بالأمس جرحت يدي بالسكين وأنا أطهو، جرحًا لا يكاد يُذكر؛ جرحًا سطحيًا ضئيلاً. غسلت الجرح وضمدته، ونسيت الأمر برمته، لكن في منتصف اليوم كنت أتناول ثمرةً من البرتقال؛ فأحسست بألم شديد بسبب عصير البرتقال.
هل لاحظت الأمر؟ لقد عبرت عن ألمي بأنه "شديد".
هل أعرف أنا الآمنة المطمئنة، أنا التي أنام بعمق في دفء وشعور بالأمان معنى الألم؟! أو فلنقل معنى الألم الشديد!
إن من يعرف معنى الألم هم هؤلاء البؤساء، هؤلاء الذين لم يكونوا يعرفون غير زراعة البرتقال والزيتون، أولئك البسطاء الذين لهم حق الحياة مثلنا.
عندما عاد الفريق النرويجي إلى أوسلو، عرض أحدهم صورة ربما لا أنساها حتى يومي الأخير؛ صورة لطفل أو طفلة – لم يمكنني معرفة ذلك من كثرة الدماء - ما بين السادسة والعاشرة، في ظهره حفرة عميقة لا يقل قطرها عن 10 سنتيمترات..... نعم حفرة عميقة.
إن غالبية الشهداء من الأطفال – ليس فقط لأنهم يستهدفون المدنيين في قصفهم - ولكن لأن أجساد الصغر لا تتحمل الألم ولا حجم الشظايا التي تتلقاه أجسادهم البضة ولا الفوسفور الأبيض.
اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وانصرهم نصر عزيز مقتدر...
اللهم اكتب لهم أجر الصديقيين والشهداء والصالحين وارزقهم صحبة النبيين والأبرار وكفى بذلك رفيقًا...
اللهم أبدلهم بدنياهم الظالمة جنة الفردوس الأعلى؛ جنةً عرضها عرض السموات والأرض بعدلك وكرمك وعفوك يا أرحم الراحمين...
اللهم انتقم من اليهود ومن والهم ومن أيدهم على أبناء جلدته
اللهم اأحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا يا منتقم يا جبار يا الله ....
شر البلية ما يضحك: "قال الأستاذ للتلميذ: قف وأعرب يا ولدي الجملة التالية: "عشق العربي أرض فلسطين". وقف الطالب وقال: عشق: فعل صادق مبني على أمل يحدوه إيمان واثق بالعودة الحتمية، والعربي: فاعل عاجز عن أن يخطو أي خطوة قي طريق تحقيق الأمل وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها، وأرض: مفعول به مغصوب وعلامة غصبه أنهار الدم وأشلاء الضحايا وأجساد القتلى، وستون عاما من المعاناة. فلسطين: مضافة إلى أرض مجرورة بما ذكرت من إعراب أرض سابقًا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق