٢٨‏/٠٤‏/٢٠٠٩

أنا والإجازات









الموقف الأول: ضعف بشري

أصبت الاثنين الماضي يوم إجازة شم النسيم، بنزلة برد مفاجئة وشديدة للغاية، وظلت قواي خائرة حتى الأحد حيث بدأت أتعافى تدريجيًا وإن كنت لم أتعافى من السعال حتى الآن، وتحت وطأة المرض والألم بكيت، ولما مست دموعي خدي توقفت حائرة، يا الله يا إلهي سبحانك! ما أضعف الإنسان! ذلك المخلوق المتبجح الذي يزهو بقوته وعقله ونفسه وشخصه وفكره وذكائه، ويسقط تحت أول أزمة وأتفه ألم......تساءلت إذا كنت لم أستطع تحمل الألم الذي أصاب جسدي جراء نزلة برد فكيف يشعر المصابون بالسرطان؟ بم يحسون، وكيف يحتملون آلامهم التي لا تنتهي؟ وماذا عن أولئك الأطفال الذين تمتحنهم أقدارهم بالمرض أيًا كان نوعه بدءًا من أقل نوع وحتى سرطان الأطفال الذي يحرمهم من أن يشعرون بأي شعور طفولي يشعره من في مثل سنهم. وماذا عن جرحى الحروب؟ ماذا عن أهلنا في فلسطين وغزة؟ ماذا عن أطفال غزة وشيوخها؟ هؤلاء الذين تآكلت أجسادهم أمام الأطباء وبشهادتهم للعالم كله.

بعد أن تذكرت الأمر تصفحت موقع اليوتيوب وشاهدت حلقة من حلقات برنامج العاشرة مساءً، استضافت منى الشاذلي فيها ثلاثة أطباء مصريين من أول فوج مصري عربي استطاع دخول تلك الأراضي الحبيبة، فشعرت كم أنا ضعيفة، بل كم أنا ضئيلة أمام أولئك العظام!
إن كل طفل مصاب بالسرطان ويتحمل آلامه بصمت ورضا ويحاول أن يبتسم أعظم مني
إن كل طفل وشيخ وامرأة فلسطينية أعظم مني

أما أنا فأبكي أمام نزلة برد

الثاني: وجودهم غير المرغوب فيه

لم أر الطريق من منزلي بالمقطم إلى عملي بمدينة نصر مزدحمًا للغاية أبدًا. يزدحم الطريق في ساعات النهار الأولى قليلاً لكن الطريق لا يتوقف قط، ربما يزدحم في وقت الإفطار في رمضان، لكنه لا يتوقف قط. يوم الأربعاء الماضي قررت أن أذهب لعملي بالتاكسي لأنني كنت متعبة، فآثرت ألا أتنقل بين الميكروباصات، وحسنًا فعلت لأنني فوجئت عن مروري بموقف مدينة نصر في المقطم بعدم وجود عربات وبازدحام شديد للمارة، وقبل أن أتساءل في عجب، أشارت سيدة للتاكسي واستقلته معي، ولأنني شديدة الفضولية، سألتها

- هو إيه الموضوع ليه الزحمة دي وفين عربيات السابع؟
- مش عارفة بس بيقولوا في لجنة عن أول المقطم عمالة توقف العربيات


وفي الطريق، فوجئنا بلجنة لطيفة مكونة من ضابطين همامين وأربعة من عساكر المرور توقف كل عربة أجرة أو ميكروباص أو ميني باص ليه؟ كده غلاسة، وتسمع خناقات بقى، وليه يا فندم ما أنا رابط الحزام والرخصة سليمة، والرد أهو كده،

وهكذا عزيزي المواطن المصري الجميل السعيد تأكد أنك تعيش بأمان وفي رخاء، وأوعى تنزل من البيت قلقان من الزحمة والطريق لأن عين المرور تسهر على خدمتنا مش كده ولا إيه؟!


الثالث: نحن والدولة والإجازات
حوار دار يوم الأحد 19 مايو
- يوم السبت اللي جاي عيد تحرير سيناء، إجازة رسمية
- طيب، واللي عنده السبت إجازة
- ياخد بدالها الأحد 26 إبريل
- لا يا ستي أصل قانون العمل بيقول إذا وافق يوم الإجازة الرسمية يوم جمعة فعلى صاحب العمل تعويض العامل عنها، أما إذا وافق يوم سبت فله أن يعوضه عنها أو لا يفعل حسب حاجة العمل، لأن يوم السبت لا يعد إجازة رسمية، وإنما يعد يوم راحة
- كويس يبقى لازم ناخد يوم بدل الجمعة بتاعة عيد العمال
- طبعًا إن شاء الله الخميس 30 إبريل إجازة
حوار دار يوم الثلاثاء 28 إبريل

- يوم الخميس مش إجازة
- ليه تاني
- الوزيرة قررت كده
- يا سلام وعرفت منين
- مكتوب في الجرايد إنهاردة
- الله هو مش في قانون العمل على صاحب العمل تعويض الأجازة
- أدي الله وآدي حكمته

أحلى تعليق على الموقفين الثاني والثالث كلمة قرأتها لبلال فضل في كتابه "ماذا فعل العيان للميت" عن سؤال افتراضي من الملكين لمواطن مصري في قبره، فعندما وصل السؤال إلى:
- شقي أم سعيد؟
- مصري
- نعم
- يعني سعيد بشقائي


تحياتي وكل سنة وأنتم طيبين بمناسبة جميع الإجازات شم النسيم وتحرير سيناء وعيد العمال وثورة يوليو ورمضان والعيدين، وكفاية علينا كده

٠٨‏/٠٤‏/٢٠٠٩

طفح الكيل




تعرف الكوميديا السوداء بأنها دراما تتسم بمشاعر أسى أو صراع بين شخصيات العمل في عمل ضاحك يؤدى بنبرة ساخرة، أو أنها نوع من الدراما الساخرة مليئة بفقدان الأمل والعبثية، بل بنوع من اليأس من إمكانية عمل أي شيء، هي إذن ألم الضحك أو الضحك على الألم ومن الألم.

في كتابه الأول "يوميات مدرس في الأرياف" يصيبك حسام مصطفى بحالة تجمع بين الحزن والضحك والغضب. تضحك من قلبك وبصوت مرتفع على النوادر التي تملأ الكتاب وعلى أسلوب حسام الرائع، وتحزن من قلبك على عقول التلاميذ الخاوية وعلى المدرس المكافح المطحون، وتغضب أيضًا من قلبك على كل هذه الأوضاع المخزية.


وبنفس هذه المشاعر يخرج المشاهد بعد مشاهدة فيلم هنيدي الأخير "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة". الفيلم في رأيي أكثر من رائع، ليس للكوميديا الجيدة التي افتقدتها أفلام هنيدي في السنوات الأخيرة فحسب، وإنما لعمق وصدق الرسالة التي نخرج بها من الفيلم. يخرج الجمهور من الفيلم وقلبه يجمع مشاعر شديدة التناقض؛ شعور مبهج بعد ضحك شبه متواصل دام لأكثر من ساعة، وشعور شديد بالحزن لما آل إليه حال التعليم، وشعور بالغضب من الدولة أو الحكومة اللي باعت القضية وباعتنا قبلها.

المثير في الفيلم أن المشاهد يرى وجهي العملة: المدارس الحكومية بما فيها من ضعف الإمكانات، والتزام قبيح بالقوانين الغبية المهترئة، وامتهان للمعلمين من المسؤولين، ثم امتهان التلاميذ من المدرسين وممارسة الضرب العنيف والمبرح والوحشي الذي لا تخلو منه صفحات الحوادث بين الحين والآخر، والوجه الآخر الذي يتمثل في المدارس الأجنبية الراقية بكل ما فيها من إمكانات ومناهج جيدة، وما فيها أيضًا من تكالب مسعور على الربح بالدرجة الأولى، وإضعاف هوية التلاميذ كغرض استعماري أساسي.


تذكرت الآن كل هذا بعد مشاهدتي وقراءتي أخبار مطبوعة ومرئية مخزية. الخبر الأول كان منذ يومين في برنامج الحياة اليوم، وكان يستضيف مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم مع ضيفين آخرين، وبلال فضل بمشاركة على الهاتف، وكان الموضوع الرئيسي هو خبر تخصيص وزارة الدفاع ميزانية كبيرة لصالح الجامعة الأمريكية بالقاهرة وما في ذلك من إشارة واضحة للوجود التجسسي والاستعماري للجامعة، ومنه تطرق الموضوع إلى التعليم الأجنبي في مصر الذي يعمل على محو هوية الأبناء الذين تساهم الحكومة بنصيب الأسد في إضعاف هويتهم وانتمائهم للبلاد المنكوبة.

تحدث بلال فضل عن أن مناهج بعض المدارس تدرس التاريخ البريطاني والفرنسي بدلاً من التاريخ المصري، وأخرى لا تسمح للتلاميذ باصطحاب مناهجهم الدراسية وكتبهم إلى خارج المدرسة، حتى يأتي اليوم الذي يصبح الأبناء فيه كالغربان البيض، فلا هم يشعرون بانتمائهم للوطن ولا يشعر أبناء جلدتهم أنهم منهم، ولا يشعرون بالانتماء والانخراط التام في مجتمع الآخر الذي سيظل ينظر إليهم على أنهم غرباء.

والخبر الثاني عن انتحار تلميذة بالإعدادية حتى لا تذهب للمدرسة، والثالث عن إلقاء طفلة في الإبتدائية بنفسها من نافذة الفصل خوفًا من ضرب مدرستها الذي يتكرر يوميًا.

أما الخبر الرابع فقد كان ينتظرني هذا الصباح في الحياة اليوم أيضًا، حيث نوقشت قضية مديرة إحدى مديريات التعليم بالدقهلية التي استنكرت ضرب أحد المدرسين لتلميذ بالخرطوم، فما كان منه إلا أن اعتدى عليها بالسب والإهانة وعندما صعدت الموقف شهد الجميع مع المدرس خوفًا على سمعة المدرسة.

إلى أين يذهبون بنا وبأبنائنا؟

إلى أين يسير هذا المجتمع؟!!!

هل نسير نحو الذروة التي يأتي بعدها الانفراج أم نهوي وبسرعة هائلة نحو الهاوية؟

٢٤‏/٠٢‏/٢٠٠٩

بطاقة حب


استيقظت منتشية؛ يملؤها شعور بالأمل والحب والتفاؤل، شعورٌ أدهشها. ظنت أنها اليوم تحديدًا ستصحو وقد طفا حزنها على السطح؛ ذلك الحزن الذي لم تتمكن من التعبير عنه منذ شهور.

خرجت للشرفة التي تطل على الميدان الواسع الشهير، وجلست تتأمل المارة علّها تجد فيهم شيئًا يزيد من سعادتها. كان الميدان مزدحمًا كعادته في ساعات الصباح الأولى. في الشارع القديم، تقبع المدرسة العريقة تنتظر طلابها وطالباتها ليوم دراسي جديد، وهنا الطريق المؤدي إلى الجامعة. تسير أفواج الصبايا والشباب في الميدان ضاحكين متطلعين للحياة بعيون فيها من الأمل ما قد يملأ الدنيا بأسرها، أمل من لا يعلم المستقبل. يرتدي بعض المارة ثيابًا حمراء، ويحمل بعضهم ورودًا حمراء. في طرف الميدان، يظهر بعض الزحام حيث كشك الورود الصغير يزهو بزبائنه في هذا الصباح المميز.

في حجرتها امتدت يداها إلى الصندوق الكبير الذي تحتفظ به أسفل ثيابها. تحتفظ في هذا الصندوق بكل متعلقاتها وأوراقها وذكرياتها، ذكرياتها الجميلة التي لا تستطيع أن تصفها بأنها ذكريات قديمة لأن الذكريات لا تصبح قديمة إلا إذا ذهبت طي النسيان؛ أما ذكرياتها هي فلم تنس وربما لن تنسى قط. افترشت هداياه وبطاقاته ظهر الفراش في شكل تكرر كثيرًا في الأيام الأخيرة. في محاولةٍ منها لترتيبها، جعلت تُمسك بكل هدية وتتحسسها كما لو كانت طفلاً جميلاً، ثم تقرأ البطاقة المرفقة بها بعينين تومضان بسعادة غامرة. كانت تستعيد كل لحظة مضت مع كل هدية تفض غلافها وتقرأ بطاقتها. مرت عيناها على بطاقات كثيرة؛ بطاقاتٍ مست روحها، لكنّ عيناها تعلقت بإحداها دون الأخريات. قرأتها المرة تلو الأخرى وتقلصت يداها على أطرافها كما لو كانت ستمزقها. على وجهها ارتسم تعبير مفزع لا تفسير له.

قالوا لم نرك تحب أحدًا كما أحببتها
قلت لم أر قبلها من يستحق
قالوا لم عاش حبكما طويلاً؟
قلت لم أر تربةً ترعى حبي كما رعتها
قالوا ألم يتسرب إليك الملل؟
قلت وهل يمل المرء من روحه؟

هي الأم التي تحنو وترعى
والأخت التي تساند وتدعم
والصديقة التي تشارك وتسمع وتتفهم
والحبيبة التي تعشق وتغرم

بل هي الهواء والماء


أصابتها رعشة، فاستلقت في فراشها محمومة. أخذتها غفوة قصيرة فزعت بعدها في حركة مفاجئة. وامتدت يداها تعيد كل ما أفرغه الصندوق من ذكريات.

في ركن الصندوق الأيمن، قبعت ورقة كبيرة تجاهلتها: ورقة رسمية بعثها لها مع رسالة قصيرة ينبأها فيها أنه يأسف على كل شيء، لكنه لم يعد قادرًا على الاحتمال فقد أصبح يشعر بالملل.

٠٥‏/٠٢‏/٢٠٠٩

قطار



الدنيا مجرد قطار يتوقف بنا ليصعد أناس ويهبط آخرون، نلتقي ببعضهم

بنظرة لحظة اللقاء، ونمضي أوقاتًا أكثر مع الآخرين حتى نظن أننا لن نفارقهم، ولكن لكل منا ساعة يحين فيها وقت مفارقة القطار

٢٣‏/٠١‏/٢٠٠٩

جرح في يدي





بالأمس جرحت يدي بالسكين وأنا أطهو، جرحًا لا يكاد يُذكر؛ جرحًا سطحيًا ضئيلاً. غسلت الجرح وضمدته، ونسيت الأمر برمته، لكن في منتصف اليوم كنت أتناول ثمرةً من البرتقال؛ فأحسست بألم شديد بسبب عصير البرتقال.

هل لاحظت الأمر؟ لقد عبرت عن ألمي بأنه "شديد".

هل أعرف أنا الآمنة المطمئنة، أنا التي أنام بعمق في دفء وشعور بالأمان معنى الألم؟! أو فلنقل معنى الألم الشديد!

إن من يعرف معنى الألم هم هؤلاء البؤساء، هؤلاء الذين لم يكونوا يعرفون غير زراعة البرتقال والزيتون، أولئك البسطاء الذين لهم حق الحياة مثلنا.

عندما عاد الفريق النرويجي إلى أوسلو، عرض أحدهم صورة ربما لا أنساها حتى يومي الأخير؛ صورة لطفل أو طفلة – لم يمكنني معرفة ذلك من كثرة الدماء - ما بين السادسة والعاشرة، في ظهره حفرة عميقة لا يقل قطرها عن 10 سنتيمترات..... نعم حفرة عميقة.

إن غالبية الشهداء من الأطفال – ليس فقط لأنهم يستهدفون المدنيين في قصفهم - ولكن لأن أجساد الصغر لا تتحمل الألم ولا حجم الشظايا التي تتلقاه أجسادهم البضة ولا الفوسفور الأبيض.

اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وانصرهم نصر عزيز مقتدر...
اللهم اكتب لهم أجر الصديقيين والشهداء والصالحين وارزقهم صحبة النبيين والأبرار وكفى بذلك رفيقًا...
اللهم أبدلهم بدنياهم الظالمة جنة الفردوس الأعلى؛ جنةً عرضها عرض السموات والأرض بعدلك وكرمك وعفوك يا أرحم الراحمين...
اللهم انتقم من اليهود ومن والهم ومن أيدهم على أبناء جلدته
اللهم اأحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا يا منتقم يا جبار يا الله ....

شر البلية ما يضحك: "قال الأستاذ للتلميذ: قف وأعرب يا ولدي الجملة التالية: "عشق العربي أرض فلسطين". وقف الطالب وقال: عشق: فعل صادق مبني على أمل يحدوه إيمان واثق بالعودة الحتمية، والعربي: فاعل عاجز عن أن يخطو أي خطوة قي طريق تحقيق الأمل وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها، وأرض: مفعول به مغصوب وعلامة غصبه أنهار الدم وأشلاء الضحايا وأجساد القتلى، وستون عاما من المعاناة. فلسطين: مضافة إلى أرض مجرورة بما ذكرت من إعراب أرض سابقًا".

١٥‏/٠١‏/٢٠٠٩

المقاطعة خيار استراتيجي


قرأت على موقع msn Arabia أن بعض الشركات التي ننادي بمقاطعتها نفت أنها تمول اسرائيل مثل شركة ماكدونالدز، وستاربكس وأكدت أن كون الرئيس التنفيذي للشركة الثانية يهوديًا لا يعني أن هذا توجه الشركة كإدارة، وبغض النظر عن كون هذا الكلام صحيحًا أم لا، فإن المقاطعة خيار استراتيجيي اقتصادي وطني يستطيع أن يؤكده لك أبرز الاقتصاديين. فإن فروع هذه الشركات في الدول العربية هي جزء من مكاسب الشركة الأم التي تدفع الضرائب للحكومة الأمريكية والتي بدورها تساعد اسرائيل علنًا وعلى رؤوس الأشهاد. ولأن أمريكا هي دولة رأسمالية فإن الخسائر المتتابعة لهذه الشركة أو تلك ستجعلها تمارس ضغطًا قويًا على الحكومة الأمريكية وعلى الكونجرس الأمريكي وبالتالي تؤثر على قرار مساعدتها لاسرائيل.... وهذا بفرض أن ما قالته هذه الشركات أمر صحيح.

١٤‏/٠١‏/٢٠٠٩

لو لم أكن مصرية


أحب مصر


أحبها بكل ما فيها من مساوئ وعيوب


أحبها بكل ما فيها من فساد ذمم وضمائر


أحبها وأؤمن أشد الإيمان بأن العيب فينا وليس فيها


أحبها وأعلم أن في شعبها الخير إلى يوم الدين


أحبها وأحب شعبها وأعلم أنه سيتغير سريعًا لأن في أصله الخلق الحسن والطيبة والعزة والكرامة


أحبها وأتمنى أن أراها وأرى جميع البلاد الإسلامية التي أرى كلاً منها وطنًا ثانيًا لي أجمل بقاع الأرض وأفضل بلاد الدنيا
أحبها على الرغم من عدم نشأتي فيها
أحبها ولا أرى لنفسي مكانًا غيرها


ومع كل هذا الحب، الآن أفكر ماذا لو لم أكن مصرية


لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون فلسطينيًا أموت من أجل عقيدتي وديني ووطني وأبعث مع الشهداء ويكتبني التاريخ بسطور من ذهب كرمز للشرف والعزة والكرامة


لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون فنزويليًا أفخر بمن يرأس دولتي وأتباهى به وبقرارات بلادي





مشهد يتكرر عبر التاريخ:


في مسلسل أم كلثوم دار حوار بين أتباع سعد زغلول وبين معارضيه.... قال معارضوه أنه أهوج ويقف في وجه بريطانيا الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس، وأننا لا يجب أن نتهور بل يجب أن نتمسك بالسلام


وقال مؤيدوه هل علينا أن نصبر بعد أربعين سنة من الاحتلال، وبعد أن أصبح الملك دمية في أيديهم؟


الآن هل يذكر أحدكم أحد معارضيه؟ أما ذلك الشاب الأهوج في ذلك الوقت، فقد سُطر اسمه بحروف من ذهب..... وكانت حركته من بدايات وبذور التحرير



والآن تقف حماس وكل شعب فلسطين الحبيب في وجه أمريكا القوة العظمى وطفلها المدلل، وبكل قوة يحركون دمى كثيرة، فهل لي أن أتساءل يا ترى من الذي سيتذكره التاريخ؟ ومن الذي سيستطيع أن يقف في وجه ربه؟

فقط حاول أن تشاهد


أهل فلسطين أهل الرباط 3 من 3



قاطع


هذه بعض أسماء الشركات التي علينا مقاطعتها وأسماء بدائلها ولأنني لم أستطع طباعة الجدول هنا كاملاً، أدرجت الأسماء فقط..... ومن أراد جدول المقاطعة كاملاً عليه فقط أن يطلبه وسأرسله فورًا


إيميلي




تذكر أن المقاطعة أمر فعال فلا تكونن يد اليهود على إخوانك



ملحوظة: لقد أعددت هذه الأسماء بنفسي وتأكدت من كل الشركات من مواقعها الرسمية ولم أكتف بجداول المقاطعة القديمة




المقاطعة

شركة كوكا كولا ومنتجاتها فانتا وسبرايت
وشركة بيبسي ومنتجاتها ميرندا وسفن أب

وبقية منتجاتها من المياه دساني وأكوا

منتجات البشرة من كريم وصابون وشامبو

صابون لوكس وبالموليف وشامبو برت بلاس وصانسيلك وبانتين

صابون ملابس آريال وتايد

معجون أسنان كولجيت وكلوس أب وسيجنال

بامبرز وأولويز وشركة فاين

مطاعم بيتزا هت وماكدونالدز وكنتاكي

باسكن روبنز


كافيه ستار بكس وكوستا كوفى


زبدة لورباك

شركة نستله ومنتجاتها من نسكافيه وكيت كات ونيدو

شركة مارس ومتنتجاتها من إم آند إمز وتويكس وباونتي وسنكرز

وكذلك شركة هوستس ومنتجاتها من هوهوز وغيره

شركة كوداك

فاجور وجنرال إليكتريك

شركات الكمبيوتر إتش بي وإنتل

شركة فورد وشيفروليه وكابريس وكاديلاك

موبايلات ألكتل وموتورولا



البدائل
هذه بعض البدائل وهناك بدائل أكثر في كل محلات السوبر ماركت، فقط حاول حتى تلقى الله وقد فعلت شيئًا ما


راني والعصائر الطبيعية وفيمتو وإذا اضطررتم للمشروبات الغازية على الرغم من مضارها المتعددة كهشاشة العظام فهناك سبورت كولا وهي شركة كندية أو منتجات شركة الرجيح وهي شركة سعودية من بي كولا وليندا وفيزي وفيروز (وبالمناسبة شراب الشعير مفيد) أو شركة سناكل وهي شركة ألمانية ومياه بركة أو صافي وكل هذه المشروبات متوفرة في السوبر ماركت كالمحمل وأولاد رجب وخير زمان ومترو


شامبو وصابون دوف وصابون فا وكريم دوف ونيفيا

صابون برسيل وأومو وأوكسي

معجون أسنان سنسوداين


زينة وفلورا وبابي جوي وبرايفت وسندريلا

كل المطاعم المصرية مثل كوك دوور ومؤمن وبيتزا كنج وأبو شقرة وتيبستي

أي محل مصري مثل سلطانة أو أي كافيه

وسيلنترو وبونا بيتي وبينوس

أي زبد أو سمن من شركات مصرية

نسكافيه بونجرنو ومصر كافيه وهما شركتان مصريتان وهنتز وهي شركة ألمانية

بالنسبة للحلويات هناك العديد من الشركات المصرية والسعودية والعربية والتركية المتاحة

شركة فوجي فيلم

شركة مولينكس

شركات الكمبيتر وآلات التصوير كانون وإبسون وتوشيبا

شركة فولكس فاجن ومرسيدس وهوندا وهيونداي وكيا موتورز ودايوو وتويتا

موبايلات سوني إريكسون وسيمنز وسامسونج ونوكيا





أهل فلسطين أهل الرباط 2 من 3


إن كنت قد اقتنعت بما ورد في مقالي الأول فإليك بعض الوسائل لنصرة آل غزة ونصرة أهل فلسطين كلهم، وينطبق على أي بلد مسلم



واجبات الفرد:

1. نصر الله في أنفسنا ونصر الأمة بالتزامنا بمنهج الله وإقامة الفرائض والشرائع وتقواه.
2. الإيمان الشديد بالقضية ومتابعة الأخبار لكيلا تموت وتضعف في قلبك.
3. تنمية روح الأخوة بيننا وبين إخواننا المجاهدين "إنما المؤمنون إخوة".
4. تحري أوقات الإجابة والدعاء لهم بأن ينصرهم على عدوهم وعدونا.
5. قيام الليل بركعتين على الأقل والدعاء لهم ولنا بنصر الأمة الإسلامية.
6. الجهاد بالمال والإنفاق في سبيل هذه القضية بكل الوسائل عن طريق نقابة الأطباء أو لجنة الإغاثة الإسلامية أو منظمة الأنرو أو عن طري أي منظمة ذات ثقة، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا"، وهذا ليس بغزو لفتح بلاد جديدة وإنما هو دفاع عن بلد مسلم مغتصب، فهل تعلم أن الجهاد الآن فرض عين على كل مسلم ومسلمة وليس بفرض كفاية، بمعنى أننا سنحاسب عليه وبما أن الطرق مغلقة في وجهنا فليس أمامنا إلا هذه الحلول.
7. المقاطعة الإقتصادية الفعالة للتضييق على عدونا أمريكا وإسرائي أولاً ولرفع اقتصاد بلادنا من جهة أخرى ولا يقولن أحدكم أن هناك مصريين يعملون بهذه الشركات فهؤلاء إذا ما ارتفع اقتصاد البلاد سيعملون في شركات أخرى يكون عطاؤها لنا وليس لهم، والمقاطعة سلاح فعال منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام عندما قوطع من قريش أول الدعوة وعندما فعلها المسلمون مع قريش وتجارتها بعد ذلك.
8. التعريف بالقضية شفهيًا لكل من حولك من أصدقاء وزملاء وأقارب وجيران.
9. تفعيل أي طريقة في سبيل القضية من إرسال إيميلات أو كتابة في مدونات أو رسائل للسفارات والمثقفين أو الخروج في مظاهرات سلمية وفعاليات وأنشطة مؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه.
10. إعلاء روح الجهاد في النفس بقراءة آيات الشهادة وقصص الشهداء وفضلهم.
11. قراءة سورة الفتح يوميًا بنية النصر لإخواننا في غزة.

واجبات الأسرة:

1. المقاطعة الإقتصادية الفعالة على كل طلبات المنزل والأسرة وملابس وأدوات.
2. قراءة سورة الفتح يوميًا بنية النصر لإخواننا في غزة.
3. تعريف الأجيال الناشئة من أبنائنا وبناتنا بأصل القضية.
4. وضع حصالة في البيت باسم حصالة فلسطين يضع فيها كل ابن وابنة وطفل وطفلة ما تيسر من يومه فيها ونخرجها نهاية الأسبوع لنصرة إخواننا.
5. الاجتماع يوميًا للدعاء لهم ولو لعشر دقائق.
6. التوصية بالقراءة في التاريخ ومعرفة حقيقة القضية وعدم اتباع كل ما يقوله الإعلام دونما تفكير، مثل كتاب تاريخ فلسطين المصور لد. طارق السويدان.





١٣‏/٠١‏/٢٠٠٩

أهل فلسطين أهل الرباط 1 من 3


عذرًا لكم، أعلم أن الموضوع طويل للغاية لكنني أرجو منكم بل أستحلفكم بالله أن تكلفوا نفسكم فقط عناء قراءته. لا أريد أي تعليق لمن لا يريد أو لا يجد وقتًا لذلك، فقط أريدكم أن تقرؤوه ثم لكم أن تختاروا تصديقه أو تكذيبه.


منذ يوم السبت الذي بدأت فيه حرب غزة وأنا أشعر بكآبة، بل بتعاسة وحزن شديدين. ألوم نفسي إن ضحكت أو رفهت عن نفسي أو تنزهت مع أصدقائي. أتذكر يوميًا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " من بات آمنًا في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا". نحن آمنون مطمئنون وهم خائفون مذعورون، نحن معافون وهم جرحى ومصابون، نحن شبعى وهم جوعى، نشعر بالدفء والأمان وهم يبيتون في المدارس والأبنية المهدمة والعراء، نحن سعداء وهم ثكالى حزاني ومكلومون. ماذا لديهم من أصل السعادة كما وصفها نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام؟! لا هم آمنون في سربهم، ولا هم معافون في أبدانهم، ولا عندهم قوت يومهم ولا ماء ولا دفء وكهرباء!

ربما تراودنا الكثير من الأسئلة والشبهات حول حقيقة الأمر، لكن هل يحاول الكثير منا معرفة حقيقة الأمر؟ لقد أمسكت بنفسي وأنا أحاول إعداد جدول للبضائع التي علينا مقاطعتها، وأنا أحاول معرفة جنسية بعض البضائع للمرة الأولى مع أنني أجيد البحث على شبكة الإنترنت وأقضي الكثير من وقتي في الجلوس إلى الشاشة الصغيرة، فلم لم أكلف نفسي سابقًا عناء البحث؟!!

منا من يحاول الإجابة عن تساؤلاته بالبحث والمعرفة والقراءة، ومنا من يكتفي بسماع الأخبار من قنوات محدودة أو متنوعة، أو بسماع آراء الناس، ومنا من لا يكلف نفسه معرفة حقيقة الأمر ولا حتى مناقشته، لأن الأمر لا يعنيه بل يكفيه ما هو فيه من البحث عن لقمة العيش وتجهيز مدخرات الزواج - وهو بيت القصيد بالمناسبة - فهو غرض جميع الأنظمة العربية العزيزة الكريمة. غرضها أن تلهينا بأنفسنا عن أي شيء سوانا فلا نستطيع وسط لهاثنا خلف تحقيق أدنى المتطلبات أن نرى أو نعقل ما يحاك لنا من أعداء أمتنا بالتواطؤ مع بعض من أبناء جلدتنا وديننا كأنظمة شديدة العدل، أو مؤسسات إعلامية ذات مصداقية عالية، والعجيب في الأمر أن المؤامرة ليست أمرًا دبر بليل، بل هو تدبير علني على رؤوس الأشهاد!!!!!!!!!

تتنوع التساؤلات والشبهات التي تراودنا لكنها في المجمل تعمل على برمجة عقليتنا برمجة معينة تصل إلى نقطة محددة هي: "وإحنا مالنا" أو "لا نستطيع مجابهة اسرائيل ومن خلفها أمريكا وأوروبا" وما إلى ذلك، وتلك التساؤلات هي ما يريد الإعلام منا أن نصدقه ومن ورائه – خاصة إذا كان إعلامًا حكوميا - الحكومات العربية المجيدة.

هل تتذكرون ذلك الفيلم القديم الذي كان فيه الفنان عبد المنعم مدبولي طبيبًا نفسيًا وكان يعالج أحد مرضاه بجملة يجعل المريض يكررها على نفسه: "أنا مش قصير قزعة أنا طويل وأهبل". هذه التقنية هي بالضبط التقنية التي تستخدمها الحكومات مع شعوبها، فكومة الولايات المتحدة تفعل ذلك، فيصدق السواد الأعظم أن المسلمين إرهابيون وأشرار، وكذلك الحكومات الأوروبية، أما الحكومات العربية فهي تقمع الشعوب من جهة، وتلهيها يالتفاهات والموضة والأغاني والفساد والبحث عن لقمة العيش من جهة، ثم في النهاية تدعي المذلة والمسكنة وقصر ذات اليد من جهة ثالثة عبر وسائل الإعلام فماذا يمكن أن نفعل أمام اسرائيل وأمريكا سوى أن نمنحهم غازنا وخيراتنا ونستورد منهم لننمي اقتصادهم ما حيلتنا؟

هل شاهد أحدكم مسرحية "ماما أمريكا"؟! مجرد سؤال.

هل نعود للأسئلة والشبهات؟ الأسئلة هي:

هل باع الفلسطينيون أرضهم؟
هل علينا أن نحمل حماس المسؤولية عن أحداث غزة؟
هل قناة الجزيرة هي عدوة مصر اللدودة، لذا فهي لا يجب أن تمتع بالمصداقية من وجهة نظرنا؟
هل نحن بقدر اسرائيل وهل نستطيع الوقوف بوجهها؟
هل عدم فتح معبر رفح من أجل أمن مصر أولاً، ولعدم إراحة اسرائيل من مشاكل غزة؟
لم لا يقدر العالم الإسلامي والعربي كل ما فعلته مصر من أجل قضية فلسطين؟
ما هو الهدف السلام أم المقاومة؟
هل قتل الفلسطينيون ياسر ذلك الضابط المصري على الحدود؟


سأستميحكم عذرًا على تأجيل الأجوبة للنهاية.

في كتابه الرائع "فلسطين التاريخ المصور"، تحدث د. طارق السويدان – بمعاونة فريق ضخم للبحث – عن تاريخ فلسطين منذ الكنعانيين وحقيقة بني اسرائيل مرورًا بالفترات التي مرت على الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا.

وإذا ما تأملنا تاريخ بل تاريخ الأمم الأخرى كبني اسرائيل سنجد أنه يعيد نفسه، ليس مرةً أو اثنتين، بل مرارًا وتكرارًا علّنا نتعلم، ولأننا لسنا شطارًا والتكرار لا يعلم إلا الشطار، فإننا وفي كل مرة نكرر ذات الخطأ ونقع في ما وقع فيه أسلافنا.

ففي نهاية الدولة العباسية، تمزقت الأمة جراء الفساد والبعد عن الدين القويم، والتفات السلاطين والخلفاء إلى اللهو وانغماسهم في الظلم والجور، وباتت الأمة كغثاء السيل لا علم ولا أدب ولا مكانة، وظهرت دويلات صغيرة عديدة كالدولة الخوارزمية في الشرق، والإخشيدية ثم الطولونية ثم... الأيوبية في مصر، وظلت الخلافة العباسية مجردة صورة هزيلة ضعيفة قضى عليها المغول بمقتل آخر الخلفاء المستعصم وتدمير عاصمة وحاضرة الخلافة بغداد. وبذلك تكالبت المصائب على الأمة من حملات صليبية جديدة من الغرب على بيت المقدس وعلى مصر "الحملة الفرنسية الأولى أو ما سميت بالحملة الصليبية الخامسة عام 1221م، ثم الحملة الصليبية السابعة عام 1250م والتي كانت بقيادة لويس التاسع حيث منيتا بهزيمة منكرة، وسجب لويس بسجن المنصورة في عهد الدولة الأيوبية وتحديدًا في عهد آخر سلاطنها الملك الصالح – حقًا – نجم الدين أيوب بقيادة مماليكه أيبك وقطز وأقطاي وبيبرس" ومن زحف تتري مفزع من الشرق، زحف أكل ودمر الأخضر واليابس.

وبعد الكثير من المآسي والدماء والتواطؤ والخسة والخداع، قيض الله للأمة فارسين هامين أزاحا الغمة: سيف الدين قطز الذي أوقف زحف الجحافل التترية في عين جالوت، ومن بعده الظاهر بيبرس الذي طارد الصليبين حتى النهاية.



ثم رويدًا رويدًا، ارتفع شأن الأمة وعلت هامتها وقامت الخلافة العثمانية - وهو ما قالوا لنا بأنه احتلال عثماني - فارتفع بها شأن المسلمين ومنها محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية "استانبول" وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" الراوي: بشير الخثعمي المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/221خلاصة الدرجة: رجاله ثقات

وظلت الدولة شامخة قوية حتى ضعفت بعد قرون وسرى الفساد والظلم والجور من ولاتها على الرعية، وأصبحت رجل أوروبا المريض، وهكذا وبتواطؤ من أشقائه وبعض من قرابته وحاشيته، استطاعت أوروبا خلع آخر سلطان فعلي وهو السلطان عبد الحميد المؤمن التقي الشريف لرفضه بيع فلسطين إلى اليهود.

ثم بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ألغيت الخلافة واستقلت تركيا بقيادة أتاتورك الذي نكل بالإسلام فألغى الحجاب وغير حروف اللغة من الحروف العربية إلى اللاتينية، وقسمت الكعكة الكبيرة على دول أوروبا فتولت فرنسا الشام والمغرب الأقصى- بعد أن حاولت سابقًا في مصر بقيادة بونابرت لكنها منيت بالفشل في معركة أبي قير الشهيرة – واستولت بريطانيا على مصر والسودان، وظفرت إيطاليا بليبيا، أما فلسطين فكانت هي القطعة الأحلى في الكعكة وكانت أرض الميعاد ووعد بلفور لأخس الشعوب، حيث أن اليهود – بعد ظهور الصهيونية - كانوا يلحون في إنشاء دولة لهم ويعقدون المؤتمرات ويصدرون البيانات، ولأنهم كانوا وما زالوا صنفًا عجيبًا من البشر، فقد كانت أوروبا تتمنى الخلاص منهم، وكانوا قد بدأوا يملؤون الدنيا عويلاً على ما فعله هتلر بهم في محارق الهولوكست التي كذبتها بعض الآراء من الأساس.

وهكذا استطاعت أوروبا من تمزيق الأمة، لكن ولأن الأمة كانت حديثة العهد بالأمر، ظلت الشعوب على قلب رجل واحد، وبعد سنوات كان وعد بلفور – وعد من لا يملك لمن لا يستحق – بإنشاء دولة لليهود، فبدأت الهجرة في غفلة من الجميع وساهم الاستعمار الذي كان الجميع يرزأ تحت وطأته في الأمر، فلم يستفق المسلمون إلا عام 48 عندما أعلن إنشاء الدولة بالفعل فهب الجميع لإنقاذ إخوتهم في الإسلام والعروبة، ولم يقل أحد "وإحنا مالنا" أو "مالناش دعوة"، وكان الأبرز هو جيش مصر حيث أنها كانت تتمتع بسيادة وطنية وحكم ملكي من أحد أبناء البلد نوعًا ما.

ولكن مع كل الفساد ظهر ما عرف فيما بعد بقضية الأسلحة الفاسدة، وعلى الرغم من الانتصارات التي كانت قد أحرزت، أجبر الجميع على التراجع، وترك الفلسطينيون وحدهم، وأُضيع دم الشهداء، وذهبت حرب فلسطين أدراج الرياح.

ثم بعد عدة سنوات، اكتفى المستعمرون من الخيرات، وأخذت الدول تقاوم الوجود الاستعماري فانسحب الاستعمار دولة دولة، واستقلت دول المنطقة واحدة تلو الأخرى في وقت متزامن تقريبًا، لكن الأمر لم ينته، بل بدأ فصل آخر.

استقلت الدول، وبدأ أبناؤها في حكمها وبدا أن الحلم في سبيله للتحقق، لكن الدول العظمى كانت تريد الاستفادة من بلادنا ولو على البعد. ولأن العرب ظلوا على ولائهم، وظلت فلسطين هي همهم الوحيد، وفي ظل حلم عبد الناصر بالوحدة العربية، بدأ القلق يساور الغرب خاصة في ظل ظهور عبد الناصر كبطل قومي عربي تحبه العديد من الشعوب. ولأنه كان يتشدق بقوته وبعدم مخافة أحد، كان العدوان الثلاثي ضروريًا خاصة بعد تأميمه لقناة السويس واتفاق مصر مع السوفيت على الأسلحة المتطورة. وفي لحظة تعاونت فرنسا وبريطانيا مع اسرائيل، لكنه فشل بفضل الله ثم التحام الجيش والشعب ووقوف السوفيت بجوار عبد الناصر. ثم كانت حرب 67 التي كان من أسبابها الرئيسية وقوف مصر بجانب سوريا ضد اسرائيل، وكان من جرائها احتلال اسرائيل لكامل دولة فلسطين والجولان وسيناء.........

ومن بعده تولى السادات الحكم فدخل الحرب ضد اسرائيل وانتصر، لكنه أُجبر على التوقف وتوقيع معاهدة السلام التي برغم عدم موافقتي عليها، أتفهم موقفه. فقد وجد الرجل فيها نفسه وحيدًا.

ومن بعدها وإلى اليوم كانت الأنظمة العربية تقبع في كراسي الحكم لا لبناء البلاد والشعوب وإنما لمصالحها الذاتية فدول الخليج والأردن دول ملكية يتوارثها الأبناء كما لو كانت من ضياع أجدادهم، والدول الجمهورية في سبيلها إلى ذلك حيث ورث بشار أبيه، وسار جمال على دربه.

الأنظمة العربية اليوم ما هي إلا دمى ماريونت تحركها أمريكا واسرائيل ومن خلفهما أوروبا لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، والأنظمة نفسها مستفيدة من القوة والنفوذ والمال.

وإذا رغبتم في مناقشة التساؤلات التي أوردتها في البداية أقول:

أولاً: علينا أن نعلم جيدًا أن الفلسطينيين لم يبيعوا أرضهم، وأنها أكذوبة روجها الخونة والأنظمة العميلة للحد من التفاعل والتعاطف الشعبي، وأنه إن كان الأمر صادقًا فإن من باعها قد قبض ثمنها وتركها أما هؤلاء فهم من لم يرتضوا التفريط في حقهم ولا وطنهم. وإذا أكملنا التفكير بأن الافتراض صحيح، فإن نصف من باعوها سيكونون إما جاهلين بأن المشترون يهود أو أنهم محتاجون أو مجبرون. والدلالة الأولى على ذلك ما أثير من قبل فب البرامج الإخبارية كالعاشرة مساءً والطبعة الأولى عن بيع الدولة بعض الأراضي ليهود اسرائيلين، وعن بيع الشباب لأراضيهم في شرم الشيخ ليهود عوزًا وحاجة، أو إحباطًا وضعف انتماء. لا يمكننا أن نحاسب الشعوب على تفريط حكامها وخطأ قلة منها. أما الثانية فهي حديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي لا يقوله النبي أبدًا عن خائن أو عميل: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"

الراوي: أبو أمامة المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/823خلاصة الدرجة: إسناده صحيح

ثانيًا: هل علينا أن نحمل حماس المسؤولية عن أحداث غزة؟

حماس جاءت إلى السلطة بعد انتخابات نزيهة، لكن الدول الغربية ومن قبلها العربية حاربتها بكل ما أوتيت من قوة لم؟ لأن مرجعية حماي هي مرجعية إسلامية وهم ما يخيف اسرائيل وأمريكا فتخيف الأنظمة العربية وتجبرها على التواطؤ معها، وليست حماس هي الوحيدة صاحبة التاريخ المشرف في المقاومة وإنما كان هناك الجهاد والحركة الشعبية لتحرير فلسطين وبعض أعضاء حركة فتح - عدا أبو مازن الذي لا يستحق حتى أن نضيع وقتنا بالحديث عنه –

ومن قبل وجود حماس في الأساس هل كانت اسرائيل تعمل الفلسطينيين برقة ولطف؟ نعم والدليل مذبحة صبرا وشاتيلا.

وبعد وجود حماس لكن قبل وصولها للسلطة هل كانت اسرائيل هادئة؟
لا أدري كيف نصدق ما يقوله لنا الإعلام؟

ثالثًا: هل قناة الجزيرة هي عدوة مصر اللدودة، لذا فهي لا يجب أن تمتع بالمصداقية من وجهة نظرنا؟

لن أدافع عنها بكلمة لكنني أريد لكم أن تتابعوا إعلامًا ذي مصداقية كالعاشرة مساءً أو الطبعة الأولى أو قلم رصاص. إن هذه البرامج الثلاث هي برامج مصرية لكنها ذات مصداقية جيدة، لكن أن تتابعوا إعلامًا حكوميا يردد ما تردده الحكومة كبرنامج البيت بيتك فهو ضعف بين وسوء اختيار لن يوصلك أبدًا للحقيقة.

رابعًا: هل نحن بمأمن من اسرائيل؟
لسنا بمأمن أبدًا لأن التاريخ الحديث يتكلم، فعندما حورب الأفغان من أمريكا بغرض حرب القاعدة لم يحرك أحد ساكنًا، وعندما دخلت أمريكا العراق، لم يتفوه أحد وعندما يأتي الدور على مصر لن يحرك أحد سبابته قيد أنملة، وسيأتي الدور على الجميع، ونكون كما قال الثور الأسود في قصة كليلة ودمنة "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"

خامسًا: هل نحن بقدر اسرائيل وهل نستطيع الوقوف بوجهها؟

لا أعلم حقًا وضع الجيش، لكنني أعلم أن جند مصر هم خير أجناد الأرض، وأن الله قال وقوله الحق: "انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" وأنه "كم من فئةٍ قليلة غلبت فئةً كثيرة" كما انتصر الأفغان على روسيا وحزب الله على اسرائيل.

ولمن يخاف من استخدام اسرائيل القنابل النووية أقول لن يمكنها ذلك بل إنها لا تجرؤ على فعل ذلك لأن مساحة تأثير القنبلة النووية ستطولها لأننا في دول متجاورة ومتقاربة للغاية، وهو أمر علمي تستطيع التأكد منه.

أخيرًا: هل قتل الفلسطينيون ياسر ذلك الضابط المصري على الحدود؟

لا أريد أيضًا الجدال في الأمر على الرغم من أن القصة عن لسان المسؤولين المصريين تؤكد أن الفلسطينيون كانوا يريدون الاحتماء بالحاجز المصري، فبدأهم الجانب المصري بإطلاق النار.

لكنني فقط أتساءل لم لم نثر عندما قتل أحد الجنود ومن قبلها آخر برصاص اسرائيلي، وكان بيان حكومتنا البهية أن الرصاص كان عن طريق الخطأ؟ أنا أتساءل فقط!




المواقع التي استعنت بها:

ويكيبديا
كتاب فلسطين التاريخ المصور
موقع dorar.net موسوعة الأحاديث النبوية
بدون تعليق


"الناس اللي بتنادي إننا لازم نطرد السفير الاسرائيلي، طيب إحنا لما نطرد السفير ونكون عايزين نقول لاسرائيل لو سمحت خفي عن إخواتنا في فلسطين شوية نقول لمين؟"
تامر بسيوني البيت بيتك

"لما نفتح معبر رفح والفلسطينيين يدخلوا يروحوا فين ونودي المصريين فين"
خيري رمضان البيت بيتك

"المقاومة ليست هدفًا بذاتها وإنما السلام هو الهدف الأساسي الآن" محمود عباس

"إن الدم الفلسطيني ليس رخيصًا ولا مستباحًا" مبارك

"لا نستطيع التحكم الكامل في معبر رفح وإنما تتحكم فيه الدولة المحتلة ولها السيادة عليه" مبارك

"لم نسمح بدخول الأطباء العرب أو الأجانب خوفًا عليهم لأن الطريق غير آمن"
حاتم الجبلي وزير الصحة المصري

"ليس ذنبنا أن المصريين يجبوننا أكثر من الفلسطينيين" شيمون بيريز

"نحن نحترم حياة أي إنسان" أولمرت

"نحن نحارب الإرهاب ولا نطالب المدنيين بمغادرة غزة وإنما باللجوء للمناطق الآمنة" ليفي

"ليس هناك مكان آمن في غزة" مسؤول مؤسسة الأونرو في غزة

٠٩‏/١٢‏/٢٠٠٨

يوميات أنثى في مجتمع ذكوري ج 5 الأنثى المطلقة أو الأرملة


في سيرته الذاتية، ذكر الفاجومي أو "أحمد فؤاد نجم" أنه كان يغضب للغاية عندما ينعته أترابه الصغار في القرية بأنه – وعذرًا في اللفظ - "تربية مرا" وأنه كان يوسع من يقول ذلك ضربًا.

كان يقول أنه يرى أن أمه كانت أجدع من مية راجل، وأن هذه المقولة تعني أن تربيته تربية غير جيدة.

ومنذ ما لا يزيد عن أسبوعين كنت أشاهد برنامج " آدم" على قناة "mbc" وكانت هناك مقابلة مع الممثلة السورية سلمى المصري، وذكر هذا اللفظ عرضًا من ابنة أختها الممثلة ديما بياعة.

وعندما تفكرت قليلاً في الأمر تعجبت لأن هذا المفهوم موجود في مجتمعاتنا المسلمة ومن أين جاءت أساسًا، ما الشاهد أو الدليل عليها؟

سيدنا موسى كان تربية أمه وأخته وآسية، لم يذكر أبوه في القرآن تقريبًا، وسيدنا عيسى كان تربية أمه، وسيدنا محمد كان أولاً تحت إشراف أمه ثم أم أيمن ثم أم هاشم زوجة عمه وعلى الرغم من دور جده عبد المطلب وعمه أبو طالب عليه إلا أن دوريهما لم يكونا بنفس قوة أدوار أمه آمنة وخليفاتها.

الشافعي كان تربية أمه التي كانت توقظه فجرًا وتذهب به للمسجد وتنتظره حتى يخرج.
زين العابدين كان تربية أمه.
محمد بن سيرين كان تربية أم سلمة.
معظم أدباء وعلماء وعظماء التاريخ أثرت بهم أمهاتهم أكثر من آبائهم، لذا قال أمير الشعراء أن الأم مدرسة .....، وهذا لا يقلل من دور الأب مطلقًا سواء بجانب دور الأم أو بعد وفاتها، لكنني فقط أدافع عن الأم وأدافع عن دورها بعد ترملها أو طلاقها في سبيل أولادها وفي سبيل تربيتهم ثم يقلل المجتمع من كل ذلك ويسفه من الشخص ومن تربية أمه، وكأن الأمر سبة أو أمرًأ يندى له الجبين.


وهذا يقودنا إلى نظرة المجتمع إلى الأنثى الأرملة أو المطلقة في الأساس، فهذه الأنثى في الحقيقة هي مخلوق مغضوب عليه من المجتمع عامةً، ومن بقية بنات جنسها خاصةً، وتزيد دهشتي عندما أتأمل الأمر قليلاً، فأنا قد أتفهم خوف البعض من المرأة المطلقة باعتبار أنها قد تكون امرأة غير جيدة وهي السبب في حدوث الطلاق، أما الأرملة فلم يغضب المجتمع منها وعليها أيضًا؟ هل هي من قتلت زوجها مثلاً أم ماذا؟

فتجد الصديقة تبتعد عن صديقتها الأرملة أو المطلقة خوفًا منها على زوجها، وتجد الأم ترفض ارتباط ابنها بمطلقة أو أرملة، وكأن هذه المرأة كتبت عليها العزلة والابتعاد عن المجتمع.

وإذا ما اختارت العزلة والابتعاد بنفسها والتفرغ لتربية أبنائها، هدم المجتمع كل ذلك بأن أولادها "تربية مرا".

ألم يأن الأوان لتغيير تلك المفاهيم والعودة إلى التفكير حسب الشرع وإلى أن يضع كل منا نفسه مكان الآخر قبل أن نصدر أحكامًا مجحفة على الآخرين، أو أن نتبع ما يراه المجتمع دون التفكير أبدًا
.

٠٦‏/٠٩‏/٢٠٠٨

ماذا لو كنت غيرك؟!


ماذا لو كنت غيرك ؟!


هل ساءلت نفسك يومًا بمثل هذا السؤال؟

ماذا لو كنت فقيرًا محتاجًا؟
ماذا لو ولدتُ لأبوين غير ملتزمين أو فقيرين أو غير متعلمين أو غير حنونين؟
ماذا لو ولدتُ في عشوائية من العشوائيات التي تملأ البلاد أو كنت واحدًا من أبناء حي الدويقة المنكوب؟
ماذا لو ولدتُ لأسرة تسكن المقابر وتقتات من عطايا غيرها ؟
ماذا لو ولدتً في حي شعبي مليء بالضوضاء والفوضى والقمامة ؟
ماذا لو كنت أقطن في مكان أسمع فيه أنا وأسرتي ألفاظًا بذيئة كل يوم تقريبًا ؟
ماذا لو لم أولد على نفس ديني ؟
ماذا لو لم يكن اسمي جيدًا ؟
ماذا لو لم يكن شكلي جميلاً وجسدي معافًا ؟


في ليلةٍ بعيدة كنت في طريق عودتي للمنزل من الجامعة الأمريكية، ووصلت إلى ميدان السيدة عائشة، ففوجئت بزحام شديد - على غير العادة - عند موقف سيارات المقطم، فقررت أن أستقل سيارة تاكسي، أو أن أتصل بأخي ليقلني بالسيارة.

حينها تفكرت قليلاً في الأمر وتساءلت:

ماذا لو لم نكن نملك أي سيارة؟
ماذا لو لم أكن أحمل معي مالاً يكفي لأستقل تاكسي؟

لقد شاهدت مرارًا من ينتظر على محطة أوتوبيسات النقل العام ولا يستقل الميكروباص لأن الأجرة أقل نصف جنيه.
تخيل أنك رهينة لنصف جنيه!!


وسط كل هذا التأمل والتفكر، ألا ترى نعم الله السابغة؟

ألا ترى هذا الكم الهائل من النعم، وكل نعمة تحوي نعمًا أخرى؟

وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم لزوجه أم المؤمنين عائشة: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" ...... فكر وتفنن في شكر الله بدءًا من الإنفاق غلى إفطار صائم إلى إعالة يتيم غلى مساعدة محتاج إلا التواضع قليلاً والإحساس بسواد الشعب... جرب مثلاً أن تستقل اليوم حافلة من حافلات النقل العام.

أنتظر أفكاركم وآراءكم

٢٥‏/٠٦‏/٢٠٠٨

إنهما قادمان


في ليلة سعيدة قبيل أذان المغرب اتصلت بنا أمي لتبشرنا ببشرى كان لها وقع جميل على نفسي، بشرتنا بأن الله قد رفع البلاء وأنهما قادمان، وعلى الرغم من عدم تصديقي أو شعوري بالذهول وقتها فإنني لم أصدق الأمر حقًا إلا في اليوم التالي عندما تحدثت إلى أبي ثم في اليوم الذي يليه والذي يليه...كان كل ما يتردد في نفسي هو الحديث القدسي الجميل الذي استشعرت معناه العظيم وقتها "لأرزقن من لا حيلة له حتى يتعجب أصحاب الحيل"
كنّا قبلها نفكر كيف سيتزوج أخي دون وجوده بجانبه ووسطنا، وما المبرر الذي نبرر به غيابه عن عقد وزفاف ولده أمام جدتي، لكن الله أرحم بها منّا
أبي وأمي قادمان...قادمان...قادمان
اللهم احفظهما لنا...آمين

٠٧‏/٠٣‏/٢٠٠٨

أما آن لنا أن نفيق؟! بل مجرد أن نعي





فلسطين ... مهد الأنبياء، ومسرى نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والمكان الذي عُرج به إلى ربه سبحانه وتعالى. فلسطين وطن إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف، فلسطين وطن عمران وزكريا ويحيى ومريم ومولد عيسى – ببيت لحم – عليهم جميعًا أفضل الصلاة وأتم التسليم. فلسطين بلد كنيسة القيامة، بلد المسجد الأقصى ومسجد الصخرة، أولى القبلتين وثالث الحرمين وأحد المساجد الذي تُشد لها الرحال. فلسطين المنكوبة في أرضها وشعبها، المنكوبة في أمتها.

أسمع أحيانًا بعض العبارات المحزنة التي تدمي قلبي "وأنا مالي"، "همّا اللي باعوا أرضهم"، "ما ليش دعوة"، "ده إحنا محتاجين أكثر منهم"، "طيب ما نساعد نفسنا الأول". والمسلم الحق يعرف أن له دعوة، بل أنه سيسأل عن هذه الدعوة، ويعرف أنهم نفسي وأنا نفسهم وأننا باعتبارنا مسلمين جسد واحد وأمة واحدة ولا أحد أولى من أحد فمساعدتى لمصري تساوي مساعدتى لفلسطيني أو سوري أوعراقي أو هندي أو أمريكي مادام مسلمًا، بل مساعدتى لغير المسلمين كبشر لكنها الأولى أولى. والشعب الفلسطيني ليس بخائن بل هو مؤمن مرابط، وإلا فالمصريون كذلك. ففي حرب 73 - وحتى الآن – نسمع عن القبض على جواسيس وعملاء لإسرائيل، ومصر - كحكومة - تبيع الغاز لإسرائيل بل بأقل من سعر التكلفة لروابط المحبة والجيرة – والنبي وصى على سابع جار أمال أول جار بقى يبقى إيه؟!!! - وتعمل على سياسة الانبطاح وتسميها التطبيع، وكأن طبيعة العلاقات بيننا كانت الود والسلام!!!!!!

من الفلسطينيين الصابر المؤمن المكافح المبتلى، الذي يسلم نفسه وأهله وفلذات كبده كل يوم للشهادة وهو راضٍ مبتسم، وفلسطين هي أرضنا ومقدساتنا، مقدساتنا التي سيسألنا عنها ربنا، فهل نعلم ماذا سنقول؟ أنا شخصيًا لا أعلم، أحاول فقط أن أعد ردًا وعذرًا، لعل الله يعفو به عنّا. ألا تشتاق أن تذهب هناك، أن تصلى هناك وتشعر بأرواح الأنبياء تحيط بك.

لم يبع الفلسطينيون أرضهم، بل أُجبروا على ذلك، أجبروا على هجر قراهم وأراضيهم، ورحلوا وشردوا للمخيمات في وقائع شهد عليها التاريخ كله وصورتها كتب الأدب والصحف وقتها في وقائع يندى لها جبين الأمة. أما من باع فقد كانوا قلة، وكان منهم المكرهين أما بدافع الخوف أو العوز الشديد. وللمفارقة الشديدة ولمن لا يصدق أقول إن المصريين اليوم - وفي وقائع موثقة بالمستندات يعلنها لنا الكتّاب والمثقفون في الصحف - يبيعون بعض الأراضي في محافظتي سيناء والغردقة إلى اليهود، جهلاً بهويتهم في بعض الأحيان و بدافع الحاجة أحيانًا أخرى، الحاجة التي سببتها لنا ولهم حكومتنا الرشيدة، أو بدافع "بيع القضية" فقد باعتها الأمة كلها "يعني هي جت عليّ"... لذا أتساءل في جزع هل سيأتي اليوم الذي سيقال فيها عن المصريين أنهم خونة وباعوا أرضهم؟!! وهل سيأتي اليوم الذي نقف فيه مثل هذا الموقف. أفلا ننظر ونعتبر؟!

أما العراق فحدث ولا حرج فقد قيلت بعض العبارت ولا تزال، عبارت عجيبة: "من بعض ما فعلوه في الكويت"، "ده ذنب صدام وظلمه" و... و... كأننا نبرر لهم ما يفعلوه بنا وبإخوتنا هناك. كأن حكم صدام زال بأيدينا، يا إلهي يا للفخر...!!

وهنا وإن كنت أذكِّر بفلسطين في المقام الأول - لما آل إليه حالها الآن – لكني لا أريد أن أفصلها عن بقية الجسد فالقضية قضية أمة غافلة بعيدة عن ربها ونحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله كما قال الخليفة العادل عمر بن الخطاب. ذنوبنا أصبحت كالجبال حتى أعمتنا وخنقت أنفاسنا بل ما عدنا نرى أمامنا. التذكير هنا ينطبق على العراق - حاضرة الأمة وأرض الخلافة العباسية وموطن العصر الذهبي - وعلى الشيشان وكوسوفو ومن قبلها البوسنة والهرسك ولبنان والسودان و... و...، فجسد الأمة مثقل بالجراح العميقة الغائرة، ولا عزاء لهم ولا لنا فعلى نفسها جنت براقش.

ربما يتساءل كلٌ منا "الكلام جميل"، لكن ما العمل؟ ونحن شعوب لحكومات خاضعة أو ضعيفة أو متخاذلة أو حتى عميلة. ماذا يفعل كل منا؟ أعطني حلولاً عملية؟

والحل الصحيح هو الجهاد، وبما أننا ولله الحمد لو فكرنا مجرد التفكير في ذلك، فسيقتل الشاب على الحدود برصاص الإسرائيليين كحشرة، وإذا كانت حكومتنا الرشيدة – لا حرمنا الله منها – تعتبر حوادث قتل الجنود المصريين أو أهالي رفح المصرية على الحدود – بالمناسبة استشهدت طفلة مصرية صغيرة منذ أيام - خطأ غير مقصود لا يستوجب سوى الاعتذار الذي لا يحدث، وأن الخطأ كل الخطأ من جانبنا "إيه اللي وداه هناك" – والله ده نص كلمة قالها وزير الخارجية في حادثة استشهاد أحد الجنود المصريين مع إني مش عارفة يعني كان المفروض يروح فين - فما بالك بمن يحاول الدخول للجهاد. وأنا لا أفت في عضدكم والله، لكنني أقول أننا سنعمل على مساعدتهم بما نستطيع حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً، وما نستطيعه هذا كثير وله تأثير رائع وعظيم إن تم تنفيذه والإصرار عليه والصبر عليه بسياسة النفس الطويل.

1. التوبة والعودة لله: لعله لا يأخذ الأمة بذنوب البعض منها، وكلنا يعلم قصة سيدنا موسى عليه السلام عندما كان يصلي بالناس طلبًا للمطر فأوحى الله إليه أن ذلك بذنب أحدهم الذي يعصي ربه منذ أربعين عامًا ولما قال موسى هذا ودعا العبد ربه " ربي سترتني وأنا أعصيك فهلا تسترني وأنا أتوب إليك" فنزل المطر بمجرد رغبته في التوبة.
وفي الحديث القدسي "أوحى الله لداود يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقًا إليّ ... يا داود هذه رغبتي في المدبرين عني فكيف محبتي في المقبلين عليّ".

2. الدعاء: تخصيص دعوة أو اثنتين وسجدة أو اثنتين للدعاء لهم ولإخواننا في العراق وأفغانستان والشيشان وكوسوفو ولوطننا وللأمة الإسلامية بأسرها، وتذكر أن دعاء المسلم لأخيه في ظهر الغيب مستجاب. ولا تنس الدعاء للمعتقلين هنا وهناك، والمبعدين هنا وهناك.

3. الإنفاق أو الواجب المادي: ولا تقل هي صدقة أو تبرع بل هو حق الله وحقهم، وواجبك بقدر استطاعتك وتذكر أن عمر بن الخطاب كان يقول اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم، وقال لأحدهم لما رآه يستدين ليشتري فاكهةً اشتهاها "أوكلما اشتهيت اشتريت".

أمسك عليك يدك واتق الله فأنت تعيش أفضل من غيرك داخل مصر وخارج مصر. ولا تقل أبدًا "اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع" فهي عبارة لا أجد لها ردًا سوى الآية الكريمة "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون". نحن أمة واحدة، بل كنا إلى عهد قريب بلد واحد لا حدود ولا فرقة بيننا، ففرق بيننا أصحاب المصالح وأدخلوا في روعنا الفرقة والعصبية القبلية. وهذا مثل لا يعمل به إلا كل بخيل شحيح ليس في قلبه ذرةً من رحمةٍ أو شفقةٍ، وهو بذلك قد ترك ركنًا هامًا من أركان ديننا وهو الإنفاق في سبيل الله ... وهل نملك سواه الآن وقد حيل بيننا وبين الجهاد. ولا تقل "فليساعدهم الأغنياء أو الدول الغنية فنحن لا نملك أن نساعد أنفسنا" كيف هذا وهم نفسنا ونحن نفسهم.

بالأمس كانت مصر هي من صدت الصليبين مع صلاح الدين، وهي من حاربت التتار مع قطز بالرغم من أنها لم تكن أغنى بلاد الأمة. ولكن سدد وقارب وأعمل على أن تخرج مبلغًا ثابتًا كل شهر لفقراء ومرضى بلدك، ولفلسطين والعراق. وهل يرجو المرء إلا أن يقف أمام الله فيجد معهد الأورام يشفع له، ثم إنفاقه يوم سماعه باحتياج أسرة ما، ثم ما أنفقه في سبيل الله لفلسطين أو العراق ... ثم لا يعلم من أين تأتي له الشفاعة حتى يغفر له. وفي قصة لطيفة لا أزال أتذكرها كلما جاء الكلام عن الإنفاق ذكرها كتاب "مائة قصة وقصة" أن شابًا أفلس بعد غنى، وضاقت به الحال حتى ما عاد يعلم ماذا يفعل؟ ثم جاء الوضع زوجته، وليس معه لا مال ولا طعام، فخرج يسأل جاره فلم يكن لديه هو الآخر ما يعطيه له إلا رقاقتين من حلوى وفي طريق عودته سألته امرأة معها طفل يتيم فلم يدر ما يفعل؟ وليس معه سواهما وليس في المنزل من شيء لزوجته حديثة الوضع، ثم نظر فرأى انكسار الأرملة ودموع الصبي فأعطاهما الرقاقتين، فدعت له المرأة وابتسم الصبي، فمسح له على رأسه ، ثم التفت ليعود فعاد إليه فكره وقال لنفسه ما أعود وليس معي من شيء لها، ومشى إلى النهر بائسًا محزونًا، فتلقاه صيادٌ عجوز فأخبره خبره، فقال له توضأ واسأل ربك ففعلا، ثم حاولا الصيد فاصطادا سمكةً عظيمة لا مثيل لها، فقال له الصياد هي رزقك فاذهب وبعها، وفيما هو في السوق سمع من ينادي في السوق هل منكم من يعرف محمد بن نصر الدين، فقال أنا هو فقال الرجل قد كنت استندت من أبيك منذ عام كذا وكذا وحال بيني وبين سداد ديني حائل واليوم جئت أرد إليك ديني. يقول ففرحت كثيرًا وقلت لقد فرج الله عليّ ولو ليومين، وقلت للرجل هلم إلى المنزل فإذا الدين قافلة كاملة محملة وإذا الرجل يقول هذا الدين بما رابحت فيه كله لك، حتى ما عاد هناك مكان بالمنزل. ثم تاجرت بمالي وفتح الله عليّ حتى أصبحت أغنى الأغنياء وطفقت أتصدق وأنفق في وجوه الخير بكل طريقة، ثم رأيت رؤيا ذات ليلة فإذا يوم الحساب وإذا دوري قد جاء وجاء الملائكة فعرضوا أعمالي ووضعوا حسناتي وسيئاتي، ثم جاء ملك فجعل ينظر في الحسنات ويقول هذا رياء وهذا سمعة حتى نفدت الحسنات واختل الميزان وأيقنت أنني في النار، وإذا ملك يقول أفلا تذكر يوم الرقاقتين؟، فوضع الرقاقتين فزادت الكفة قليلاً، فقال ألا تذكر رحمته بالمرأة وإيثاره عليها على امرأته؟ فزادت الكفة، قال أفلا تذكر رحمته بالصبي وبكاءه ومسحه على رأسه، ففاضت الكفة.
ولهذه القصة معنيان لا أنساهما أولهما "وتؤثرون على أنفسكم ولو كان بكم خصاصة" وهو ما لسنا فيه، لأننا برغم سوء حال البلاد من متوسطي الدخل الذين لديهم الضروريات وبعض الكماليات أي أننا لسنا أصحاب الخصاصة، وثانيهما الإخلاص ...."اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهك الكريم خالصة ولا تجعل للناس منها شيئًا وتقبلها منّا ربنا بقبول حسن" آمين

4. المقاطعة: وسلاح المقاطعة سلاح قديم قدم الزمان، استعملته قريش ضد المسلمين وجوعتهم في شعب أبي طالب وكتبت معلقة بشروطها ضد المسلمين. ولمن لا يرى جدواها فليعتبرها عذر يقدمه إلى الله، وأعتقد جازمةً بجدواها الكبيرة وأتعجب ممن يقاطع الدنمارك لأنها سبت النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقاطع إسرائيل وأمريكا لأنها تقتل إخواننا، بل تقتلنا نحن كل يوم ولكننا غافلون، وكأن نبينا الحبيب سيسعد بمقاطعتنا للدنمارك لكنه لن يرى بأسًا أن يرى أبناء الأمة الواحدة، أبناؤه الذين سيباهي بنا وكل منهم في طريقه لا يعنيه كثيرًا ما يحدث للآخر. وعلى الرغم من الإساءة الموجهة إلى نبينا الحبيب لكن الرسوم لم تكن سياسة الدولة بأسرها أو رأي جميع أفراد الشعب، وكانت المقاطعة وقتها تهدف للضغط على الحكومة لتمنع الرسوم وتعاقب المسيئين وتعتذر رسميًا، أما مقاطعة البضائع اليهودية الأمريكية فهي واجبة وجوبًا لا شبهة فيه - وفي رأي كثيرٍ من علماء المسلمين – أن تاركها آثم خاصة إن كان ما يشتريه من الكماليات أو الضروريات ولها بديل. ومقاطعة هذه البضائع تخدم اقتصاد وطنك أولاً، وتخدم إخوانك في فلسطين والعراق بشكل مباشر، ولا أظن أن دم محمد الدرة وغيره لا يستحق أن تمنع نفسك من شراء – من قبله وبعده – مسحوق غسيل أو معجون أسنان أو زجاجة من البيبسي، وأنا - والله - أقول هذا لنفسي قبل غيري لأنني كثيرًا ما أضعف وأشتري هذه المنتجات. أما الحجة الأخيرة وهي المصريين العاملين في هذه الشركات، فمقاطعتك تنمي من الشركات المنافسة وتفتح مجالاً أمام رجال أعمال آخرين لإنشاء مشروعات منافسة فيفتح هذا مجالاً للعمل، فضلاً عن أنني أرى أن واجبهم ترك العمل بهذه الشركات، وسيرزقهم الله بأفضل منه لأن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه. والبضائع التي يجب مقاطعتها - وأنا على ثقة تامة بأسمائها - هي البضائع التالية شركة بيبسي ومنتجاتها (بيبسي وميرندا وسفن أب)، وشركة كوكا كولا ومنتجاتها (كوكا كولا وفانتا وسبرايت) وكادبوري وأريال وكلوس أب وتايد وسيجنال والمطاعم مثل ماكدونالدز وكنتاكي وبيتزا هت وفرايدايز، وشركات نايك وموتورولا والبنوك الأمريكية والسجائر الأمريكية مثل مارلبورو – ويفضل الامتناع عن التدخين - وقيل لي عن البعض الآخر لكنني سألت مرة أخرى، وبحثت في شبكة الإنترنت ولم أكد ما يؤكد أنها أمريكية أو إسرائيلية أو حتى تمول الاستيطان، لذا فضلت ألا أكتب إلا ما أنا على ثقة منه. والبدائل كثيرة إذا كنت لا تستطيع إلا أن تشرب المياه الغازية فهناك شويبس وسبورت كولا الكندية وفيروز وهي بالمناسبة أكثر فائدة للجسم أو فيمتو وهي شركة سعودية أو مكة كولا وهي شركة فرنسية صاحبها فرنسي مسلم. ومن المطاعم هناك مؤمن وكوك دوور وهارديز وهي شركة ألمانية، وهناك شركات شركة ملا بس رياضية ألمانية تامبر وهناك نوكيا وهي فنلندية وهي أيضًا الأفضل والكثير غيرهم. لم أرد أن أعدد البضائع التي يجب مقاطعتها فقط قدر ما أردت أن أخبرك عن البديل، وتحمل فقط مشقة البحث لأنك قد لا تجد المنتجات دائمًا وفي كل المحال التجارية.

5. تفعيل معلوماتك: بأن تخبر أهلك وأصدقاءك وجيرانك وزملاءك وتحاول إيقاظ هممهم لهذه القضية. اهتم بالقضية قدر ما تهتم بيوم الفالنتين أو برأس السنة الميلادية أو حتى بعيد الأم. ضع لنفسك يومًا كل شهر تتحدث فيه عنهم، أو تخرج من مال الله الذي أعطاك لهم.


6. تذكير النفس: إذا ما كلت أو هانت أو نسيت بأنه يوم لك ويوم عليك وتذكر أنها كانت فلسطين ثم إيران والعراق ثم الكويت والعراق ثم حصار سوريا ثم أفغانستان ثم لبنان فهل يأتي اليوم علينا ولا نجد حينها من يقف بجانبنا. أذكر قصة كنت قرأتها صغيرة في كتاب "كليلة ودمنة" أن أسدًا أراد أن يأكل ثلاثة ثيران، واحتار كيف يفعل وهم يدٌ واحدة ولو حاول أن يفترس أحدهم لهاجمه صاحبيه ولقضوا عليه، فلم يجد حلاً غير الوقيعة بين الثلاثة واعتماد سياسة "فرق تسد"، وقد كان فكان أن أكل الثور الأبيض ثم الأحمر ثم لم يتبق إلا الأسود فقال كلمة ظلت مثلاً يضرب به حتى الآن "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".

لسه عارفة موضوع العملية الجديدة بتاعت مدرسة الحاخامات فقلت أقول ربنا معانا ويا ريت نشد بالدعاء شوية

٢٩‏/٠٢‏/٢٠٠٨

دمعة


الأيام دي وبالتحديد من حوالي 3 أو 4 شهور وأنا عندي حالة غريبة مع إنها حلوة وهي إن دموعي قريبة أوي وفي أقل موقف وقدام أي حد بعد ما كنت ما أعيطش غير للشديد القوي ومش قدام أي حد لكن دلوقتي مش بيفرق معايا وما بحسش بضعف من بكائي لكن بعتبره نوع من التعبير عن المشاعر، وده مش معناه إني بقيت عيوطة يعني زي ما كانوا بيقولوا للعيال زمان ولا إني كئيبة فأنا ولله الحمد مش كئيبة خالص وما بحبش أعيش نفسي في طور الكآبة
لكني بقيت سريعة التأثر والبكاء
أشوف فيلم
Good Will Hunting
أعيط أوي مع إني شفته كتير قبل كده
أسمع ميس شلش وفيروز وعايدة الأيوبي أعيط
أكلم ماما وبابا في التليفون أعيط
أشوف ست عجوزة تعبانة ومش قادرة تطلع الميني باص أعيط
أشوف الصغار المتشردين أو المتسولين أو أطفال الشوارع أعيط
أشوف أب بيوصل بنته كل يوم المدرسة وساكن جنب الشغل وبشوفه كل يوم وهو نازل معاها وماسك إيديها أعيط
صافي أختى بتحكيلي عن ريهام صاحبتها الفلسطينية
مامتها مصرية وهي عايشة هنا أختها الكبيرة متزوجة في فلسطين وبقالهم 7 سنين ما شافوهاش وما يعرفوش ولادها
وأخيرا خدت وثيقة لم الشمل اللي بيها تقدر تخرج وتدخل فلسطين
وهي بتحكيلي بعيط
سمعت أغنية حمادة هلال محمد نبينا عيطت
وخالد عجاج بتاعت مصر فيلم طباخ الريس عيطت
أغنية ماجد المصري يا مصري عيطت
حتى أغنية كارم محمود أمانة عليك يا ليل طول بعيط
دي تلاكيك بقى
المهم إني مش حزينة ولا عندي مشكلة من دموعي دي وده الأهم

ليه يا روبي؟! سؤال


سألتني واحدة صاحبتي ليه يا روبي اخترت الصورة دي لنفسك في البلوج والماسنجر وليه مش بتغيرها أبدًا
الحقيقة إني أول مرة شفتها عند مي عجبتني أوي بس خدتها من غير ما أفكر في إني أحطها صورتي على البلوج، وفي مرة ضبطت نفسي في نفس الوضع ده قفلت كتاب كنت منهمكة أوي في قرايته وقعدت أفكر وأتأمل في اللي قريته فافتكرت الصورة دي فورًا وبعدها لقيت إن ده عادة عندي كل شوية أقفل الكتاب شوية وأفكر في اللي قريته وعشان حسيت إنها أنا بقت دي صورتي بس أنا مش حلوة أوي كده

Happy Valentine's Day


مش عارفة الناس بقوا عاملين كده ليه
زمن المسخ على رأي عادل إمام في فيلم "عمارة يعقوبيان" فبالرغم من إني مش بحب الفيلم ده بس الكلمة دي بتجرحني أوي
وللأسف مش بس زمن المسخ الأمة نفسها بقت كده لا هوية لا شكل مفيش ملامح
هنقف مرة قدام المراية مش هنلاقي ملامح زي ما أ. عمرو خالد كان بيقول
الناس في الفالنتين كانوا بيتلككوا عشان يلاقوا حاجة يعملوها حتى اللي مش مخطوبة ولا متجوزة بتحتفل طب والنبي بتحتفل بإيه
طب بلاش تخيلوا عندنا في الشغل كانوا عايزين يلموا من بعض ويحتلفوا
ده ما عملوش حاجة لما الفلسطينين من جوعهم كسروا الجدود ما فكروش يلموا من بعض ويبعتوا لنقابة الأطباء
طب تتخيلوا أن مدرسة أولاد بنت خالتي عملت جايزة لأحسن فصل يزين فصله كويس في الفالنتين
بالله إيه منهج المدرسة دي
إيه اللي عايزة تبثه في أبنائنا
ده كنت هتشل
أجمل نكتة بقى وأنا في كوستا مرة سمعت بنت بتقول لصاحبتها إنها هتروح تجيب هدية لنفسها عشان منظرها قدام صاحباتها
ولا عزاء لأي حد محترم
حسبنا الله ونعم الوكيل

١١‏/٠١‏/٢٠٠٨

ترجمات 3


من كتاب "الدعاية والتسويق"

اكتشف رواد الفضاء في أول صعودهم أن أقلام الحبر لا تعمل عندما تصل الجاذبية لدرجة الصفر لذا وضعت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" خطة تهدف إلى اختراع قلم يسهل الكتابة به في الفضاء، وقد كان.

فبعد إنفاق ملايين الدولارات، وقضاء آلاف الباحثين الساعات الطوال في البحث والاختراع، ثم التوصل إلى اختراع قلم يضخ الحبر؛ قلم يستطيع كتابة أي شيء، على أي سطح، وبأية زاوية.

وفي غضون ذلك، اطلع العلماء السوفيت بالمعامل السرية داخل ما كان يسمى وقتها "الستار الحديدي" على أبحاث نظرائهم الأمريكيين.

استطاع السوفيت حل المشكلة بمنتهى البساطة والسهولة دون إهدار المزيد من الطاقات، أو إنفاق المزيد من الأموال الطائلة. وجد السوفيت حلاً سريعًا وفوريًا. استخدم رواد الفضاء السوفيت الأقلام الرصاص !!!


من كتاب "افهم أبناءك جيدًا"


يعتبر الطفل الوحيد من الأشخاص المغرورة الأنانية، ذوي شخصية متعصبة ميالة للانطواء والاستقلالية … وعادةً ما يكونوا جادون ويحسنون إنجاز مهامهم … إذا زاد الفارق بين الأخوين سبع سنوات فأكثر فإن كلاً منهم خاصةً الأكبر يعتبر طفلاً وحيدًا.

ربما يصبح الأخ الأكبر أخًا حنونًا محبًا، وأحيانًا يكون متسلطًا شديدًا انطوائيًا …


عادةً ما تكون الأخت الكبرى أكثر تعاطفًا ومحبة واعتناءً بأشقائها الصغار أكثر من الأخ الأكبر.

وقد تسير الأمور على خير ما يرام لفترة تشعر فيها الفتاة بالفخر والاعتزاز، ثم تشعر بعدها بثقل المهمة والعبء لما تتحمله من مسئولية تشعر أحيانًا أنها مسئولية كان من المفترض أن يضطلع بها الأبوان.

وربما أثر ذلك إلى حدٍ ما في اختياراتها لدراستها وعملها وحتى زواجها …


الأخ الأوسط أو الأخت الوسطى تتنازعهم الحيرة، وتقل كفاءة إنجازهم للأعمال، ويعانون من عوز الثقة بالنفس، كما يتصفون بالهدوء والخجل…لكنهم على الرغم من ذلك يتحلون بروح المنافسة، وعادةً ما يتعلمون فن التفاوض مع الآخر.

أما الأخ الأصغر، فعادةً ما يكون لعوبً مغامرًا ودودًا مبدعًا، لكنه كثير الاعتماد على غيره، ويعوزه حس المسئولية والانضباط.

يؤرقه شعور بأنه غير كفء للقيام بالكثير من الأمور، وأنه لا يستطيع أن يصبح ناجحًا خاصةً إذا قارن نفسه بإخوته الأكبر ...

٢٧‏/١٢‏/٢٠٠٧

ترجمات 2





لغات الحب الأربعة

1. الكلمات
كالإطراء والتقدير والاستحسان
حاول أن تجعل كلماتك صريحة ومباشرة

2. الاستغلال الأمثل للوقت
امنح من تحبه كامل انتباهك وانظر لعينيه


3. الهدايا
مجرد وسيلة لتخبر من تحب أنك تهتم به وتتذكره في غيابه


4. تقديم الخدمات
وهي أكثر النقاط التي يغقل عنها الكثيرون فهي وسيلة للتخفيف عن من تحب وكأنك تقول "تهمني راحتك"


إذا كنا نتحدث عن الزواج تحديدًا كنوع من أنواع الحب فعليك دومًا مراعاة ما يضايق شريكك حتى إن كان ذلك شيئًا تراه أنت أمرًا تافهًا لأن تكرار الأمور الصغيرة كعدم مراعاة الترتيب والإهمال وعدم المساعدة إلقاء الملابس والمناشف على الأرض وما إلى ذلك هو ما يتحول في النهاية إلى نفور نفسي يقوض بنيان الزواج






10 وسائل للتقرب من شريك حياتك:

1. فكر دومًا كيف يمكنك إسعاده.
2. ارو له يومك واطلب رأيه في أمورك.
3. تحدث إليه في الهاتف حينما تقضي وقتًا طويلاً في العمل أو حينما تسافر.
4. خطط لبعض الأنشطة الجديدة كل فترة كحضور حفل ما أو رحلة أو نزهة خلوية.
5. رتب له دعوةً على العشاء خارج المنزل في مكان يقدم طعامه المفضل.
6. تنزها معًا وأمسك يديه أثناء سيركما.
7. اترك له رسالة رقيقة على الوسادة أو وردة أو ابعث له رسالة على هاتفه أو بريده الإليكتروني.
8. تبادل الهدايا والورود حتى لو كانت بسيطة.
9. سجل أغانيه المفضلة أو أغنية جديدة يذكرك معناه بذكرى بينكما.
10. أخيرًا أحبه بصدق وأخبره دومًا بذلك.

وعلى الرغم من كل ما سبق فلا تجعل حياتك وقفًا على أحد مهما كانت منزلته بحيث تضيع حياته إن فقدت أحباءك بسبب سنة الكون من موت أو حياة أو سبب بعض المصاعب من خلاف وغدر وخيانة. لا تجعل ارتباطك بشخصٍ ما مهما كانت درجة حبك له هو ما يمنح حياتك الكمال والسعادة، بل اجعل هذا الارتباط هو ما يكمل سعادتها وحاول أن تجد سعادتك وقيمة نفسك في عدة أمور.

وتذكر دومًا قول الكاتب الشهير كيم كاترال:
"لا ينجح نصفا إنسان في تكوين كيان واحد سعيد، لكن باستطاعة شخصين كاملين ناضجين أن يصنعا ارتباطًا ناجحًا بل ارتباطًا مذهلاً...


إلى من يتعللون بعد فشل الزواج "كان هو الوحيد أمامي أو هي الوحيدة التي وجدتها في هذا الوقت"

افترض وافترضي أنك تمتلك مؤسسة ما وتريد تعيين بعض الموظفين، فهل ستقبل من يتقدم إليك أيًا كان سواءً أكان مؤهلاً أم غير ذلك؟ أم تضع معايير معينة مهمة وضرورية ومحددة تتفق ومتطلبات تلك الوظيفة

من كتاب "كيف تحب نفسك ومن حولك؟"