منذ ما يقل عن الشهر، تركنا أحد الزملاء، وبعث لنا برسالة وداع فيها كلمة لفيكتور هيوجو
"لأن تحب شخصًا آخر هوبعينه أن ترى وجه الله"
أعجبتني العبارة دون أن أدري سببًا لذلك، ثم بدأت مؤخرًا في سماع دروس لأسماء الله الحسنى مع محاولة تطبيقها، فبدأت أدرك أن ترى معنى الملك في الدنيا من حولك وفي نفسك، ومعنى الرحيم، واللطيف، والحكيم، والرقيب
بدأت أدرك معنى عبارة هيوجو وكأنك ترى الله وتسمعه وتفهمه
وتستشعر بصدق معنى حب الله لأنك تتعلم من أسمائه أن تعرفه_
Yesterday I had a very weird dream. I saw myself buried in my grave, hearing the prayers, feeling the tightness of the winding-sheet, the heaviness of the soil, and the heat of this grave. I was very afraid, and I felt I need to cry. I wondered when did I die? Did I pray the last prayer or not? Did I say "There is no God but Allah, and Mohammad is the messenger of Allah" at my last moment on earth? Trying to be calm, I reminded myself of how I should reply the two angels when they ask me: who is your God, your Messenger, your religion?
After a while, my family, friends, and the men who did bury me left me alone in this grave and went away. The two angels came immediately, and helped me to sit down and started their questions. I did not reply, I tried to remember what I should say, but I was totally shocked. I felt that I forgot every word and every single letter; I even forget what my language was. I did not pronounce a word. The only thing I did was crying. I cried deeply for long time and my tears made a very big lake.
I felt somebody's hand on my shoulder repeating my name over and over. After a very long period, which I later realized it was only three minutes, I woke up seeing my Mum trying to wake me up after she heard my crying. My tears made my pillow wet.
I started crying again on my Mum's hands this time, and then I prostrate my head on ground thanking Allah that he gave me another chance.
* Many Thanks to my dearest reviser "Shimaa Nabil"
أرى دومًا أن الإعلام من أبلغ الوسائل المؤثرة في الشعوب، بل في تربية النشء والأطفال.
وفي الحضارات القديمة، كان للإعلام ذات الدور، وإن كانت وسائله تختلف، فقد كانت الخطب ودروس العلم والأدب والشعر كخطب شيشرون، وسوق عكاظ منبرًا إعلاميًا هامًا. أما الآن فإن الشعوب والأفراد كبارًا وصغارًا تتأثر بوسائل إعلامية مختلفة بدءًا من الراديو مرورًا بالسينما فالتلفزيون والفضائيات وأخيرًا النت.
ولأن التلفزيون تحديدًا هو أكثر تلك الوسائل شعبية، فما زال له التأثير الأكبر. ولأن الإعلانات هي أكثر ما يمكن أن تراه فهي تتخلل البرامج والنشرات والمسلسلات والأفلام، فإن لها تأثيرًا كبيرًا.
كنت أحاول أن أحلل نوعية الإعلانات فوجدت أن للإعلانات عدة أنواع
وأياً كان نوع ما يُعلن عنه من مواد استهلاكية كالأطعمة والمشروبات، أو أجهزة، أو هواتف محمولة أو غيرها فإن الإعلانات كانت حتى وقت قريب مجرد تسلية أو أفكار خفيفة الظل يتندر حولها الناس كإعلان "انسى يا عمر" أو إعلان جبنة باندا الجديد، أو ربما مجرد فكرة مبتذلة كإعلانات قناة ميلودي أو غيرها
لكن يقدم قيمة أو يطرح فكرة، فلم تكن تلك الأنواع واردة على الشاشة كثيرًا، حتى بدأت بعض الإعلانات القيمة مثل:
وإعلانات أخرى مثل على سنتك نعيش وحجابي ديني وما إلى ذلك، وهي إعلانات بدأت فكرتها بعد حملات الإرهاب الأخيرة وأحداث 11 سبتمبر وأحداث العنف الطائفي في السعودية والعراق، في محاولة لطرح صورة جيدة عن الإسلام، أو للحض على سلوك أخلاقي معين بعد أن فقدت العديد من أخلاقيات ديننا بيننا.
