أن نرى أن سوانا نكرة وأننا فاهمون عالمون ببواطن الأمور
فهذا يعني أننا نعاني من مرض قلبي اسمه الكبر
وأن يتفشى الأمر فينا كمجتمع فهذا يعني أننا نعاني من مرض
مجتمعي اسمه الغباء
وأن تنتشر الشتائم والسباب بين أبناء الطبقة الراقية
والمثقفين فهذا يعني أننا نعاني من سوء الأدب الجماعي
وأن يصل الأمر إلى الدعاة ورجال الدين فهذا يعني أننا ندق
بأيدينا ناقوس النهاية.
أن يخرج لنا داعية كنت أحبه إذ كنت صغيرة وأحب سماع شرائطه
المسجلة وخفة ظله فيسب ويلعن بألفاظ نابية ويحرك يديه في ما يسمى بالشرشحة فهو أمر
مخزٍ
وأن تخرج لنا امرأة محجبة من نواب مجلس الشعب السابق وعضو
الجمعية التأسيسية وتقول أن كل مش شارك أمس فى أحداث محمد محمود هو كلب من كلاب
الفلول والعهدة على الخبر الناقل من حسابها الشخصي على تويتر والله أعلم لكنه إن
صدق فهو أمر مشين
وأن يتبادل الناس الاتهامات بالحقارة والعمالة والوقوف في
وجه الثورة والعداء للإسلام وصولًا إلى الكفر فهو أمرٌ محزن
وما بين المشين والمخزي والمؤسف والمحزن نعيش يومنا نحن المصريون بعد ثورة عظيمة أردنا بها أن تغير وجه مصر بل وجه العالم العربي كله.
أسوأ ما يمكن أن نفعله وأسهله أن نسمح لأنفسنا بالحكم على الآخرين بصفات قاسية وتصنيفات مقصية، والأسوأ أننا نفعل ذلك دون تحقق أو تيقن
وما بين المشين والمخزي والمؤسف والمحزن نعيش يومنا نحن المصريون بعد ثورة عظيمة أردنا بها أن تغير وجه مصر بل وجه العالم العربي كله.
أسوأ ما يمكن أن نفعله وأسهله أن نسمح لأنفسنا بالحكم على الآخرين بصفات قاسية وتصنيفات مقصية، والأسوأ أننا نفعل ذلك دون تحقق أو تيقن
يحق لنا انتقاد الفعل وتبيان الخطأ واقتراح البديل وذكر
الصواب
كل ذلك حق كامل ومطلق
لكن لم لا نفعل مع الالتزام بحدود الأدب دون سخرية أو
استهزاء أو إهانة
ولم إن تلقينا انتقادًا مهذبًا لا نتقبله
لا تفعله من أجل الآخرين
بل افعله من أجل نفسك
من أجل احترامك لنفسك
من أجل سلامك النفسي والروحي والذهني والأخلاقي
من أجل لقاء الله ووقفة الحساب
من أجل سؤال القبر
إن الانتقاد وبيان الخطأ كانا من أهم ما اكتسبناه بعد
الثورة بعد أن كنا لا نجرؤ على فعلها، لكننا أسأنا فهم الحرية
في فيديو العالم الجليل سلمان العودة تتكشف لنا آفة أخرى
نعاني منها في مجتمعاتنا العربية، آفة عدم الاعتذار كأننا لا نكتفي بالخطأ
والإهمال وسوء الأدب والاندفاع وعدم التحقق وإطلاق الشائعات، لكننا نكمل هذه
الصورة البشعه بعدم إدراك الخطأ وعدم الاعتذار، ونطالب في الوقت نفسه بذلك
لأنفسنا.
مثلًا في قطار أسيوط أو منفلوط نال العامل شتائم كثيرة
ودعاوى حارقة عليه -وعلى اللي خلفوه- ثم اكتشفنا مثلًا أنه بعث واثنين من زملائه
شكاوى لوزير النقل من قبل مرة تلو المرة لإصلاح المزلقان
هل اعتذرنا له؟
هل دعونا له كما دعونا عليه؟
هل استغفرنا لذنبنا؟
إن علينا دورًا في الضغط ودورًا في التطبيق
لذلك
أرى أنه إلى أن يُفعل دور الدولة الذي سنظل نطالب به ونضغط ليكون واقعًا ملموسًا،
علينا أن نبدأ بأنفسنا
لا
تسب
لا
تنقل معلومة لست متأكدًا منها
لا
تحكم على الآخرين قبل أن تتأكد
لا
تطلق أساسًا أحكامًا قاسية كعميل وحقير و....
لا
تسلم أذنيك لشخص واحد أو جهة واحدة وأحكم عقلك
لا
تقد سيارتك عكس الاتجاه
لا
تلق بالقمامة في الشارع
لا
تحتقر أحدًا
لا
تظن نفسك العالم ببواطن الأمور أو الأعقل أو الأحكم
لا
تنظر للآخرين على أنهم أقل
لا
تتبع أحدًا في الاستفتاء على الدستور ...اقرأ المسودة وأحكم عقلك
أحب
وطنك وأهله أرجوك
اتعب
قليلًا من أجل نفسك ووطنك وأولادك فغيرك قدموا الدماء له
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق