر هكذا يفكرون، لكننا لن نراهم وليسوا منا ولا مثلنا، هؤلاء الفلاحين والريفيين والصعايدة، بل وعادةً هم من أسر غير متعلمة، "إحنا بعيد عنهم"
لكنني للعجب اكتشفت مؤخرًا أن الأمر لا قاعدة فيه سوى التدين والالتزام الحق، فقد كنت أظن أن الدين والعلم يعصم من الجور على حقوق الغير، خاصةً الجور على النساء اللواتي قال عنهم عليه الصلاة والسلام: "ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"، لكنني أدركت أن هناك نفوسًا يمر الدين والعلم على قلوبهم وعقولهم كما لو كان بضع قطراتٍ من ندى تسقط على صخرة ناعمة، دون أن يدخل ويستقر في العقل والقلب.
نعم رأيت مثل هذا التصرف من عائلات عرف عنها العلم والالتزام، عائلات نشأت في الحضر والمدن، وهي أبعد ما تكون في الأمور الأخرى عن التفكير المنغلق، أو سمة أهل الريف في التضييق على البنات، أو أنهم لا يعرفون شيئًا عن الدين، لكنهم لعجبي الشديد يقفون عند هذه النقطة تحديدًا.
ولست أدري كيف يفكر البعض بهذه الطريقة، خاصةً الآباء والأمهات، لم لا يدركون أن الأمر نفسه سواءً أكان هذا ميراث الولد أم البنت، بمعنى أوليست زوجة الأخ التي تستمتع بميراث العائلة هي غريبة عن العائلة، فلم يكون من حق الولد أن يرث حقه ويتمتع هو وزوجه وأولاده ولا يكون هذا هو حق أخته؟! وماذا إذا أعطت منه عن رضا وطيب نفس لزوجها؟! أوليس مالها وهي حرة التصرف فيه؟! وهل زوجة الأخ لها الحق في مال الأب والأم أكثر من الابنة.
وبغض النظر عن كل تلك الأفكار الغريبة المتخلفة الظالمة الجائرة المستفزة التي يعتنقها هذا أو ذاك، يبقى السؤال الأهم
أوليس هذا شرع الله وحق أعطاه الله للابنة، فلم تمنعونها حقها، وكيف تجرؤن على ذلك أصلاً؟!!!!! أم هو كما يقول المثل المصري الشهير "استخسار المال في صحابه".
إلى كل أب وأم يعاملان ابنتهما بتلك الطريقة، وينشئان أبنائهما الذكور على هذا التفكير أقول:
الابنة ثمرة الفؤاد
الابنة حبة القلب
الابنة سعادة الدنيا
الابنة سبب دخولكما الجنة
الابنة هي التي سترعاكما في مرضكما وشيخوختكما وعجزكما بكل حب وتفان وصدق.
الابنة هي من بشر عليه أفضل الصلاة والسلام أبويها بالجنة فقال: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه"
ألم يقل النبي: " استوصوا بالنساء خيرًا" أوليست الأم والابنة هي أولى النساء بحسن الخلق.
ويروى أن أعرابي كان عند معاوية بن أبي سفيان، فدخلت عليه ابنته الصغيرة فقبلها فقال له: دعهن عنك يا أمير المؤمنين فإنهن يقربن البعداء ويلدن الأعداء، فقال له : ويحك، فوالله ما قام بحق مريض ولا رحم كبيرًا ولا أعان على نوائب الدهر إلا هنّ.
فاتقوا الله
٢٨/٠٤/٢٠٠٩
أنا والإجازات
الموقف الأول: ضعف بشري
أصبت الاثنين الماضي يوم إجازة شم النسيم، بنزلة برد مفاجئة وشديدة للغاية، وظلت قواي خائرة حتى الأحد حيث بدأت أتعافى تدريجيًا وإن كنت لم أتعافى من السعال حتى الآن، وتحت وطأة المرض والألم بكيت، ولما مست دموعي خدي توقفت حائرة، يا الله يا إلهي سبحانك! ما أضعف الإنسان! ذلك المخلوق المتبجح الذي يزهو بقوته وعقله ونفسه وشخصه وفكره وذكائه، ويسقط تحت أول أزمة وأتفه ألم......تساءلت إذا كنت لم أستطع تحمل الألم الذي أصاب جسدي جراء نزلة برد فكيف يشعر المصابون بالسرطان؟ بم يحسون، وكيف يحتملون آلامهم التي لا تنتهي؟ وماذا عن أولئك الأطفال الذين تمتحنهم أقدارهم بالمرض أيًا كان نوعه بدءًا من أقل نوع وحتى سرطان الأطفال الذي يحرمهم من أن يشعرون بأي شعور طفولي يشعره من في مثل سنهم. وماذا عن جرحى الحروب؟ ماذا عن أهلنا في فلسطين وغزة؟ ماذا عن أطفال غزة وشيوخها؟ هؤلاء الذين تآكلت أجسادهم أمام الأطباء وبشهادتهم للعالم كله.
بعد أن تذكرت الأمر تصفحت موقع اليوتيوب وشاهدت حلقة من حلقات برنامج العاشرة مساءً، استضافت منى الشاذلي فيها ثلاثة أطباء مصريين من أول فوج مصري عربي استطاع دخول تلك الأراضي الحبيبة، فشعرت كم أنا ضعيفة، بل كم أنا ضئيلة أمام أولئك العظام!
إن كل طفل مصاب بالسرطان ويتحمل آلامه بصمت ورضا ويحاول أن يبتسم أعظم مني
إن كل طفل وشيخ وامرأة فلسطينية أعظم مني
أما أنا فأبكي أمام نزلة برد
الثاني: وجودهم غير المرغوب فيه
لم أر الطريق من منزلي بالمقطم إلى عملي بمدينة نصر مزدحمًا للغاية أبدًا. يزدحم الطريق في ساعات النهار الأولى قليلاً لكن الطريق لا يتوقف قط، ربما يزدحم في وقت الإفطار في رمضان، لكنه لا يتوقف قط. يوم الأربعاء الماضي قررت أن أذهب لعملي بالتاكسي لأنني كنت متعبة، فآثرت ألا أتنقل بين الميكروباصات، وحسنًا فعلت لأنني فوجئت عن مروري بموقف مدينة نصر في المقطم بعدم وجود عربات وبازدحام شديد للمارة، وقبل أن أتساءل في عجب، أشارت سيدة للتاكسي واستقلته معي، ولأنني شديدة الفضولية، سألتها
- هو إيه الموضوع ليه الزحمة دي وفين عربيات السابع؟
- مش عارفة بس بيقولوا في لجنة عن أول المقطم عمالة توقف العربيات
وفي الطريق، فوجئنا بلجنة لطيفة مكونة من ضابطين همامين وأربعة من عساكر المرور توقف كل عربة أجرة أو ميكروباص أو ميني باص ليه؟ كده غلاسة، وتسمع خناقات بقى، وليه يا فندم ما أنا رابط الحزام والرخصة سليمة، والرد أهو كده،
وهكذا عزيزي المواطن المصري الجميل السعيد تأكد أنك تعيش بأمان وفي رخاء، وأوعى تنزل من البيت قلقان من الزحمة والطريق لأن عين المرور تسهر على خدمتنا مش كده ولا إيه؟!
الثالث: نحن والدولة والإجازات
- يوم السبت اللي جاي عيد تحرير سيناء، إجازة رسمية
- طيب، واللي عنده السبت إجازة
- ياخد بدالها الأحد 26 إبريل
- لا يا ستي أصل قانون العمل بيقول إذا وافق يوم الإجازة الرسمية يوم جمعة فعلى صاحب العمل تعويض العامل عنها، أما إذا وافق يوم سبت فله أن يعوضه عنها أو لا يفعل حسب حاجة العمل، لأن يوم السبت لا يعد إجازة رسمية، وإنما يعد يوم راحة
- كويس يبقى لازم ناخد يوم بدل الجمعة بتاعة عيد العمال
- طبعًا إن شاء الله الخميس 30 إبريل إجازة
- يوم الخميس مش إجازة
- ليه تاني
- الوزيرة قررت كده
- يا سلام وعرفت منين
- مكتوب في الجرايد إنهاردة
- الله هو مش في قانون العمل على صاحب العمل تعويض الأجازة
- أدي الله وآدي حكمته
أحلى تعليق على الموقفين الثاني والثالث كلمة قرأتها لبلال فضل في كتابه "ماذا فعل العيان للميت" عن سؤال افتراضي من الملكين لمواطن مصري في قبره، فعندما وصل السؤال إلى:
- شقي أم سعيد؟
- مصري
- نعم
- يعني سعيد بشقائي
تحياتي وكل سنة وأنتم طيبين بمناسبة جميع الإجازات شم النسيم وتحرير سيناء وعيد العمال وثورة يوليو ورمضان والعيدين، وكفاية علينا كده
٠٨/٠٤/٢٠٠٩
طفح الكيل
في كتابه الأول "يوميات مدرس في الأرياف" يصيبك حسام مصطفى بحالة تجمع بين الحزن والضحك والغضب. تضحك من قلبك وبصوت مرتفع على النوادر التي تملأ الكتاب وعلى أسلوب حسام الرائع، وتحزن من قلبك على عقول التلاميذ الخاوية وعلى المدرس المكافح المطحون، وتغضب أيضًا من قلبك على كل هذه الأوضاع المخزية.
وبنفس هذه المشاعر يخرج المشاهد بعد مشاهدة فيلم هنيدي الأخير "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة". الفيلم في رأيي أكثر من رائع، ليس للكوميديا الجيدة التي افتقدتها أفلام هنيدي في السنوات الأخيرة فحسب، وإنما لعمق وصدق الرسالة التي نخرج بها من الفيلم. يخرج الجمهور من الفيلم وقلبه يجمع مشاعر شديدة التناقض؛ شعور مبهج بعد ضحك شبه متواصل دام لأكثر من ساعة، وشعور شديد بالحزن لما آل إليه حال التعليم، وشعور بالغضب من الدولة أو الحكومة اللي باعت القضية وباعتنا قبلها.
المثير في الفيلم أن المشاهد يرى وجهي العملة: المدارس الحكومية بما فيها من ضعف الإمكانات، والتزام قبيح بالقوانين الغبية المهترئة، وامتهان للمعلمين من المسؤولين، ثم امتهان التلاميذ من المدرسين وممارسة الضرب العنيف والمبرح والوحشي الذي لا تخلو منه صفحات الحوادث بين الحين والآخر، والوجه الآخر الذي يتمثل في المدارس الأجنبية الراقية بكل ما فيها من إمكانات ومناهج جيدة، وما فيها أيضًا من تكالب مسعور على الربح بالدرجة الأولى، وإضعاف هوية التلاميذ كغرض استعماري أساسي.
تذكرت الآن كل هذا بعد مشاهدتي وقراءتي أخبار مطبوعة ومرئية مخزية. الخبر الأول كان منذ يومين في برنامج الحياة اليوم، وكان يستضيف مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم مع ضيفين آخرين، وبلال فضل بمشاركة على الهاتف، وكان الموضوع الرئيسي هو خبر تخصيص وزارة الدفاع ميزانية كبيرة لصالح الجامعة الأمريكية بالقاهرة وما في ذلك من إشارة واضحة للوجود التجسسي والاستعماري للجامعة، ومنه تطرق الموضوع إلى التعليم الأجنبي في مصر الذي يعمل على محو هوية الأبناء الذين تساهم الحكومة بنصيب الأسد في إضعاف هويتهم وانتمائهم للبلاد المنكوبة.
تحدث بلال فضل عن أن مناهج بعض المدارس تدرس التاريخ البريطاني والفرنسي بدلاً من التاريخ المصري، وأخرى لا تسمح للتلاميذ باصطحاب مناهجهم الدراسية وكتبهم إلى خارج المدرسة، حتى يأتي اليوم الذي يصبح الأبناء فيه كالغربان البيض، فلا هم يشعرون بانتمائهم للوطن ولا يشعر أبناء جلدتهم أنهم منهم، ولا يشعرون بالانتماء والانخراط التام في مجتمع الآخر الذي سيظل ينظر إليهم على أنهم غرباء.
والخبر الثاني عن انتحار تلميذة بالإعدادية حتى لا تذهب للمدرسة، والثالث عن إلقاء طفلة في الإبتدائية بنفسها من نافذة الفصل خوفًا من ضرب مدرستها الذي يتكرر يوميًا.
أما الخبر الرابع فقد كان ينتظرني هذا الصباح في الحياة اليوم أيضًا، حيث نوقشت قضية مديرة إحدى مديريات التعليم بالدقهلية التي استنكرت ضرب أحد المدرسين لتلميذ بالخرطوم، فما كان منه إلا أن اعتدى عليها بالسب والإهانة وعندما صعدت الموقف شهد الجميع مع المدرس خوفًا على سمعة المدرسة.
إلى أين يذهبون بنا وبأبنائنا؟
إلى أين يسير هذا المجتمع؟!!!
هل نسير نحو الذروة التي يأتي بعدها الانفراج أم نهوي وبسرعة هائلة نحو الهاوية؟
٢٤/٠٢/٢٠٠٩
بطاقة حب
خرجت للشرفة التي تطل على الميدان الواسع الشهير، وجلست تتأمل المارة علّها تجد فيهم شيئًا يزيد من سعادتها. كان الميدان مزدحمًا كعادته في ساعات الصباح الأولى. في الشارع القديم، تقبع المدرسة العريقة تنتظر طلابها وطالباتها ليوم دراسي جديد، وهنا الطريق المؤدي إلى الجامعة. تسير أفواج الصبايا والشباب في الميدان ضاحكين متطلعين للحياة بعيون فيها من الأمل ما قد يملأ الدنيا بأسرها، أمل من لا يعلم المستقبل. يرتدي بعض المارة ثيابًا حمراء، ويحمل بعضهم ورودًا حمراء. في طرف الميدان، يظهر بعض الزحام حيث كشك الورود الصغير يزهو بزبائنه في هذا الصباح المميز.
في حجرتها امتدت يداها إلى الصندوق الكبير الذي تحتفظ به أسفل ثيابها. تحتفظ في هذا الصندوق بكل متعلقاتها وأوراقها وذكرياتها، ذكرياتها الجميلة التي لا تستطيع أن تصفها بأنها ذكريات قديمة لأن الذكريات لا تصبح قديمة إلا إذا ذهبت طي النسيان؛ أما ذكرياتها هي فلم تنس وربما لن تنسى قط. افترشت هداياه وبطاقاته ظهر الفراش في شكل تكرر كثيرًا في الأيام الأخيرة. في محاولةٍ منها لترتيبها، جعلت تُمسك بكل هدية وتتحسسها كما لو كانت طفلاً جميلاً، ثم تقرأ البطاقة المرفقة بها بعينين تومضان بسعادة غامرة. كانت تستعيد كل لحظة مضت مع كل هدية تفض غلافها وتقرأ بطاقتها. مرت عيناها على بطاقات كثيرة؛ بطاقاتٍ مست روحها، لكنّ عيناها تعلقت بإحداها دون الأخريات. قرأتها المرة تلو الأخرى وتقلصت يداها على أطرافها كما لو كانت ستمزقها. على وجهها ارتسم تعبير مفزع لا تفسير له.
قالوا لم نرك تحب أحدًا كما أحببتها
قلت لم أر قبلها من يستحق
قالوا لم عاش حبكما طويلاً؟
قلت لم أر تربةً ترعى حبي كما رعتها
قالوا ألم يتسرب إليك الملل؟
قلت وهل يمل المرء من روحه؟
هي الأم التي تحنو وترعى
والأخت التي تساند وتدعم
والصديقة التي تشارك وتسمع وتتفهم
والحبيبة التي تعشق وتغرم
بل هي الهواء والماء
أصابتها رعشة، فاستلقت في فراشها محمومة. أخذتها غفوة قصيرة فزعت بعدها في حركة مفاجئة. وامتدت يداها تعيد كل ما أفرغه الصندوق من ذكريات.
في ركن الصندوق الأيمن، قبعت ورقة كبيرة تجاهلتها: ورقة رسمية بعثها لها مع رسالة قصيرة ينبأها فيها أنه يأسف على كل شيء، لكنه لم يعد قادرًا على الاحتمال فقد أصبح يشعر بالملل.
٠٥/٠٢/٢٠٠٩
قطار
٢٣/٠١/٢٠٠٩
جرح في يدي
بالأمس جرحت يدي بالسكين وأنا أطهو، جرحًا لا يكاد يُذكر؛ جرحًا سطحيًا ضئيلاً. غسلت الجرح وضمدته، ونسيت الأمر برمته، لكن في منتصف اليوم كنت أتناول ثمرةً من البرتقال؛ فأحسست بألم شديد بسبب عصير البرتقال.
هل لاحظت الأمر؟ لقد عبرت عن ألمي بأنه "شديد".
هل أعرف أنا الآمنة المطمئنة، أنا التي أنام بعمق في دفء وشعور بالأمان معنى الألم؟! أو فلنقل معنى الألم الشديد!
إن من يعرف معنى الألم هم هؤلاء البؤساء، هؤلاء الذين لم يكونوا يعرفون غير زراعة البرتقال والزيتون، أولئك البسطاء الذين لهم حق الحياة مثلنا.
عندما عاد الفريق النرويجي إلى أوسلو، عرض أحدهم صورة ربما لا أنساها حتى يومي الأخير؛ صورة لطفل أو طفلة – لم يمكنني معرفة ذلك من كثرة الدماء - ما بين السادسة والعاشرة، في ظهره حفرة عميقة لا يقل قطرها عن 10 سنتيمترات..... نعم حفرة عميقة.
إن غالبية الشهداء من الأطفال – ليس فقط لأنهم يستهدفون المدنيين في قصفهم - ولكن لأن أجساد الصغر لا تتحمل الألم ولا حجم الشظايا التي تتلقاه أجسادهم البضة ولا الفوسفور الأبيض.
اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وانصرهم نصر عزيز مقتدر...
اللهم اكتب لهم أجر الصديقيين والشهداء والصالحين وارزقهم صحبة النبيين والأبرار وكفى بذلك رفيقًا...
اللهم أبدلهم بدنياهم الظالمة جنة الفردوس الأعلى؛ جنةً عرضها عرض السموات والأرض بعدلك وكرمك وعفوك يا أرحم الراحمين...
اللهم انتقم من اليهود ومن والهم ومن أيدهم على أبناء جلدته
اللهم اأحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا يا منتقم يا جبار يا الله ....
شر البلية ما يضحك: "قال الأستاذ للتلميذ: قف وأعرب يا ولدي الجملة التالية: "عشق العربي أرض فلسطين". وقف الطالب وقال: عشق: فعل صادق مبني على أمل يحدوه إيمان واثق بالعودة الحتمية، والعربي: فاعل عاجز عن أن يخطو أي خطوة قي طريق تحقيق الأمل وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها، وأرض: مفعول به مغصوب وعلامة غصبه أنهار الدم وأشلاء الضحايا وأجساد القتلى، وستون عاما من المعاناة. فلسطين: مضافة إلى أرض مجرورة بما ذكرت من إعراب أرض سابقًا".
١٥/٠١/٢٠٠٩
المقاطعة خيار استراتيجي
قرأت على موقع msn Arabia أن بعض الشركات التي ننادي بمقاطعتها نفت أنها تمول اسرائيل مثل شركة ماكدونالدز، وستاربكس وأكدت أن كون الرئيس التنفيذي للشركة الثانية يهوديًا لا يعني أن هذا توجه الشركة كإدارة، وبغض النظر عن كون هذا الكلام صحيحًا أم لا، فإن المقاطعة خيار استراتيجيي اقتصادي وطني يستطيع أن يؤكده لك أبرز الاقتصاديين. فإن فروع هذه الشركات في الدول العربية هي جزء من مكاسب الشركة الأم التي تدفع الضرائب للحكومة الأمريكية والتي بدورها تساعد اسرائيل علنًا وعلى رؤوس الأشهاد. ولأن أمريكا هي دولة رأسمالية فإن الخسائر المتتابعة لهذه الشركة أو تلك ستجعلها تمارس ضغطًا قويًا على الحكومة الأمريكية وعلى الكونجرس الأمريكي وبالتالي تؤثر على قرار مساعدتها لاسرائيل.... وهذا بفرض أن ما قالته هذه الشركات أمر صحيح.
١٤/٠١/٢٠٠٩
لو لم أكن مصرية
أهل فلسطين أهل الرباط 3 من 3
المقاطعة
شركة كوكا كولا ومنتجاتها فانتا وسبرايت
وشركة بيبسي ومنتجاتها ميرندا وسفن أب
وبقية منتجاتها من المياه دساني وأكوا
منتجات البشرة من كريم وصابون وشامبو
صابون لوكس وبالموليف وشامبو برت بلاس وصانسيلك وبانتين
صابون ملابس آريال وتايد
معجون أسنان كولجيت وكلوس أب وسيجنال
بامبرز وأولويز وشركة فاين
مطاعم بيتزا هت وماكدونالدز وكنتاكي
باسكن روبنز
كافيه ستار بكس وكوستا كوفى
زبدة لورباك
شركة نستله ومنتجاتها من نسكافيه وكيت كات ونيدو
شركة مارس ومتنتجاتها من إم آند إمز وتويكس وباونتي وسنكرز
وكذلك شركة هوستس ومنتجاتها من هوهوز وغيره
شركة كوداك
فاجور وجنرال إليكتريك
شركات الكمبيوتر إتش بي وإنتل
شركة فورد وشيفروليه وكابريس وكاديلاك
موبايلات ألكتل وموتورولا
البدائل
هذه بعض البدائل وهناك بدائل أكثر في كل محلات السوبر ماركت، فقط حاول حتى تلقى الله وقد فعلت شيئًا ما
راني والعصائر الطبيعية وفيمتو وإذا اضطررتم للمشروبات الغازية على الرغم من مضارها المتعددة كهشاشة العظام فهناك سبورت كولا وهي شركة كندية أو منتجات شركة الرجيح وهي شركة سعودية من بي كولا وليندا وفيزي وفيروز (وبالمناسبة شراب الشعير مفيد) أو شركة سناكل وهي شركة ألمانية ومياه بركة أو صافي وكل هذه المشروبات متوفرة في السوبر ماركت كالمحمل وأولاد رجب وخير زمان ومترو
شامبو وصابون دوف وصابون فا وكريم دوف ونيفيا
صابون برسيل وأومو وأوكسي
معجون أسنان سنسوداين
زينة وفلورا وبابي جوي وبرايفت وسندريلا
كل المطاعم المصرية مثل كوك دوور ومؤمن وبيتزا كنج وأبو شقرة وتيبستي
أي محل مصري مثل سلطانة أو أي كافيه
وسيلنترو وبونا بيتي وبينوس
أي زبد أو سمن من شركات مصرية
نسكافيه بونجرنو ومصر كافيه وهما شركتان مصريتان وهنتز وهي شركة ألمانية
بالنسبة للحلويات هناك العديد من الشركات المصرية والسعودية والعربية والتركية المتاحة
شركة مولينكس
شركات الكمبيتر وآلات التصوير كانون وإبسون وتوشيبا
شركة فولكس فاجن ومرسيدس وهوندا وهيونداي وكيا موتورز ودايوو وتويتا
موبايلات سوني إريكسون وسيمنز وسامسونج ونوكيا
أهل فلسطين أهل الرباط 2 من 3
1. نصر الله في أنفسنا ونصر الأمة بالتزامنا بمنهج الله وإقامة الفرائض والشرائع وتقواه.
2. الإيمان الشديد بالقضية ومتابعة الأخبار لكيلا تموت وتضعف في قلبك.
3. تنمية روح الأخوة بيننا وبين إخواننا المجاهدين "إنما المؤمنون إخوة".
4. تحري أوقات الإجابة والدعاء لهم بأن ينصرهم على عدوهم وعدونا.
5. قيام الليل بركعتين على الأقل والدعاء لهم ولنا بنصر الأمة الإسلامية.
6. الجهاد بالمال والإنفاق في سبيل هذه القضية بكل الوسائل عن طريق نقابة الأطباء أو لجنة الإغاثة الإسلامية أو منظمة الأنرو أو عن طري أي منظمة ذات ثقة، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا"، وهذا ليس بغزو لفتح بلاد جديدة وإنما هو دفاع عن بلد مسلم مغتصب، فهل تعلم أن الجهاد الآن فرض عين على كل مسلم ومسلمة وليس بفرض كفاية، بمعنى أننا سنحاسب عليه وبما أن الطرق مغلقة في وجهنا فليس أمامنا إلا هذه الحلول.
7. المقاطعة الإقتصادية الفعالة للتضييق على عدونا أمريكا وإسرائي أولاً ولرفع اقتصاد بلادنا من جهة أخرى ولا يقولن أحدكم أن هناك مصريين يعملون بهذه الشركات فهؤلاء إذا ما ارتفع اقتصاد البلاد سيعملون في شركات أخرى يكون عطاؤها لنا وليس لهم، والمقاطعة سلاح فعال منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام عندما قوطع من قريش أول الدعوة وعندما فعلها المسلمون مع قريش وتجارتها بعد ذلك.
8. التعريف بالقضية شفهيًا لكل من حولك من أصدقاء وزملاء وأقارب وجيران.
9. تفعيل أي طريقة في سبيل القضية من إرسال إيميلات أو كتابة في مدونات أو رسائل للسفارات والمثقفين أو الخروج في مظاهرات سلمية وفعاليات وأنشطة مؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه.
10. إعلاء روح الجهاد في النفس بقراءة آيات الشهادة وقصص الشهداء وفضلهم.
11. قراءة سورة الفتح يوميًا بنية النصر لإخواننا في غزة.
واجبات الأسرة:
1. المقاطعة الإقتصادية الفعالة على كل طلبات المنزل والأسرة وملابس وأدوات.
2. قراءة سورة الفتح يوميًا بنية النصر لإخواننا في غزة.
3. تعريف الأجيال الناشئة من أبنائنا وبناتنا بأصل القضية.
4. وضع حصالة في البيت باسم حصالة فلسطين يضع فيها كل ابن وابنة وطفل وطفلة ما تيسر من يومه فيها ونخرجها نهاية الأسبوع لنصرة إخواننا.
5. الاجتماع يوميًا للدعاء لهم ولو لعشر دقائق.
6. التوصية بالقراءة في التاريخ ومعرفة حقيقة القضية وعدم اتباع كل ما يقوله الإعلام دونما تفكير، مثل كتاب تاريخ فلسطين المصور لد. طارق السويدان.
١٣/٠١/٢٠٠٩
أهل فلسطين أهل الرباط 1 من 3
منذ يوم السبت الذي بدأت فيه حرب غزة وأنا أشعر بكآبة، بل بتعاسة وحزن شديدين. ألوم نفسي إن ضحكت أو رفهت عن نفسي أو تنزهت مع أصدقائي. أتذكر يوميًا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " من بات آمنًا في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا". نحن آمنون مطمئنون وهم خائفون مذعورون، نحن معافون وهم جرحى ومصابون، نحن شبعى وهم جوعى، نشعر بالدفء والأمان وهم يبيتون في المدارس والأبنية المهدمة والعراء، نحن سعداء وهم ثكالى حزاني ومكلومون. ماذا لديهم من أصل السعادة كما وصفها نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام؟! لا هم آمنون في سربهم، ولا هم معافون في أبدانهم، ولا عندهم قوت يومهم ولا ماء ولا دفء وكهرباء!
ربما تراودنا الكثير من الأسئلة والشبهات حول حقيقة الأمر، لكن هل يحاول الكثير منا معرفة حقيقة الأمر؟ لقد أمسكت بنفسي وأنا أحاول إعداد جدول للبضائع التي علينا مقاطعتها، وأنا أحاول معرفة جنسية بعض البضائع للمرة الأولى مع أنني أجيد البحث على شبكة الإنترنت وأقضي الكثير من وقتي في الجلوس إلى الشاشة الصغيرة، فلم لم أكلف نفسي سابقًا عناء البحث؟!!
منا من يحاول الإجابة عن تساؤلاته بالبحث والمعرفة والقراءة، ومنا من يكتفي بسماع الأخبار من قنوات محدودة أو متنوعة، أو بسماع آراء الناس، ومنا من لا يكلف نفسه معرفة حقيقة الأمر ولا حتى مناقشته، لأن الأمر لا يعنيه بل يكفيه ما هو فيه من البحث عن لقمة العيش وتجهيز مدخرات الزواج - وهو بيت القصيد بالمناسبة - فهو غرض جميع الأنظمة العربية العزيزة الكريمة. غرضها أن تلهينا بأنفسنا عن أي شيء سوانا فلا نستطيع وسط لهاثنا خلف تحقيق أدنى المتطلبات أن نرى أو نعقل ما يحاك لنا من أعداء أمتنا بالتواطؤ مع بعض من أبناء جلدتنا وديننا كأنظمة شديدة العدل، أو مؤسسات إعلامية ذات مصداقية عالية، والعجيب في الأمر أن المؤامرة ليست أمرًا دبر بليل، بل هو تدبير علني على رؤوس الأشهاد!!!!!!!!!
تتنوع التساؤلات والشبهات التي تراودنا لكنها في المجمل تعمل على برمجة عقليتنا برمجة معينة تصل إلى نقطة محددة هي: "وإحنا مالنا" أو "لا نستطيع مجابهة اسرائيل ومن خلفها أمريكا وأوروبا" وما إلى ذلك، وتلك التساؤلات هي ما يريد الإعلام منا أن نصدقه ومن ورائه – خاصة إذا كان إعلامًا حكوميا - الحكومات العربية المجيدة.
هل تتذكرون ذلك الفيلم القديم الذي كان فيه الفنان عبد المنعم مدبولي طبيبًا نفسيًا وكان يعالج أحد مرضاه بجملة يجعل المريض يكررها على نفسه: "أنا مش قصير قزعة أنا طويل وأهبل". هذه التقنية هي بالضبط التقنية التي تستخدمها الحكومات مع شعوبها، فكومة الولايات المتحدة تفعل ذلك، فيصدق السواد الأعظم أن المسلمين إرهابيون وأشرار، وكذلك الحكومات الأوروبية، أما الحكومات العربية فهي تقمع الشعوب من جهة، وتلهيها يالتفاهات والموضة والأغاني والفساد والبحث عن لقمة العيش من جهة، ثم في النهاية تدعي المذلة والمسكنة وقصر ذات اليد من جهة ثالثة عبر وسائل الإعلام فماذا يمكن أن نفعل أمام اسرائيل وأمريكا سوى أن نمنحهم غازنا وخيراتنا ونستورد منهم لننمي اقتصادهم ما حيلتنا؟
هل شاهد أحدكم مسرحية "ماما أمريكا"؟! مجرد سؤال.
هل نعود للأسئلة والشبهات؟ الأسئلة هي:
هل باع الفلسطينيون أرضهم؟
هل علينا أن نحمل حماس المسؤولية عن أحداث غزة؟
هل قناة الجزيرة هي عدوة مصر اللدودة، لذا فهي لا يجب أن تمتع بالمصداقية من وجهة نظرنا؟
هل نحن بقدر اسرائيل وهل نستطيع الوقوف بوجهها؟
هل عدم فتح معبر رفح من أجل أمن مصر أولاً، ولعدم إراحة اسرائيل من مشاكل غزة؟
لم لا يقدر العالم الإسلامي والعربي كل ما فعلته مصر من أجل قضية فلسطين؟
ما هو الهدف السلام أم المقاومة؟
هل قتل الفلسطينيون ياسر ذلك الضابط المصري على الحدود؟
سأستميحكم عذرًا على تأجيل الأجوبة للنهاية.
في كتابه الرائع "فلسطين التاريخ المصور"، تحدث د. طارق السويدان – بمعاونة فريق ضخم للبحث – عن تاريخ فلسطين منذ الكنعانيين وحقيقة بني اسرائيل مرورًا بالفترات التي مرت على الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا.
وإذا ما تأملنا تاريخ بل تاريخ الأمم الأخرى كبني اسرائيل سنجد أنه يعيد نفسه، ليس مرةً أو اثنتين، بل مرارًا وتكرارًا علّنا نتعلم، ولأننا لسنا شطارًا والتكرار لا يعلم إلا الشطار، فإننا وفي كل مرة نكرر ذات الخطأ ونقع في ما وقع فيه أسلافنا.
ففي نهاية الدولة العباسية، تمزقت الأمة جراء الفساد والبعد عن الدين القويم، والتفات السلاطين والخلفاء إلى اللهو وانغماسهم في الظلم والجور، وباتت الأمة كغثاء السيل لا علم ولا أدب ولا مكانة، وظهرت دويلات صغيرة عديدة كالدولة الخوارزمية في الشرق، والإخشيدية ثم الطولونية ثم... الأيوبية في مصر، وظلت الخلافة العباسية مجردة صورة هزيلة ضعيفة قضى عليها المغول بمقتل آخر الخلفاء المستعصم وتدمير عاصمة وحاضرة الخلافة بغداد. وبذلك تكالبت المصائب على الأمة من حملات صليبية جديدة من الغرب على بيت المقدس وعلى مصر "الحملة الفرنسية الأولى أو ما سميت بالحملة الصليبية الخامسة عام 1221م، ثم الحملة الصليبية السابعة عام 1250م والتي كانت بقيادة لويس التاسع حيث منيتا بهزيمة منكرة، وسجب لويس بسجن المنصورة في عهد الدولة الأيوبية وتحديدًا في عهد آخر سلاطنها الملك الصالح – حقًا – نجم الدين أيوب بقيادة مماليكه أيبك وقطز وأقطاي وبيبرس" ومن زحف تتري مفزع من الشرق، زحف أكل ودمر الأخضر واليابس.
وبعد الكثير من المآسي والدماء والتواطؤ والخسة والخداع، قيض الله للأمة فارسين هامين أزاحا الغمة: سيف الدين قطز الذي أوقف زحف الجحافل التترية في عين جالوت، ومن بعده الظاهر بيبرس الذي طارد الصليبين حتى النهاية.
ثم رويدًا رويدًا، ارتفع شأن الأمة وعلت هامتها وقامت الخلافة العثمانية - وهو ما قالوا لنا بأنه احتلال عثماني - فارتفع بها شأن المسلمين ومنها محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية "استانبول" وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" الراوي: بشير الخثعمي المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/221خلاصة الدرجة: رجاله ثقات
وظلت الدولة شامخة قوية حتى ضعفت بعد قرون وسرى الفساد والظلم والجور من ولاتها على الرعية، وأصبحت رجل أوروبا المريض، وهكذا وبتواطؤ من أشقائه وبعض من قرابته وحاشيته، استطاعت أوروبا خلع آخر سلطان فعلي وهو السلطان عبد الحميد المؤمن التقي الشريف لرفضه بيع فلسطين إلى اليهود.
ثم بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ألغيت الخلافة واستقلت تركيا بقيادة أتاتورك الذي نكل بالإسلام فألغى الحجاب وغير حروف اللغة من الحروف العربية إلى اللاتينية، وقسمت الكعكة الكبيرة على دول أوروبا فتولت فرنسا الشام والمغرب الأقصى- بعد أن حاولت سابقًا في مصر بقيادة بونابرت لكنها منيت بالفشل في معركة أبي قير الشهيرة – واستولت بريطانيا على مصر والسودان، وظفرت إيطاليا بليبيا، أما فلسطين فكانت هي القطعة الأحلى في الكعكة وكانت أرض الميعاد ووعد بلفور لأخس الشعوب، حيث أن اليهود – بعد ظهور الصهيونية - كانوا يلحون في إنشاء دولة لهم ويعقدون المؤتمرات ويصدرون البيانات، ولأنهم كانوا وما زالوا صنفًا عجيبًا من البشر، فقد كانت أوروبا تتمنى الخلاص منهم، وكانوا قد بدأوا يملؤون الدنيا عويلاً على ما فعله هتلر بهم في محارق الهولوكست التي كذبتها بعض الآراء من الأساس.
وهكذا استطاعت أوروبا من تمزيق الأمة، لكن ولأن الأمة كانت حديثة العهد بالأمر، ظلت الشعوب على قلب رجل واحد، وبعد سنوات كان وعد بلفور – وعد من لا يملك لمن لا يستحق – بإنشاء دولة لليهود، فبدأت الهجرة في غفلة من الجميع وساهم الاستعمار الذي كان الجميع يرزأ تحت وطأته في الأمر، فلم يستفق المسلمون إلا عام 48 عندما أعلن إنشاء الدولة بالفعل فهب الجميع لإنقاذ إخوتهم في الإسلام والعروبة، ولم يقل أحد "وإحنا مالنا" أو "مالناش دعوة"، وكان الأبرز هو جيش مصر حيث أنها كانت تتمتع بسيادة وطنية وحكم ملكي من أحد أبناء البلد نوعًا ما.
ولكن مع كل الفساد ظهر ما عرف فيما بعد بقضية الأسلحة الفاسدة، وعلى الرغم من الانتصارات التي كانت قد أحرزت، أجبر الجميع على التراجع، وترك الفلسطينيون وحدهم، وأُضيع دم الشهداء، وذهبت حرب فلسطين أدراج الرياح.
ثم بعد عدة سنوات، اكتفى المستعمرون من الخيرات، وأخذت الدول تقاوم الوجود الاستعماري فانسحب الاستعمار دولة دولة، واستقلت دول المنطقة واحدة تلو الأخرى في وقت متزامن تقريبًا، لكن الأمر لم ينته، بل بدأ فصل آخر.
استقلت الدول، وبدأ أبناؤها في حكمها وبدا أن الحلم في سبيله للتحقق، لكن الدول العظمى كانت تريد الاستفادة من بلادنا ولو على البعد. ولأن العرب ظلوا على ولائهم، وظلت فلسطين هي همهم الوحيد، وفي ظل حلم عبد الناصر بالوحدة العربية، بدأ القلق يساور الغرب خاصة في ظل ظهور عبد الناصر كبطل قومي عربي تحبه العديد من الشعوب. ولأنه كان يتشدق بقوته وبعدم مخافة أحد، كان العدوان الثلاثي ضروريًا خاصة بعد تأميمه لقناة السويس واتفاق مصر مع السوفيت على الأسلحة المتطورة. وفي لحظة تعاونت فرنسا وبريطانيا مع اسرائيل، لكنه فشل بفضل الله ثم التحام الجيش والشعب ووقوف السوفيت بجوار عبد الناصر. ثم كانت حرب 67 التي كان من أسبابها الرئيسية وقوف مصر بجانب سوريا ضد اسرائيل، وكان من جرائها احتلال اسرائيل لكامل دولة فلسطين والجولان وسيناء.........
ومن بعده تولى السادات الحكم فدخل الحرب ضد اسرائيل وانتصر، لكنه أُجبر على التوقف وتوقيع معاهدة السلام التي برغم عدم موافقتي عليها، أتفهم موقفه. فقد وجد الرجل فيها نفسه وحيدًا.
ومن بعدها وإلى اليوم كانت الأنظمة العربية تقبع في كراسي الحكم لا لبناء البلاد والشعوب وإنما لمصالحها الذاتية فدول الخليج والأردن دول ملكية يتوارثها الأبناء كما لو كانت من ضياع أجدادهم، والدول الجمهورية في سبيلها إلى ذلك حيث ورث بشار أبيه، وسار جمال على دربه.
الأنظمة العربية اليوم ما هي إلا دمى ماريونت تحركها أمريكا واسرائيل ومن خلفهما أوروبا لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، والأنظمة نفسها مستفيدة من القوة والنفوذ والمال.
وإذا رغبتم في مناقشة التساؤلات التي أوردتها في البداية أقول:
أولاً: علينا أن نعلم جيدًا أن الفلسطينيين لم يبيعوا أرضهم، وأنها أكذوبة روجها الخونة والأنظمة العميلة للحد من التفاعل والتعاطف الشعبي، وأنه إن كان الأمر صادقًا فإن من باعها قد قبض ثمنها وتركها أما هؤلاء فهم من لم يرتضوا التفريط في حقهم ولا وطنهم. وإذا أكملنا التفكير بأن الافتراض صحيح، فإن نصف من باعوها سيكونون إما جاهلين بأن المشترون يهود أو أنهم محتاجون أو مجبرون. والدلالة الأولى على ذلك ما أثير من قبل فب البرامج الإخبارية كالعاشرة مساءً والطبعة الأولى عن بيع الدولة بعض الأراضي ليهود اسرائيلين، وعن بيع الشباب لأراضيهم في شرم الشيخ ليهود عوزًا وحاجة، أو إحباطًا وضعف انتماء. لا يمكننا أن نحاسب الشعوب على تفريط حكامها وخطأ قلة منها. أما الثانية فهي حديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي لا يقوله النبي أبدًا عن خائن أو عميل: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"
الراوي: أبو أمامة المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/823خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
ثانيًا: هل علينا أن نحمل حماس المسؤولية عن أحداث غزة؟
حماس جاءت إلى السلطة بعد انتخابات نزيهة، لكن الدول الغربية ومن قبلها العربية حاربتها بكل ما أوتيت من قوة لم؟ لأن مرجعية حماي هي مرجعية إسلامية وهم ما يخيف اسرائيل وأمريكا فتخيف الأنظمة العربية وتجبرها على التواطؤ معها، وليست حماس هي الوحيدة صاحبة التاريخ المشرف في المقاومة وإنما كان هناك الجهاد والحركة الشعبية لتحرير فلسطين وبعض أعضاء حركة فتح - عدا أبو مازن الذي لا يستحق حتى أن نضيع وقتنا بالحديث عنه –
ومن قبل وجود حماس في الأساس هل كانت اسرائيل تعمل الفلسطينيين برقة ولطف؟ نعم والدليل مذبحة صبرا وشاتيلا.
وبعد وجود حماس لكن قبل وصولها للسلطة هل كانت اسرائيل هادئة؟
لا أدري كيف نصدق ما يقوله لنا الإعلام؟
ثالثًا: هل قناة الجزيرة هي عدوة مصر اللدودة، لذا فهي لا يجب أن تمتع بالمصداقية من وجهة نظرنا؟
لن أدافع عنها بكلمة لكنني أريد لكم أن تتابعوا إعلامًا ذي مصداقية كالعاشرة مساءً أو الطبعة الأولى أو قلم رصاص. إن هذه البرامج الثلاث هي برامج مصرية لكنها ذات مصداقية جيدة، لكن أن تتابعوا إعلامًا حكوميا يردد ما تردده الحكومة كبرنامج البيت بيتك فهو ضعف بين وسوء اختيار لن يوصلك أبدًا للحقيقة.
رابعًا: هل نحن بمأمن من اسرائيل؟
لسنا بمأمن أبدًا لأن التاريخ الحديث يتكلم، فعندما حورب الأفغان من أمريكا بغرض حرب القاعدة لم يحرك أحد ساكنًا، وعندما دخلت أمريكا العراق، لم يتفوه أحد وعندما يأتي الدور على مصر لن يحرك أحد سبابته قيد أنملة، وسيأتي الدور على الجميع، ونكون كما قال الثور الأسود في قصة كليلة ودمنة "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"
خامسًا: هل نحن بقدر اسرائيل وهل نستطيع الوقوف بوجهها؟
لا أعلم حقًا وضع الجيش، لكنني أعلم أن جند مصر هم خير أجناد الأرض، وأن الله قال وقوله الحق: "انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" وأنه "كم من فئةٍ قليلة غلبت فئةً كثيرة" كما انتصر الأفغان على روسيا وحزب الله على اسرائيل.
ولمن يخاف من استخدام اسرائيل القنابل النووية أقول لن يمكنها ذلك بل إنها لا تجرؤ على فعل ذلك لأن مساحة تأثير القنبلة النووية ستطولها لأننا في دول متجاورة ومتقاربة للغاية، وهو أمر علمي تستطيع التأكد منه.
أخيرًا: هل قتل الفلسطينيون ياسر ذلك الضابط المصري على الحدود؟
لا أريد أيضًا الجدال في الأمر على الرغم من أن القصة عن لسان المسؤولين المصريين تؤكد أن الفلسطينيون كانوا يريدون الاحتماء بالحاجز المصري، فبدأهم الجانب المصري بإطلاق النار.
لكنني فقط أتساءل لم لم نثر عندما قتل أحد الجنود ومن قبلها آخر برصاص اسرائيلي، وكان بيان حكومتنا البهية أن الرصاص كان عن طريق الخطأ؟ أنا أتساءل فقط!
المواقع التي استعنت بها:
ويكيبديا
كتاب فلسطين التاريخ المصور
موقع dorar.net موسوعة الأحاديث النبوية
"الناس اللي بتنادي إننا لازم نطرد السفير الاسرائيلي، طيب إحنا لما نطرد السفير ونكون عايزين نقول لاسرائيل لو سمحت خفي عن إخواتنا في فلسطين شوية نقول لمين؟" تامر بسيوني البيت بيتك
"لما نفتح معبر رفح والفلسطينيين يدخلوا يروحوا فين ونودي المصريين فين"
خيري رمضان البيت بيتك
"المقاومة ليست هدفًا بذاتها وإنما السلام هو الهدف الأساسي الآن" محمود عباس
"إن الدم الفلسطيني ليس رخيصًا ولا مستباحًا" مبارك
"لا نستطيع التحكم الكامل في معبر رفح وإنما تتحكم فيه الدولة المحتلة ولها السيادة عليه" مبارك
"لم نسمح بدخول الأطباء العرب أو الأجانب خوفًا عليهم لأن الطريق غير آمن"
"ليس ذنبنا أن المصريين يجبوننا أكثر من الفلسطينيين" شيمون بيريز
"نحن نحترم حياة أي إنسان" أولمرت
"نحن نحارب الإرهاب ولا نطالب المدنيين بمغادرة غزة وإنما باللجوء للمناطق الآمنة" ليفي
"ليس هناك مكان آمن في غزة" مسؤول مؤسسة الأونرو في غزة