لكن أكثر ما أعجبني هي إعلانات شركة زين، لأن إعلاناتها مميزة على الدوام على الرغم أنها تعلن عن سلعة استهلاكية عادية، لكن المسؤولون عن الدعاية أرادوا أن تكون إعلاناتهم مختلفة، وكانت إعلانات دومًا تطرح قيمة جيدة وفكرة مختلفة
منذ أسبوع ماتت جدة صديقتي، وحدثتني أن أكثر ما آلمها أنها كان يمكن أن تهتم بها أكثر وتؤانسها أكثر وتجلس معها أكثر
في رحلة الأمس قرأنا قصة لدغات عقارب الساعة إحدى قصص مجموعة بالاسم نفسه للكاتب د/حسن كمال، وتذكرت الأمر واردت أن أكتب عنه، ولما فكرت قليلاً وحاولت أن أتأمل الأمر، رأيت أن الأمر كله فقدان الشعور بالزمن
الشعور بأن كل ما نحن فيه دائم وموجود ومستمر
الشعور بالأمان الكاذب وأن كل ما حولنا من مسلمات الوجود إلى أن نصحو فجأة على عدم وجوده وعلى شعور أليم بالفقد
الحياة قصيرة
عبارة نسمعها كثيرًا دون أن نعيها جيدًا لأننا لا نشعر بمعناها ومدى قصر الحياة بصدق إلا بعدما يفوت الأوان
تلك العبارة بل ربما الحياة والإحساس بأهمية الوقت شيء يمكننا أن نتصوره كهرم له أربعة أوجه
الوجه الأول تأجيل العبادة والتقرب من الله لسن معين أو لحدث معين، ثم تؤجل لآخر فيمر الزمن لتجد أن عمرك قد ضاع في بعد عن الله وغفلة عن طريقه
الوجه الثاني تأجيل التعبير عن الحب لمن حولنا والاهتمام بهم وإشعارهم بأنهم من أولوياتنا وبند أساسي في حياتنا إلى أن نفقدهم، فنفقد بذلك الوقت والفرصة للتعبير عن ذلك، فالخلود ليس من مسلمات الحياة بل هو في الحقيقة أمر مستحيل، خاصةً إذا ما تعلق الأمر بالوالدين والجدين فهما بحق جنتنا أو نارنا في هذه الدنيا فانظر لمكانك من مكانك منهما
ولا تؤجل برك بهم أو إيناسك لهم لأنهم إن كانوا معك اليوم، فربما لا يكونون غدًا
الوجه الثالث تأجيل الكفاح لتحقيق الهدف والأحلام والاكتفاء بالأماني لتجد أنك لم تحقق شيئًا يذكر سوى الأحلام والأمنيات
الوجه الرابع تأجيل الفرح والمتعة والترفيه، وتمر الأيام لتجد نفسك وقد كبر سنك وازداد انشغالك ولم تستمتع بشيء من متع الدنيا ومباهجها
ويتمثل الوقت في ذلك الهرم أو قل هي الحياة أو قل أنه كلاهما فالحياة هي أوقات والأوقات ساعات فلينظر أحدنا فيم يستثمر أوقاته، ليرى إلى أين تسير حياته
وربما يلخص الأمر كله الحديث النبوي الشريف المروي في جامع الترمذي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزول يوم القيامة قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين أخذه وفيما أنفقه"
وعن ذات المعنى يقول " اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"
فإذا حاولنا أن نفسر كل منها لوجدت الوقت جزء من كل جزءٍ منها
قسموا أوقاتكم اعبدوا ربكم واعملوا في الحياة ولا تنسوا أحبابكم وحاولوا أن تستمعوا بمباهج الحياة
في مدونة ظريفة دعاها صاحبها "عنبر العقلاء"، رأيت الصورة التي على يساركم
اسم المدونة مبتكر ومضحك، لكنه يلخص لك بكل بساطة وسرعة تلك الحياة التي نحياها، حياة لا يُعلم فيها العاقل من المجنون، ولا الناجح من الفاشل، وربما أحيانًا لا تعرف الصحيح من الخطأ
تلك الحياة التي لا تسمع فيها إلا عبارات النفاق والكذب والرياء
عبارات تضحكني وتبكيني: "شخبطة ولاد سعادتك رسم لمستقبل أولادنا"، "شلوط من سعادتك دفعة للأمام"
هل تتذكر أحيانًا فيلم "أرض النفاق" لرواية بديعة بالاسم نفسه للروائي يوسف السباعي؟!
تكمن المأسآة في تكرار الخطأ. إننا جميعًا نتصرف بذات النفاق، فنشجب ونستنكر، ثم نمارس في اليوم نفسه كل ما أنكرناه قبلاً
إذا كان للإعلام دورًا بارزًا بل يمكننا أن نقول عظيمًا على تربية النشء والمجتمع كله في حقيقة الأمر، فإن للسينما تحديدًا أبلغ الأثر في ذلك، والسينما هي الوسيلة الإعلامية واسعة الانتشار لأنها تصل أولاً إلى شريحة الشباب في أي مجتمع قبل أي فئة عمرية فتبني أو تهدم، وتصلح أو تتلف، ثم تمر الأيام وتنتقل الأفلام إلى شاشة التلفاز ليشاهدها الصغير والكبير، الغني والفقير، المثقف والمتعلم والجاهل.
وقد استطاعت السينما في العديد من الأفلام تمجيد صورة المعلم ووضع إطار ذهبي يقنعك بعدها بمدى قدسية دوره، فتشعر بعد مشاهدتك لأيٍ منها أنه لا يزال هناك قبسٌ من أمل وأنه لا يزال هناك أناس شرفاء يملؤون الدنيا خيرًا وإنسانية
تشعر أن الدنيا لا تزال وستظل بخير طالما ظلت تحمل على أرضها أناسًا مثل هؤلاء، بل ربما يملؤك شعور باليقين عندما تعلم إن هذا الفيلم أو ذاك مقتبس عن قصة حقيقة، وأن هناك من رأى نفسه رسولاً كما قال شوقي، وحمل رسالته وقاتل في سبيلها واعتبرها حلمه وهدفه الرئيسي في الحياة
من أجمل الأفلام التي شاهدتها عن قيمة المعلم فيلم سيدني بواتيه "To Sir with love"، وفيلم ميشيل فايفر "Dangerous Minds"، وفيلم أمير خان "Taare Zameen Par"، وفيلم ميل جيبسون "A man with out a face"، وأخيرًا فيلم رائع لهيلاري سوانك "Freedom Writers"
الفيلم الأخير مقتبس عن قصة حقيقية لمعلمة وضعت أمامها رسالة وكافحت لتحقيقها
معلمة جعلت من مجموعة من الشباب التائهون الضائعون أمل لأمتها ووطنها في الوقت الذي أنكر الجميع عليها - في المدرسة من معلمين ومعلمات، وفي المنزل من أبيها وزوجها - ذلك وأحبطوا من عزيمتها
جعلت من جميع الطلاب كتابًا للمستقبل ونشرت كتابًا يحتوي كتاباتهم عن الحرية والمستقبل أسموه
"With out words, Part of what friends experience is something that people who aren't friends can't know. It's a code, It's another language", Judd Nelson
"Shout and every one hears what you say, whisper and those close hear what you say. Be silent and your best friend hears what you say.",Linda Macfarlane
"When you need to whine about things going wrong, when you need to moan about life's little injustices, a friend is happy just to listen to your tales of woe. And finally when you've moaned your last moan, together you can laugh about it.", Linda Macfarlane
"There are limits to our friendship – the sky." Linda Macfarlane
"What is a friend?
I will tell you. It is a person with whom you dare to be yourself.",Frank Crane
"Friends know exactly who you really are – so you don't have to pretend.", Charlotte Gray
"With a friend, no road seems too long.", Japanese Proverb
"When friends ask there is no tomorrow.", a proverb
"To fall down, you manage alone, but it takes friendly hands to get up." a Yiddish Proverb
"What do we live for, if it is not for make life less difficult, for each other?", George Eliot (Mary Ann Evans)
"Friendship is love with Understanding." Francis Gay
"In my friend, I find a second self.", Isabel Norton
"Much of the pleasure in doing something new comes from the thought of telling a friend all about it.", Linda Macfarlane
"My best friend is the one who brings out the best in me.", Henry Ford
To Eman Sami and Mei Ali
To Heba Nady and Zeinab
To Safsofty
To Hoobadada
To Eman Faiz and Doaa
To Eman Ibrahim and Marian
To Shaimaa' and Reka
To Asmaa Farouk, Asmaa Fekry, Basma, Heba Saleh, Nesrine, and Lobna Abdelhadi
دعتنا أمنا الروحية وملهمتنا: لبنى زيتون يوم الخميس 30 إبريل لحفلة الصوت والضوء بالهرم، وكانت ظريفة وإن لم تكن على مستوى توقعاتي، أما أمس السبت 8 مايو فكان الأمر على العكس، فقد دعتنا مرة أخرى إلى مكان بديع، لم أكن، بصراحة شديدة، أتوقع الكثير لكنني رأيت شيئًا مبهرًا وأكثر من رائع.
المكان: مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري التابع لمكتبة الإسكندرية بالقرية الذكية
الزمان: اليوم السبت 8 مايو من الساعة 1 إلى 3:30 الأحداث: جولة تراثية وثائقية عن تاريخ مصر من مختلف مجالاته وجوانبه من الفراعنة وحتى اليوم
المشرفون على المكان: شباب مثلنا في سنك وسني قاموا بعمل جميل يحق أن نفخر بهم
في البداية مبنى جميل تدخله على واجهته تجد تعريف به
لتجد قاعة صغيرة وأريكتان أو ثلاثة لاستراحة الضيوف وبعض التماثيل والأشياء الجميلة المتراصة حولك في واجهات زجاجية، ثم صحبتنا فتاة جميلة ورقيقة اسمها نانسي مجد الدين في قاعة سموها مركز المعلومات تجولت بنا في كل مجالات الحضارة المصرية
ثم نقلتنا إلى قاعة سينمائية ارتدينا فيها نظارة لرؤية ثلاثية الأبعاد
ثم إلى قاعة فرسان السماء والتي رأينا فيها إنجازات العرب في مجال الفلك
وأخيرًا مدة تزيد عن الساعة أبحرنا فيها _ في بانوراما عبر تسع شاشات هي اختراع مصري صميم _ ما بين تاريخ جامعة القاهرة وتاريخ مصر الجديدة هليوبوليس وأوبرا فرعونية والعديد من مجالات أخرى عبر سينما تفاعلية جميلة
في النهاية تجولنا بمنفذ البيع الذي يعرض بعض الـ CDs عن تاريخ مصر أو الكروت أو الصور والتحف وبعض الكتب
تفتق ذهن نواب الحزب الوطني عن حل مريح وسريع وسهل لا يكلف الدولة إلا ثمن الرصاص، ويريحهم من مشكلات عدة كعدد السكان ومشكلات المعارضة والمظاهرات وأي قلاقل تقلق راحة سيادتهم، وكان هذا الحل العبقري هو طلب بعضهم ضرب المتظاهرين بالرصاص، وذكرني ذلك بطرفة لطيفة كنا نتناقلها أيام الطفولة حيث نشأت في السعوديةيقولون أن فرنسي وإيطالي وسعودي ويمني استقلوا طائرة وحصل عطل فقرر طاقم الطائرة تخفيف وزنها وطلب من الركاب إلقاء كل ما ليس بمهم فألقى الفرنسي كل العطور وقال لدي الكثير منها في فرنساوألقى الإيطالي كل الأحذية وقال لدي الكثير منها في إيطالياأما السعودي فألقى اليمني وقال لدينا الكثير منه في السعودية
وهكذا استطعت أن أتفهم وجهة نظر السادة النواب فاستراح قلبي وهدأت
لا أعتقد أنني سأحب مدينة مثلما أحببت وأحب وسأظل أحب الأسكندرية
يقولون أن سكان المدن الساحلية أكثر هدوءًا من غيرهم لأن نسبة اليود الموجودة في الهواء تجعلهم كذلك، وعلى الرغم من عدم تأكدي من صحة هذه المعلومة، إلا أنني أشعر كلما وطأت قدمي أرضها بمشاعر عجيبة تجتاحني وبدقات قلبي وقد ازدادت وانتظمت في نغمات جميلة وبالابتسامة تغزو وجهي دونما مبرر
اعتبرت رحلتي هذه هي الأفضل على الإطلاق، ففيها كنت أرى كل ما حولي ومن حولي جميلاً، كنت أشعر بمعنى لكل حدث أو كل حديث أو كل لمحة
كانت عودة إلى الأيام الخوالي، وإلى أماكن أحببتها، وإلى صديقات أفتقدهن
في بيت العائلة، رأيت الأخوال والخالات وأبناءهم وأحفادهم، رأيت أبناء أخي، كان الصغار يتقافزون حولنا يصرخون ويمرحون ويلعبون وأحيانا يبكون لكنهم كانوا سعداء، ذكروني بما كنا عليه سابقًا في حياة جدتي، غير أنها لم تكن تنفعل أبدًا بسبب تصرفاتنا
كانت دومًا بحر لا ينضب من الحنان والحب
ذهبت مع أمي لزيارة صديقتيها الحميمتين، صديقتين منذ الجامعة، منذ ما يزيد عن الأربعين عامًا أطال الله أعمارهن جميعًا في صحة وعمل صالح، كلما رأيتهن أشعر أن الدنيا لا تزال بخير وأن الصداقة كنزٌ لا يفنى
في اليوم التالي قابلت صديقتي، ركبت الترام من محطة الشبان المسلمين وحتى سان ستيفانو، في الطريق تعلقت عيناي بالمباني والأحياء الحبيبة وشاهدت البحر في لحظات خاطفة وهو يمر ما بين البنايات الشاهقة
في سان ستيفانو جراند بلازا، شاهدت فيلمًا سينمائيًا رائعًا، أشعرني بمشاعر متناقضة للغاية، ثم على شاطئ البحر سرت من سان ستيفانو إلى ستانلي حيث تناولت غداءي أمام البحر
كانت رحلة مختلفة شعرت بعدها أنني أفضل
ربما يحتاج المرء منا كل فترة إلى مثل ذلك ليستطيع أن يواصل
الحلقة الثانية من الموضوع في رأيي يجب أن تكون عن احترام المعلم، فلا يبدو منطقيًا أن نشدو بحق الطلبة دون أن نلفت انتباهًا لما أصبح سائدًا من سوء الأدب مع المعلم بل مع قيمة العلم والمدرسة.
كما نطالب المعلم بأن يكون حنونًا متفهمًا متعاونًا صادقًا، علينا أن نربي في أبناءنا مبدأ قيمة المعلم السامية المقدسة
ولنكن على ثقة بأن العلاقة طردية كما علمونا قديمًا، فإن آمن المعلم برسالته وتعامل مع الطلبة خاصة إن كانوا أطفالاً لا يزالون صفحة فارغة يستطيع أن يكتب فيها ماشاء، فإنه بذلك يغرس فيهم حبه واحترامه وتقديره، وإذا احترم الطالب معلمه وقدَّره وقدَّر العلم الذي يمنحه إياه واجتهد أحبه المعلم، وتفانى في تعليمه وتوجيهه وإرشاده
لكن العلاقة على الرغم من تعادلها كنتيجة، فما زالت الكرة تبدأ من ملعب الكبار
من عالم الكبار بصفة عامة
من الآباء والأمهات كتربية ونشء ومن المعلمين كرسل نريد منهم الإيمان بقيمة رسالتهم
تصوروا معي عالمًا جميلاً يسوده حب العلم والمعلم
تصوروا معي عالمًا يمثل فيه المعلم كل قيمة سامية نراها حولنا
تصوروا معي جيلاً جديدًا ينقذ هذه الأمة
تصوروا الأمر واستمتعوا بجمال الصورة
ثم شمروا عن سواعدكم وهيا هيا لنبدأ كلٌ بنفسه وببيته وبأولاده أو إخوته الصغار أو أبناء إخوته
وأنا على ثقة أن الصورة ستتغير كليةً بعد سنوات ليست بالكثيرة
أنا على ثقة لأن الله يقول "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
بريطانيا لتحرشه وسلوكه الشاذ مع تلميذاته، ثم قرأت بعدها مقالاً لأحمد حلمي في الدستور يبكي فيها طفلاً عاقبه معلمه بأن جعل زميلاته يصفعنه على وجهه، ثم فاجأتنا الصحف بمعلم ضرب تلميذا في الصف الرابع حتى كُسرت يده، وأخيرًا بعثت لي صديقتي بريدًا يحكي قصة معلمة سعودية ضربت تلميذة بريطانية لديها بالحذاء*
هل عليّ أن أردد شعرًا لأحمد شوقي نحفظه جميعنا ونردده كالببغاوات دون أن نعلمه لأنفسنا أولأبنائنا ممن يريدون أن يحترفوا المهنة؟!
لن أفعل لأن ذلك البيت أصبح مرًا كالعلقم في فمي
بل لقد أصبحت أشرد فأنسى كيف يبدأ ذلك البيت وإلى أين ينتهي، ثم أتساءل بحيرة هل مضى زمن المعلمين كما مضى زمن الرسل
هل كُتب علينا أن نعيش زمنًا لم تعد فيه أي قيمة جميلة أو أي معنى ساميًا!
لقد كانت قيمة المعلم بالنسبة إلي قيمةً مقدسة، وأتمنى أن تظل ولكن...
هل التقديس هو رمز كل معلم، وهل يستحق كل من يمتهن هذه المهنة أن يكون معلمًا
لقد نشأت بين والدين يعملان في التدريس وإن اختلفت تخصصاتهما، فكان أبي معلمًا للغة العربية، بينما كانت أمي معلمةً لعلوم التمريض والطب النفسي في معاهد التمريض العالية
وبرغم اختلاف بيئة العمل، وعمر الطلبة، لأن أبي تدرج في تعليم الإعدادي والثانوي، أما أمي فكانت تعلم فتيات في سن الجامعة، فقد كانت الصفة الأساسية بينهما حب الطلبة الشديد لهما
حبًا لا نفاق فيه أو مصالح
حبًا يظل مع الأيام وتؤكده سنين ما بعد التخرج
حبًا رأيته في مصريين وسوريين وفلسطينيين وسعوديين
أذكر أننا كنا في رمضان في الحرم، وقد أدينا صلاة التراويح، ونوشك على الخروج وأبي يمسك بجدتي ويحادثها، ولأن أبي جهوري الصوت، وجدتي ضعيفة السمع، فكان صوته مرتفعًا بحيث يسمعه من حولنا، ففوجئنا بشاب كان يسير أمامنا بأمتار يعود إلينا ركضًا حتى وقف عند أبي فسلم عليه وقبل راسه وبين عينيه بل أراد أن يقبل يده وذكره بنفسه وكان طالبًا لديه في الثانوية منذ 15 عامًا
قال له لقد سمعتك وأنا بالقرب من الباب إن صوتك خرق أذني ونفذ فورًا إلى قلبي، لا يمكنني أن أنسى صوتك ولا لمسة يديك لأذني عندما كنت تعاقبني فتفرك أذني
إذن لم يكن أبي ملاكًا لا يؤذي، بل كان يعاقب ويؤذي ويؤلم
ولكن إيذاءًا يملك القلب لا يدميه
أليس لدينا أمرًا وسطًا بعد أن كنا نسمى أمةً وسطًا
هل يجب دائمًا أن يكون المعلم مهانًا أو جبارًا
*في قصة الطفل الذي صُفع كان أحمد حلمي يحاول أن يحلل مشاعر المعلم الذي انحدرت انسانيته إذا حق لنا أن نسميه بإنسان إلى هذا المستوى، وما الذي تعرض له في طفولته وحياته أدى به إلى هذا وهل سنظل في تلك الدائة المفرغة نسيء لبعضنا البعض فننشأ بعقد تؤذي الآخرين
أما أنا فجعلت أتصور أنه لم يدمر فقط نفسية الطفل، بل وبما التلميذات من زميلاته، ففي مثل هذه المواقف الرهيبة فإن الفاعل والمفعول به يكونان تعرضا لإرهاب مدمر
أما في قصة المعلمة السعودية فالتلميذة لم تسكت عن حقها ورفعت قضية على المعلمة وعوقبت المعلمة بالجلد في ساحة المدرسة أمام التلميذة ووالدها، كان البريد يبكي حال المسلمين الذين ينصفون أعداء الدين
لكن أليس الآخرون بشرًا يبكون ويبكى عليهم
لم أتعاطف مع المعلمة سوى في نقطة واحدة فقط
أن العقاب كان يجب أن يكون من جنس العمل لا أكثر منه فالجلد أكبر بكثير من الضرب، أو لربما كان الخبر مبالغًا فيه وكان الجلد بسعف النخل كما يفعلون كثيرًا، وليس بالسوط كما يتصور البعض عند ذكر كلمة جلد
نعم لم أتعاطف
لم أتعاطف لأن هذه ليست بأخلاق المعلم فضلاً عن إنها إساءة بالغة للإسلام أمام طالبة كان يمكن أن تشدو بأخلاق المسلمين إذا عوملت جيدًا
لم أتعاطف لأنها كانت من الممكن أن تكون طالبة بنجلاديشية أو هندية ووقتها ربما لم تكن لترفع قضية أو لم تكن لتنصفها المحاكم إن فعلت
لم أتعاطف لأنني تذكرت قصة سيدنا عمر عندما أنصف القبطي الذي جاء إليه من مصر للمدينة موقنًا من عدله يشكو ظلم ابن سيدنا عمرو بن العاص وجلده إياه لفوزه بالسباق ضده، تذكرت كلمة الفاروق الخالدة
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ؟!"
**الموضوع من ثلاثة أجزاء وهو مهدى إلى
أبي وأمي أول معلمين وأهم شخصين في حياتي
إلى أ/صفية معلمة اللغة العربية
وأ/منى معلمة اللغة الإنجليزية
وأ/سناء معلمتي السورية الحبيبة معلمة اللغة العربية
إلى أ/أمجد، وأ/محمود، وأ/علي
إلى أ/عبد المحسن، وأ/صبحي، وأ/سعيد
إلى د/منى النموري، ود/منى خضر، ود/هاني بكلية الآداب
إلى د/عبد العزيز، وأ/أحمد مجاهد، وأ/أحمد عبد المنعم، وأ/أشرف، ود/محمد النشار بالجامعة الأمريكية
إلى مصطفى نبيه وياسر وسحر
إلى يوسف وريهام ومحمد عبد الكريم ومحمد فكري وأسماء