١٧‏/٠٧‏/٢٠١١

قرأت لك 8 - ساعات من العمر


أنهيت كتاب ساعات من العمر للعظيم عبد الوهاب مطاوع والذي استعرته من زميلتي الجميلة دعاء فيصل

وهو عبارة عن مجموعة مقالات تعرض وجهة نظره عن أمور عامة في الحياة أو عن مشاهداته أو مواقف تعرض لها في سفرياته كزيارة لمنزل الأديب الفرنسي فيكتور هوجو أو ما تعرض له من سرقة في إحدى سفرياته أو تلك القارئة التي كانت تبعث له برسائل على أنها زوجته كنوع من رد الفعل النفسي تجاه موت زوجها أو غيابه عنها.

وأكثر المقالات التي أسرتني كانت مقالة أحلام سعيدة والتي عرض فيها قدرة الإنسان على الحلم وأهمية الحلم في توازن المرء النفسي وأن سعيه لتحقيق الحلم يمثل في ذاته هدفًا ساميًا واحة وطمأنينة حتى لو لم يتحقق الحلم وروى عن رواية هموم شخصية للروائي الياباني كنزا بورو ورواية حضرة المحترم لنجيب محفوظ ليُنهي مقالته بعبارة بليغة يقول فيها:

"فلا بد دائمًا للإنسان من أن يحلم دائمًا بغد أسعد وأجمل وافضل، ولا بد له أن يتعلق دائمًا بالأمل في رحمة الله، وفي أن ترق له الحياة ذات يوم، وتسمح له بتحقيق الأحلام في الوقت المناسب، وليس بعد فوات الأوان!.

ومقالة يا ريت تعود والتي عرض فيها بعض الأفكار والأشجان التي ملأت عقله حين استمع إلى أحمد الحجار يشدو بأغنيته البديعة وفيها تحدث عن مدى الاختلاف الذي يطرأ على الشخصية بمرور الزمان فيبدو أصدقاء الصبا بعيدون عنّا بعد السمآء، وفيها كتب فقرة جميلة ذكرتني بأغنية اللقاء الثاني لعلي الحجار وبقصتي أيضًا مع أمي:

"وهو يفسر لنا التناقض المؤلم بأنه عندما ينقسم الحجر إلى نصفين، فإنه يمكن إعادة ضمهما معًا بيسر وإحكام، لكن الأمر يختلف مع الإنسان لأنه كائن حي ومتغير دائمًا. لهذا عندما يفترق الناس لسنوات طويلة، فإنه يتعذر إعادة ضمهم مرة أخرى ليعودوا كما كانوا تمامًا من قبل!

وهذا صحيح للأسف!، وتستطيع أن تلمسه في حياتك الشخصية، حين تلتقي بأصدقاء الصبا الذين كنت تستمع بالحديث معهم لفترة طويلة، ثم باعدت بينك وبينهم الأيام لسنوات طويلة؛ فتجد نفسك بعد حرارة اللقاء واستنفاد حديث الذكريات، عاجزًا عن التواصل معهم بنفس الدرجة التي كنت تتواصل بها معهم من قبل.. وربما عجزت بعد ساعات من اللقاء، أو بعد عدة لقاءات عن الحفاظ على خيط الحديث متصلاً بينك وبينهم مرة أخرى."

الجميل في عبد الوهاب مطاوع روحه الجميلة الرقيقة الرحيمة ورغبته الدائمة في المعرفة والتعلم ونظرته لنفسه على أنه طالب في محراب العلماء والأساتذة وترى ذلك بعمق في حديثه عن الأستاذ هيكل وعن الأستاذ أحمد بهجت وغيرهم.

تلك الروح الوثابة الرقيقة المتواضعة الرحيمة هي ما اثمرت ذلك الكيان الجميل

رحمه الله

ليست هناك تعليقات: